الأطباء يحتجون و يرفضون العمل و الإدارة  تطالب بشركة تأمين خاصة

اقتحم، صبيحة أمس، منحرفون مدججون بالأسلحة البيضاء والسيوف، مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، مهاجمين الطواقم الطبية المناوبة، وأهالي المرضى بشكل عنيف مستخدمين كلبا مدربا، خلف حالة من الذعر وإصابة عدد من أعوان الأمن والممرضين بجروح، و قاموا بتكسير الواجهات الزجاجية والعتاد الطبي. و قد تم توقيف أربعة مهاجمين من قبل الشرطة.
وقع الاعتداء حسب شهود عيان في حدود الساعة الثانية صباحا، عقب مهاجمة منحرفين وهم في حالة هستيرية الطواقم الطبية المتواجدة بمصلحة الاستعجالات الجراحية، بعد رفض أعوان الأمن السماح لهم بالدخول إلى عنابر المرضى خارج أوقات الزيارة، لرؤية أحد أصدقائهم كان يرقد بالمصلحة جراء إصابته بجروح،  ما تسبب في اندلاع مناوشات كلامية، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات وضرب عشوائي باستخدام الخناجر و السيوف، ما أجبر الأطباء و شبه الطبيين، وأهالي المرضى على الفرار نحو وجهات مجهولة خوفا من تعرضهم للاعتداء باستخدام الأسلحة البيضاء.
و خلف الاعتداء إصابة أطباء و ممرضين و عوني أمن تابعين للمستشفي بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عون أمن يتواجد في حالة صحية خطيرة، جراء تعرضه لطعنات خنجر، وإلحاق أضرار مادية بالأجهزة الطبية.
وتدخلت فرق قمع الإجرام و اللّصوصية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن الولاية، فور إبلاغها بوقوع الاعتداء، وقاموا بمحاصرة المستشفى، ليتمكنوا من توقيف أربعة من أفراد العصابة الذين اقتحموا مصلحة الاستعجالات، مع مصادرة الأسلحة البيضاء التي كانت بحوزتهم. كما فرضت الشرطة بعد حادثة الاعتداء حراسة مشددة على الجرحى خلال تلقيهم الإسعافات الأولية والعلاج اللازمين.
وقضت مصلحة الاستعجالات ليلة رعب لم تشهدها أي مؤسسة استشفائية بعنابة من قبل، استدعت خطورتها تنقل المدير العام للمستشفى الجامعي عبد العزيز لونكار على الفور، لتهدئة الطواقم الطبية.
وقد رفض العاملون بمصلحة الاستعجالات العودة للعمل حسب تصريح لونكار في اتصال هاتفي مع النصر أمس، أين تم عقد اجتماع طارئ مع جميع الطواقم الطبية والمكلفين بالأمن على مستوى المستشفى، لإيجاد حلول ووقف الاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية بمصلحة الاستعجالات الجراحية.
وأشار المدير العام للمستشفى إلى النقص الفادح في أعوان الأمن، بعد تحويل عدد كبير منهم إلى مصلحة الاستعجالات الطبية الجديدة « فرانس فانون» وكذا المستشفى المتخصص في مكافحة داء السرطان «كاك». و هذا رغم مطالبة إدارة المستشفى من عناصر الشرطة العاملين بمركز الأمن المتواجد بالمدخل الرئيسي، تحويل نقطة الأمن والمراقبة إلى أمام مصلحة الاستعجالات التي تشهد حركة كبيرة ليلا ونهارا، وهي مصدر المشاكل والاعتداءات بسبب ضغط تحويل المرضى من الولايات المجاورة، ويتحجج عناصر الشرطة حسب مصادر أخرى بعدم وجود المكيف الهوائي بمركز الحراسة الخاص بالاستعجالات.
وأمام الضعف الأمني داخل المستشفى الجامعي وتنامي اعتداءات المنحرفين والمجرمين، تنتظر إدارة المستشفى موافقة وزارة الصحة وسكان وإصلاح المستشفيات الترخيص لها، للتعاقد مع شركة أمن خاصة، للإشراف على توفير الأمن بمختلف المصالح خاصة الاستعجالات.      حسين دريدح  

الرجوع إلى الأعلى