يشتكي سكان التجمع السكني عين قرماط أو مزرعة مشري في بلدية وادي العثمانية بميلة، من غياب مياه الشرب ومن نقص المرافق لفائدة الشباب والأطفال، كما يطالبون بتحسين الخدمات الصحية في المستوصف، فيما يعد رئيس البلدية بمعالجة مشكلة المياه خلال الأيام القليلة القادمة على أن تُسوى النقاط الأخرى تباعا.
وقال قاطنو التجمع للنصر، إن شبكة توزيع مياه الشرب المموَّنة من منابع عين قرماط، تجود عليهم بلترات قليلة مرة واحدة ولمدة ربع ساعة كل ثلاثة أيام، فيما يستغل السكان المجاورون للمنابع جزءا من المياه ويذهب الجزء الأكبر المتبقي وهو بآلاف اللترات إلى سقي المحاصيل الزراعية أو الشعاب، مما جعلهم يعتمدون على شاحنات الصهاريج مقابل دفعهم لمبلغ 1700 دينار، مطالبين بضرورة معالجة هذه المشكلة، إلى جانب ربط بعض العائلات بشبكة مياه الصرف الصحي.
و يبعد هذا التجمع الثانوي السكني عن مركز بلدية وادي العثمانية، بحوالي 10 كيلومترات و يتوفر على غاز المدينة، حيث تقطنه أزيد من 150 عائلة يعيش الكثير منها في مسكن واحد نتيجة عدم التمكن من التوسع الأفقي في البناء، على اعتبار أنها محاطة بالأراضي الفلاحية  التابعة لمزرعة مشري صالح.
و ذكر السكان أن التوسع العمودي للمنازل غير ممكن أيضا، بسبب عدم إنجاز معظم البنايات على أسس صلبة تسمح بتعدّد الطوابق، وهو ما خلق مشكلة أخرى للأبناء الذين أصبحوا بدورهم أرباب أسر، و الذين لم يستفيدوا، بحسب محدثينا، من مختلف البرامج السكنية الأخرى.
أما الأطفال والشباب فيعانون بدورهم من غياب مرافق تشكل متنفسا لهم، و في مقدمتها ملعب جواري يأملون إنجازه فوق إحدى الأراضي التي تغطيها القمامة المنزلة والنفايات الهادمة والتي أعطت كثرة تواجدها وانتشارها صورة مشوهة للحي.
و أضاف محدثونا بأن المستوصف الذي يشرف عليه ممرض، يقدم أدنى مستوى من الخدمات بينما يناوب به الطبيب مرة واحدة في الأسبوع، ليتطرقوا أيضا إلى وضعية المسالك التي قالوا إنها تفتقر إلى التهيئة في غياب الإنارة العمومية، كما يشهد الطريق الضيق الذي يربط التجمع السكني بمركز البلدية، كثرة الحركة خاصة عند مفترق مع المحور المؤدي للسيار شرق- غرب، وهو ما كان سببا في وقوع الكثير من حوادث المرور المميتة.
رئيس بلدية وادي العثمانية، سامي بن حافظ، أوضح للنصر، أن هذا التجمع يشتهر أكثر بتسمية مشري صالح وهو اسم الشهيد الذي تحمل المزرعة المحيطة بالمكان اسمه، فيما تُطلق عين قرماط على السكنات العلوية المحيطة بمنابع الماء، والتي قال إنه تم تجميعها وتحويلها لفائدة سكان عين قرماط، الغيران، ومشري صالح، غير أن القاطنين في هذا الأخير أصبحت مياه الشرب لا تصلهم، لذلك قررت البلدية و دون المساس بالمنابع خوفا من ضياع مواردها، تجميع المياه مجددا وإعادة توزيعها وفق نظام معين يراعي عدالة الحصص بين القاطنين.
وأشار رئيس البلدية إلى أن النقب الذي تجري أشغال إنجازه بالقرب من منطقة الغيران، لم يعط نتائج إيجابية بعد، فيما يجري التفكير في إنجاز خزان جديد لتمكين سكان المنطقة من مياه الشرب، مؤكدا في السياق ذاته، بأن الكثير من قاطني عين قرماط أو مشري، عمدوا مثل قاطني تجمعات أخرى، إلى الاعتداء على شبكة التوزيع بربط منازلهم بها عبر عدة أنابيب وحتى بغرض بيع الماء، حيث صرح في هذا الخصوص أن مصالحه ستلجأ إلى تحرير الشبكة من الربط الفوضوي وسيُلزَم السكان مستقبلا بتركيب العدادات.
وعن النقاط الأخرى المطروحة من قبل قاطني التجمع، قال محدثنا إنها ستعالج تباعا حسب الأولويات، حيث ستعطى الأولوية للتجمعات السكنية التي تفتقر للشبكات التحتية، خاصة الصرف الصحي، و ذلك قبل الذهاب إلى مشاريع التهيئة، مشيرا إلى أن البلدية وإن كانت ستعالج قريبا غياب الإنارة العمومية، فإنها تعاني بالنظر لإمكاناتها المحدودة من مشاكل رفع النفايات المنزلية، داعيا سكان وادي العثمانية عبر مختلف الأحياء والتجمعات، إلى تنظيم أنفسهم في جمعيات ليكونوا قوة اقتراح ومساهمين في تحقيق تنمية البلدية.
 إبراهيم شليغم 

الرجوع إلى الأعلى