عاد مركب بذور القمح بمدينة قالمة إلى العمل يوم، الخميس، بعد توقف دام يوما كاملا عقب خلل بشبكة الكهرباء المغذية للصوامع الخرسانية و خطوط المعالجة و الشحن و قالت إدارة مخازن الحبوب في قالمة، بأنه تم إصلاح العطب و تلبية طلبات المزارعين حسب قدرات المعالجة و الشحن المتاحة.
و قد تشكلت طوابير طويلة أمام المخزن الرئيسي للبذور بمدينة قالمة يوم، الأربعاء و إلى ما بعد ظهر الخميس، للحصول على البذور، لكن العمل ظل متوقفا، ما أدى إلى تدخل مدير إدارة المخازن و شركة الكهرباء للسهر على إصلاح العطب، و إعادة تشغيل محطة المعالجة و خطوط الشحن، مما ادخل ارتياحا كبيرا وسط المزارعين الذين دخلوا في سباق مع الزمن لبذر مساحات واسعة من الحقول عبر إقليم الولاية. و في مثل هذا الوقت من كل موسم فلاحي يشتد الضغط على مخازن الأسمدة و البذور بقالمة، عندما يبلغ الطلب ذروته و تعجز معه محطات المعالجة و خطوط الشحن عن التحمل، و خاصة بالمخزن الرئيسي للبذور بمدينة قالمة و المخزن الرئيسي للأسمدة الزراعية بمدينة بلخير.
  و بالرغم من التحضير المبكر لموسم الحرث و البذر بقالمة غير أن اضطرابا في توزيع البذور و حتى الأسمدة يحدث بين حين و آخر بسبب الإقبال المكثف من طرف المزارعين في فترات وجيزة تكون عادة في ذروة مرحلة البذر التي تبدأ من منتصف شهر نوفمبر إلى نهاية شهر ديسمبر من كل عام.  
و تعد ولاية قالمة واحدة من أهم المناطق المنتجة للقمح بشرق البلاد، و يتراوح معدل إنتاجها كل سنة بين 1.5 و 2 مليون قنطار من مختلف محاصيل الحبوب و في مقدمتها القمح الصلب بمختلف الأنواع و الأصناف الملائمة لمناخ المنطقة.  و يرى المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة بأن الإقبال المكثف على البذور و الأسمدة هذا الموسم يعد مؤشرا جيدا على تفاني المزارعين و إصرارهم على رفع التحدي و مواصلة إنتاج هذا المصدر الغذائي الرئيسي في البلاد.    و يتوقع حرث و بذر مساحة تتجاوز 92 ألف هكتار، من الحبوب و الأعلاف هذا الموسم، و يأمل المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة تحقيق نتائج جيدة هذه الموسم، حيث بدأت التحضيرات مبكرا، بتنصيب الشباك الموحد، المكلف بدراسة طلبات الحصول على قروض ميسرة لتمويل حملة الحرث و البذر، و توفير عتاد الحرث و البذر، و تسليم البذور و الأسمدة في الوقت المناسب، لتمكين المزارعين من إنجاز المهمة في الآجال التقنية المحددة، قبل أن يدركهم الوقت و التقلبات المناخية المعيقة للعمل بالحقول الزراعية.  
     فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى