تواجه مديرية الموارد المائية بقالمة تحديات كبيرة لإيجاد حلول عملية لأزمة العطش التي تعاني منها عدة بلديات واقعة في ما يعرف برواق العطش.
ويمتد الرواق من بوعاتي محمود والفجوج وحمام أولاد علي شمالا، إلى بوشقوف، وادي فراغة وعين بن بيضاء شرقا، و حمام النبائل، مجاز الصفاء و وادي الشحم بالجنوب الشرقي لولاية قالمة، التي تمر بأزمة جفاف حادة حيث تراجع احتياطي سد بوحمدان إلى أدنى مستوى له منذ سنوات طويلة، و غارت الكثير من الآبار و المنابع المائية.  
 قد راسل النائب بالمجلس الشعبي الوطني، رفيق براهمية، الوزير الأول بخصوص أزمة مياه الشرب بقالمة، مؤكدا بأنه تلقى جوابا مطمئنا حيث أمر وزير الموارد المائية مصالحه بالولاية بمعاينة الوضع بنحو 10 بلديات متضررة بالتنسيق مع «الأميار»، للبحث عن بدائل أخرى لتوفير مياه الشرب للسكان، وذلك بحشد كل الموارد المتوفرة، وتفعيل نظام الصهاريج على نطاق واسع في انتظار انفراج الوضع عندما يحين موعد تساقط الأمطار الموسمية التي تعلق عليها آمال كبيرة لتعبئة السدود و الآبار الجوفية.  و عملت شركة المياه بقالمة على إصلاح الكسور و وقف التسربات بشبكات النقل و التوزيع للمحافظة على المياه و إيصالها إلى السكان، بالمناطق المتضررة من موجة الجفاف التي تضرب ولاية قالمة منذ أشهر طويلة.  وإلى جانب إمكانات شركة المياه، تعمل البلديات على دعم برامج التوزيع بواسطة الشاحنات الحاملة للصهاريج لتزويد سكان القرى و المشاتي التي أطبقت عليها أزمة العطش وامتدت أيضا لتطال قطعان المواشي بالأقاليم الجبلية، بعد أن جفت المنابع الطبيعية هناك و وضعت المربين أمام واقع صعب.
ويعد الإقليم الشرقي بقالمة الأكثر تضررا من أزمة العطش على مدى سنوات طويلة، و يعتمد سكانه على منبع القلتة الزرقاء و الآبار و سد عين الدالية بسوق اهراس و الذرعان بولاية الطارف للحصول على مياه الشرب العذبة، حيث تتميز المنطقة بمياه جوفية مالحة و خاصة ببلديات بوشقوف، وادي فراغة و عين بن بيضاء.
وباستثناء الاحتياطي المائي الجوفي الضخم بسهل عين آركو جنوب قالمة، فإن باقي المصادر الجوفية و السطحية تعرف تراجعا مثيرا للقلق، و خاصة سد بوحمدان الذي فقد 90 بالمائة من احتياطاته المائية.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى