قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشيّة أمس، بتأييد عقوبة الإعدام في حق متهمين بقتل الشاب «ح.جابر» البالغ من العمر 26 سنة.
ويتعلق الأمر بكل من (م.ع.ن) البالغ من العمر 27 سنة والمتهم (ب.م) 29 سنة، اللذين التمس ممثل النيابة العامة إدانتهما بالعقوبة نفسها التي نطقت بها هيئة المحكمة. وتمت متابعة المعنيين بتهم تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لارتكاب جنايات القتل العمدي والسرقات، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، مع ارتكاب أعمال وحشية مع مصاحبة الأفعال لجناية أخرى، والسرقة مع توافر ظروف استعمال العنف والليل والتعدد وجنحة طمس آثار الجريمة، وفي الشق المدني ألزمت المحكمة المتهمين بتعويض والدي الضحية بمبلغ 280 مليون سنتيم، تعن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهما.
القضية ترجع بتاريخها إلى السادس من شهر فيفري من سنة 2021، عندما اكتشف قاطنو قرية بئر عتروس بمدينة عين ببوش، جثة شخص مرمية في محيط إحدى سكنات القرية، وعليها طعنات وآثار تعنيف، ليتم إخطار عناصر الدرك الوطني التي تدخلت بمعية ممثل النيابة العامة، أين تبين بأن الأمر يتعلق بجثة الشاب «ح.جابر» الذي انقطعت أخباره طيلة الليلة التي سبقت الحادثة.
وأظهر تقرير التشريح، آثار عنف في الرأس وبقية الجسد  وكذا تلقي الضحية 27 طعنة بآلة حادة في جميع أنحاء الجسم، وانتهى التقرير إلى أن الطعنات هي السبب المباشر في الوفاة. وانتهى المحققون بعودتهم لسجل المكالمات الهاتفية للضحية الذي يشتغل ناقلا غير شرعي «فرودور»، مستعملا سيارة والده من نوع «داسيا لوغان»، إلى أن المتهم الثاني (ب.م) هو من تواصل معه، واستدرجه بالتنسيق مع شريكه الأول (م.ع.ن)، مطالبا منه الالتقاء بهما لأنهما بصدد تنظيم جلسة سمر بمسكن جده، كما أن المتهمين سبق لهما وأن تنقلا بمعية الضحية قبل أسبوع من الحادثة لولاية عنابة، موهمين إياه بجلب هواتف نقالة لبيعها، أين قاما حينها في غفلة منه بعرض سيارته على المشتري، الذي وافق على شرائها.
وأظهرت التحقيقات الأمنية بأن الضحية تلقى 27 ضربة بمفك براغي، أين اعتدى عليه المتهمان وتم جره لمسافة 150 مترا خارج السكن، وشجّ رأسه بضربات حجر، ليلوذا بعدها بالفرار صوب مدينة عين فكرون، أين اقتنيا مشروبات كحولية، ثم توجها صوب قسنطينة. ونظرا لوجود الحاجز الثابت للدرك الوطني، توجه المتهمان عبر عين عبيد نحو إقليم ولاية عنابة، بعد أن غيّرا ملابسهما التي كانت ملطخة بالدماء، وتم التخلص منها ورميها بطريق مشتة العسكرية، وهناك تم بيع السيارة بمبلغ 25 مليون سنتيم لشخص يكنى «بابيو»، ليعودا بعدها لإقليم ولاية أم البواقي، أين ألقي القبض عليهما من طرف الدرك الوطني.
وحاول المتهمان أمام هيئة المحكمة التهرب من الجرم المتابعين به، فالمتهم (ب.م) ابن مدينة عين ببوش، صرح بأن الضحية صديقه الحميم وهو الذي تواصل معه ليقضي صديقه من باتنة الليلة بمنزل والده بمشتة بئر عتروس، غير أنه تفاجأ بعدها بتعرضه لضربات قاتلة، ما جعله يقوم بضرب رأسه بحجر محاولا إيقاظه، وعند ملامسته له تلطخت ملابسه بالدماء.
وأنكر المتهم قيامه بطعن الضحية، مبينا بأن مجرد التفكير في قتله وسط أقاربه وبين مشتته محاولة انتحار، نظرا لصغر المشتة والخوف من ردة فعل عنيفة من طرف السكان، وسرد المعني تفاصيل عن الجريمة المروعة، وكيف أنه رافق المتهم الرئيسي حتى بيعه المركبة بولاية عنابة بحجة خوفه من إقحامه معه في القضية، رافضا التبليغ عن الجريمة لعناصر الدرك الوطني، مخافة اتهامه، ليعود أمام قاضي التحقيق في جلسة ثانية، ويكشف عن تفاصيل لم يقدمها للمحققين وكذا في بداية التحقيق، وأنكر المتهم الأول الجرم المتابع به، مصرحا بأنه وجد الضحية ملقى على الأرض وعليه آثار الدماء دون أن يعلم من قام بالاعتداء.  
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى