استؤنفت أشغال إنجاز سد بخروفة ببلدية بوثلجة في ولاية الطارف، مؤخرا، بعد توقف دام 6 أشهر، بسبب مشاكل إدارية و مالية، زادتها تداعيات جائحة كورونا التي شلت الورشات بالشكل الذي رهن تسليم المشروع الذي يعرف تأخرا كبيرا في وتيرة الإنجاز، حيث كان من المفترض تسليمه نهاية 2018.
و كشف رئيس  المشروع، فؤاد زواش، في اتصال مع «النصر»، عن انطلاق الأشغال المتبقية بسد بوخروفة، الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 125مليون متر مكعب و رصد له مبلغ 14مليار دينار، حيث بلغت نسبة الإنجاز بالمشروع الذي أسند لمجمع جزائري تركي، حدود 80 بالمائة، مشيرا إلى اتخاذ كل الإجراءات لدعم الورشات بالوسائل المادية و البشرية، لاستدراك التأخر المسجل و هذا بعد أن تم الإنتهاء من كل الأشغال الكبرى، حيث لم يتبق غير إنهاء جزء من أشغال الهندسة المدنية و تهيئة قمة السد، بعد أن تم استكمال أشغال الحاجز و الحقن، مضيفا أن كل الجهود تبذل في الميدان للرفع من وتيرة الانجاز، لتسليم المشروع في غضون العام المقبل.
من جهته أوضح مدير الموارد المائية، بأنه تم عقد عدة لقاءات مع شركة الإنجاز و مكاتب الدراسات، من أجل تنشيط الورشات و إزالة كل العقبات، للرفع من وتيرة الإنجاز  وإنهاء ما تبقى من الأشغال في القريب العاجل، مبرزا في سياق متصل، الأهمية التي يكتسيها المشروع الموجه خصيصا للسقي الفلاحي، بتجهيز 9600 هكتار من سهل الطارف، الأمر الذي سيسمح حسبه باستحداث مئات مناصب الشغل و استصلاح أكبر قدر من  الأراضي الفلاحية و من ثمة إعطاء دفع قوي للنهوض بالعملية الفلاحية، من خلال خلق أقطاب فلاحية.
كما برمجت الولاية إنجاز سدين جديدين و يتعلق الأمر بسد بولطان و سد بوناموسة 2، بطاقة إجمالية تفوق 110 ملايين متر مكعب، حيث تم الانتهاء من الدراسات التقنية، في انتظار تسجيل المشروعين للانطلاق في الأشغال قريبا، موضحا بأن السدين موجهين للسقي الفلاحي، بالنظر لخصوصيات و طبيعة المنطقة الرعوية و الفلاحية الفيضية.                                           
و أشار المسؤول، إلى أن السدود الثلاثة من شأنها حماية الولاية من مشكلة الفيضانات التي تعرفها خلال الأيام الماطرة، أمام نسبة تساقط الأمطار المعتبرة التي تتعدى 1200 ملم سنويا و التي يتم جمع 40 بالمائة منها و الباقي ما يساوي 700 مليون متر مكعب، تذهب في الأودية نحو البحر، متسببة في فيضانات بعدة بلديات و خسائر بالممتلكات و بالمنشآت القاعدية و المحاصيل الزراعية و تشريد العائلات.
و أضاف المسؤول، أن إنجاز السدود الثلاثة يندرج في سياق مشروع تطهير سهل الطارف من الفيضانات، انطلاقا من عين العسل شرقا إلى بن مهيدي غربا، مرورا بخمس بلديات على مساحة 18 ألف هكتار كانت طيلة عقود من الزمن مهملة و غير مستغلة و بإنجاز السدود، يضيف المتحدث، سوف يتم القضاء على مشكلة الفيضانات نهائيا و إعادة استغلال الأراضي المهملة التي تستغل حاليا في فترة الصيف، بسبب تراكم المياه بها طيلة باقي أشهر السنة.
ناهيك عن ذلك، فإن هذه السدود ستسمح بتوجيه مياه سدود الشافية، مجودة و ماكسة، لتلبية حاجيات ساكنة ولايتي عنابة و الطارف من المياه الشروب، برفع الكمية الموزعة يوميا.
فيما قالت مديرة الفلاحة، أنها تعلق آمالا كبيرة على مشاريع السدود، لتوسيع المساحات المسقية و تجاوز نقص مصادر الري الفلاحي، خاصة بسهول الجهة الغربية و الشرقية المنتجة للطماطم الصناعية و الأشجار المثمرة و الخضروات، مؤكدة على مرافقة القطاعات الأخرى من أجل الإسراع في تجسيد العمليات المدمجة مع قطاع الفلاحة، بهدف تنشيط و إعادة بعث النشاط الزراعي.                       نوري.ح 

الرجوع إلى الأعلى