أكد فلاحون وأصحاب معاصر بعنابة للنصر، تراجع إنتاج زيت الزيتون مع انطلاق حملة الجني، سواء من حيث كمية الزيتون أو الزيت، مرجعين ذلك إلى الجفاف وعدم سقوط الأمطار لنحو 7 أشهر، خاصة في فصل الخريف، ما لم يُساعد على نمو الثمار بشكل طبيعي، بالإضافة إلى الحرائق التي وقعت في عدة مناطق.
ومن خلال معاينة أجريناها أمس بعدة معاصر منها بن ساسي بدائرة عين البادرة بعنابة، وجدنا كميات قليلة من الزيتون الذي ينتظر تحويله وعصره، مقارنة مع الأعوام الماضية، حيث لم تعد الطوابير والساحات ممتلئة بأكياس الزيتون. وقدّر أصحاب بساتين ومعاصر نسبة تراجع المحصول هذا العام، بنحو 60 بالمائة، بالإضافة إلى مردود زيت الزيتون في القنطار، الذي تراوح بين 15 و 18 لترا، في حين وصل العام الماضي إلى ما بين 25 و 36 لترا في القنطار.
وأرجع الفلاحون تراجع مردود الزيت، إلى جفاف حبات الزيتون وعدم نموها بفعل الحر وشح المياه، حيث لم يُساعد هذا على نمو الثمار بشكل طبيعي، وحتى الأشجار التي استفادت من السقي لم يكن مردودها جيدا، حيث لم يتجاوز 20 لترا في القنطار.
وخلال تواجدنا بالمعصرة، وقفنا على دخول شاحنات محملة بالزيتون، قادمة من منطقة بئر العاتر في ولاية تبسة، وأوضح صاحب المعصرة، بأنه يقوم بشراء الزيتون لتعويض النقص الموجود وضمان العمل دون توقف وكذا بيع الزيت للمواطنين الذين يقصدونه، حيث يقدر سعر اللتر بـ 700 دج، كما يقدر الكيلوغرام من الزيتون بسعر الجملة الموجه للعصر بـ 100 دج.
اقتربنا بعدها من أحد الفلاحين الذي جلب بعض أكياس الزيتون للمعصرة، حيث قال بأن وزنها قنطاران و 37 كلغ، وحصّل منها 51 لترا من زيت لزيتون، حيث أبدى رضاه بالمردود، لكنه أشار إلى أنه كان أفضل في العام الماضي.
وحدد صاحب المعصرة وزن 2 قنطار كحد أدنى ليتم عصرها، كون المعدات العصرية لا تقبل أقل من قنطارين، فيما تقوم المعصرة بشراء الزيتون من صاحبه أو منح ثمنه زيتا، أو الاشتراك مع شخص آخر، عندما تكون الكمية أقل من قنطارين.        
واستنادا لمصادرنا بالغرفة الفلاحية لولاية عنابة، فإن إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم، سيتقلص بنسبة معتبرة، خاصة أن عنابة من أكثر الولايات استهلاكا له، ومع تراجع الإنتاج يتم ضمان تعويض النقص من الولايات المجاورة، على غرار سكيكدة وجيجل.
ويشير مسؤولو الشعبة، إلى أن إنتاج زيت الزيتون بالولاية، لم يصل إلى تحقيق ما كان مرجوا مقارنة بحجم الطلب المرتفع على هذه المادة واسعة الاستهلاك، رغم آليات الدعم الفلاحي المختلفة من أجل غرس أشجار الزيتون، وذلك بسبب العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بتحول اهتمامات الشباب في المناطق التي تشتهر بزراعته إلى مجالات أخرى خارج قطاع الفلاحة.
ويشتكي المزارعون كل موسم من نقص اليد العاملة في جني الزيتون، ما يضطرهم للاعتماد على العائلات التي لها خبرة في الجني عن طريق ما يعرف بالتويزة من أجل ضمان قطف المحصول قبل تعرضه للتلف، مقابل أخذ نسبة معينة من المحصول الذي يتم جمعه.
من جهتها أطلقت مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع محافظة الغابات، مبادرات لغرس أشجار الزيتون بعدة مناطق في الولاية، منها المتضررة من الحرائق، على غرار بلديات سرايدي، العلمة، الشرفة، عين الباردة، و واد لعنب وبرحال، حيث تجري تهيئة المناطق المعنية بالغرس، كما ترافقها عملية حفر الآبار للسقي، في إطار تطوير هذه الشعبة والرفع من إنتاج الزيتون.   
     حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى