أعلنت المديرية العامة لمركب سيدار الحجار للحديد و الصلب بعنابة، أمس، عن توقف نشاط المنطقة الساخنة و المفولذات لمدة 5 أيام، في إطار عملية التوقف السنوي للقيام بأعمال صيانة، لضمان استمرار وتيرة الإنتاج حسب البرنامج المسطر و تفادي الأعطاب و التوقفات في المستقبل.
و استنادا لمصدر مسؤول بمركب الحجار للنصر، فإن عملية التوقف عادية، حيث يتم القيام بها من قبل مديرية الصيانة في هذه الفترة من كل سنة، لضمان إمداد جميع الوحدات بنفس الوتيرة، حيث تم وضع الفرن العالي رقم 2 في حالة يقظة، دون امتداد المنطقة الساخنة بالحديد الزهري، مع استمرار العمل بباقي الوحدات في إنتاج لفائف الحديد المسطح و كذا المنتجات الموجهة للبناء، إلى جانب تغطية طلب جميع الزبائن و تحقيق مخزون معتبر على مستوى مخازن التسويق إلى غاية عودة كامل سلسلة الإنتاج .
كما عاين المدير العام للمركب، رفقة مسؤولي الوحدات، انطلاق أشغال الصيانة و الاطلاع على وضعية القلب النابض للمركب و هو الفرن العالي، بعد وضعه في حالة يقظة و كذا الوقوف على وحدة تحضير المواد الأولية و التلبيد، استعدادا لمرحلة استئناف الإنتاج دون نقائص.
و وفقا لمصادرنا، فقد سُجلت حوادث شهري أكتوبر و نوفمبر، دون أن تؤدي لتوقف الإنتاج، ما استدعى القيام بعملية الصيانة، فيما كانت أغلبية الحوادث المسجلة على مستوى وحدة الأنابيب غير الملحمة و كذا الدرفلة على الساخن، مما خلف إصابة 22 عاملا بحروق، بالإضافة إلى صدمات في الأرجل و الأيدي.
و نظرا للحوادث المتتالية، نظمت المديرية العامة للمركب وفقا للمصدر، لقاءات على مستوى مديرية الأمن و الوقاية، أسفرت عن رسم مخطط عمل بإشراك مجموعة الفاعلين، لتسيير عنصر السلامة على المستوى العملي و الميداني و التركيز أكثر على السلوك، بهدف احترام و فرض قواعد الحماية للحد من الحوادث، حسب المعايير الدولية لنظام الحماية الذي وضع حيز التنفيذ حديثا بوحدات المركب.
من جهة أخرى، ينتظر مركب الحجار الإفراج عن الشطر الثاني لمخطط الاستثمار، بهدف إعادة تأهيل الوحدات المتبقية التي تضمن رفع الإنتاج، حيث توقف تنفيذ الاستمارات داخل المركب سنة 2018، بعد رصد 46 مليار دينار من الشطر الثاني، استهلك بنسبة 47 بالمائة في تأمين المركب ضد الحوادث و تعزيز إنتاج مادة حديد الزهر و المواد المسطحة، في انتظار الإفراج عن المبلغ المتبقي، لتعزيز القدرة الإنتاجية و تحقيق الأهداف المسطرة و قد استفاد المركب في المرحلة الأولي 2014-2017 من مبلغ 34 مليار دينار، وجه لإعادة تأهيل أهم الوحدات و المنشآت الإنتاجية داخل المركب.
و أمام شح مصالح التمويل، ألغت المديرية العامة للمركب، مشروعي المفحمة و محطة إنتاج الطاقة داخل المركب، حيث تم التراجع عن إنجازهما رغم إطلاق مناقصة الصفقة، بهدف إعادة توجيه الغلاف المالي المتبقي لمشاريع أخرى أكثر أهمية، خاصة مع إيجاد حل للتزود بالطاقة من مصدرين مباشرة من الشبكة الوطنية ذات التوتر العالي، بالاتفاق مع شركة سونلغاز.
و يعمل المركب حاليا على تقليص تكاليف الإنتاج بالاعتماد على هندسة مالية ناجعة، من أجل تعزيز القدرات التنافسية و تثمين الأصول غير المستغلة لتحقيق المردودية الاقتصادية و تنويع المنتجات و تطويرها، بالإضافة إلى الاعتماد على المدخلات و المواد المحلية لتقليص استيرادها، حيث نجح المركب بالاعتماد على كوادره، في إنجاز أعمال صيانة و تجديد وحدات دون التعاقد مع شركات أجنبية مختصة في الصيانة، منها تجديد شبكات النقل داخل المركب و تشغيل وحدات كانت متوقفة دون اللجوء لإبرام صفقات.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى