أشرف والي باتنة خلال خرجة ميدانية قادته إلى بلديتي تاكسلانت ولمسان، مؤخرا، على تدشين ووضع حيز الخدمة للطريق الجبلي الذي يربط بلديتي تاكسلانت وحيدوسة على مسافة 16 كلم.
و استفادت بلدية تاكسلانت بدائرة أولاد سي سليمان غربي ولاية باتنة، من بئرين ارتوازيين، لرفع نسبة التموين بالمياه الشروب وتخفيف حدة أزمة الماء التي تعرفها البلدية، وكان والي باتنة قد أشرف، مساء أول أمس، على وضع حيز الخدمة للبئرين المنجزين بمشتتي أولاد حمود ومركوندة.
وأعطى خلالها الوالي تعليمات لمصالح قطاع الري بإنجاز خزانات تفوق طاقتها ألف متر مكعب لضمان توفير المياه على مدى سنوات ويكتسي المشروع الذي أعيد بعث أشغاله بعد رفع تحفظات تقنية حسبما أوضحه رئيس بلدية تاكسلانت لـ «النصر»، أهمية تنموية على عدة أصعدة، خاصة فك العزلة عن عديد المشاتي والقرى، وقال بأن الطريق الجديد الممتد على 16 كلم الذي انتهت أشغاله، من شأنه تقليص المسافة ليس بالنسبة لبلدية تاكسلانت فحسب، وإنما للبلديات المجاورة لها على غرار لمسان، وأولاد سي سليمان، ونقاوس.
مشروع الطريق الجديد الذي قدرت كلفته بنحو 17 مليارا، حسب رئيس بلدية تاكسلانت، تتجلى أهميته بالدرجة الأولى في فك العزلة عن عديد القرى والمناطق، منها قرية ماركوندا المهجرة، معتبرا بأن الطريق سيعيد لأهل المنطقة الأمل للعودة مرة أخرى للسكن وخدمة أراضيهم، وقال بأن الطريق سيقلص المسافة من بلدية تاكسلانت باتجاه عاصمة الولاية، بحيث تقدر مسافته إلى غاية بلدية حيدوسة 16 كلم، في حين يستلزم قطع مسافة 32 كلم من تاكسلانت إلى غاية مروانة.
ويكتسي مسلك الطريق الجديد بين بلديتي تاكسلانت وحيدوسة، أهمية سياحية تتجلى في شق المناطق الجبلية التي تزخر بثروة غابية كثيفة لأشجار ونباتات متنوعة، حيث تتيح الطريق التمتع بمناظر خلابة من أعلى مرتفعات جبلية، مرورا ببساتين الأشجار المثمرة المشهورة الممتدة والمترامية بمناطق حيدوسة، كما أن امتداد الطريق الجديدة بين تاكسلانت وحيدوسة، تتيح التعرف على مناطق تاريخية كانت إبان الثورة ساحات معارك مراكز لجيش التحرير، على غرار جبل الرفاعة الشاهد على مقاومة أولاد سلطان ضد المستعمر الفرنسي وكذا معارك أخرى إبان الثورة التحريرية.
وكان مشروع الطريق بين تاكسلانت وحيدوسة، مطلبا للسكان منذ سنوات من أجل فك العزلة، خاصة وأن بعض المناطق عرفت هجرة بفعل ويلات العشرية السوداء، كما ألَح المواطنون على مراعاة نوعية الأشغال، وفق المعايير لتجنب ما وقع للطريق الجبلي الرابط بين باتنة ومروانة عبر كوندورسي والذي سرعان ما تدهورت وضعيته بعد أشهر من تدشينه ودخوله حيز الخدمة بفعل الانهيارات الترابية، وسوء الأشغال في بعض الأجزاء التي تحولت إلى حفر ومطبات لدرجة لا يمكن المرور عبرها.
وفي سياق متصل كانت السلطات العمومية، قد أطلقت مشروعا لإنجاز طريق جديد لفك العزلة بين بلديتي كيمل وتكوت على مسافة 20 كلم وهو المشروع الذي أسندت أشغاله إلى ثلاث مقاولات، ومن شأن الطريق دفع الحركة التنموية بتلك المنطقة أيضا التي تعرف عزلة ولطالما مطلب إعادة الاعتبار للطريق المتدهور كليا، مطلبا لعودة السكان لخدمة أراضيهم وتسهيل تنقلاتهم بالمنطقة، التي تعد تاريخيا من أبرز قلاع الثورة التحريرية، كما أنها تزخر هي الأخرى بمناطق طبيعية بحيث يمكن للطريق تنشيط الحركة السياحية.
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى