دخلت وحدة إنتاج العجائن الخالية من الغلوتين، بمصنع بوشقوف شرقي قالمة، مرحلة الإنتاج والتسويق بعد إنهاء مرحلة تجارب ناجحة وإتمام الإجراءات الإدارية التي تسمح للوحدة بالنشاط وفق قوانين التجارة والاستثمار سارية المفعول.
ويتوقع دخول المنتج الغذائي الجديد إلى السوق الوطنية قريبا ليضع حدا لسنوات طويلة من الاستيراد المنهك لخزينة البلاد، في ظل تزايد الطلب على هذا النوع من العجائن الموجهة لمرضى الجهاز الهضمي الذين يعانون من تأثير الغلوتين.  
وقد زارت سلطات قالمة الأسبوع الماضي، وحدة الإنتاج الذي تديره شركة «آغروديف» الحكومية، واطلعت على آخر الإجراءات لدخول مرحلة التسويق، مؤكدة على أهمية هذا المنتج الغذائي الذي سيخفف من معاناة المرضى ويحد من الاستيراد المستمر على مدى سنوات طويلة.
ويتم استخلاص العجائن دون غلوتين من دقيق الذرة أو دقيق الأرز، وهي بديل جيد للعجائن التقليدية غير الملائمة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا صارما مدى الحياة.
وإلى جانب وحدة العجائن الموجهة لمرضى الجهاز الهضمي، يتوفر مصنع بوشقوف على وحدة ثانية لإنتاج نشاء الذرة المستعمل في مجالات صناعية متعددة، بينها طلاء الورق، والصناعات الصيدلانية وشبه الصيدلانية، ومضافات غذائية، ومعجون ورق الحائط، والأقمشة والأكياس الورقية، والأشرطة الورقية المصقولة.
كما أن نشاء الذرة خالي من الغلوتين، وهو مادة مهمة في الحميات الغذائية لمرضى الجهاز الهضمي الذين يعانون من مشاكل صحية بسبب مادة الغلوتين التي تعمل على التدمير التدريجي لخلايا الأمعاء الدقيقة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لوحدة نشاء الذرة 15 طنا في اليوم، وتشغل نحو 100 عامل مدرب على تقنيات وتكنولوجيا الصناعات الغذائية. وكانت الحكومة قد قررت قبل عام تحويل مصنع الخميرة الجافة بمدينة بوشقوف إلى وحدتين لإنتاج العجائن الموجهة لمرضى الجهاز الهضمي، ونشاء الذرة متعدد التطبيقات، بعد أن ظل هذا المصنع المنجز قبل 40 عاما، مغلقا وعرضة للتدهور منذ 2002 بعد توقفه عن إنتاج مادة الخميرة، بسبب المنافسة القوية التي فرضها المنتج الأجنبي المستورد، وظهور مشاكل بيئية حالت دون الاستمرار في صناعة الخميرة الغذائية بالمنطقة.  
ولا تقل عجائن الذرة الخالية من الغلوتين ونشاء الذرة أهمية عن صناعة الخميرة، ولذا رأت الحكومة فائدة من تحويل مصنع بوشقوف إلى مهام جديدة منتجة للثروة ومناصب العمل بحوض سكاني كبير يعاني من تراجع فرص العمل في السنوات الأخيرة.  
وشيئا فشيئا تتوجه ولاية قالمة لأن تصبح قطبا وطنيا هاما في مجال الصناعات الغذائية، مدعومة من قطاع الاستثمارات العمومية والخاصة، التي أنشأت العديد من المصانع المتخصصة في إنتاج المواد الغذائية كمعجون الطماطم الصناعية والهريسة والدقيق، ونشاء الذرة والعجائن الخالية من الغلوتين، والعجائن العادية، ومختلف أنواع المشروبات الغازية والعصائر والتوابل والحليب والسكر.     
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى