إقبال كبير على كرة القدم في مساحات من تراب بحمام دباغ  
تعرف مدينة حمام دباغ السياحية بقالمة إقبالا كبيرا على ممارسة رياضة كرة القدم و تحولت ملاعبها الترابية الصغيرة و مساحات "ماتيكو" الجوارية و مواقف السيارات و الشوارع إلى فضاءات لممارسة اللعبة الشعبية بشكل مكثف لم يسبق أن شهدته المدينة من قبل.  
و ارتفع مؤشر الإقبال على رياضة كرة القدم بعد النجاح الكبير الذي تحققه فرق المدينة في البطولات المحلية و الجهوية، حيث تمكن فريقان من الجوهرة السياحية من الصعود إلى القسم الجهوي الأول لرابطة عنابة لكرة القدم الموسم الماضي في تحول تاريخي أحدث ثورة في ممارسة اللعبة الشعبية الشهيرة.
 و تهافت الشباب من مختلف الأعمار على الانخراط المكثف في النوادي المحلية و ضاقت الملاعب الترابية و الساحات العامة بالممارسين و أصبح الفضاء الواحد يجمع 4 أصناف، تتدرب في توقيت واحد وسط التراب و الغبار و الأوحال و الحجارة، و حتى في وجود النفايات و المستنقعات المائية الراكدة، كما هو حال معلب البياضة البلدي الذي تقرر تحويله إلى ملعب بالعشب الاصطناعي بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارة العمل و التفقد التي قادته إلى الولاية في ديسمبر 2013.
لكن تعثر الملف التقني و تهاون المسؤولين المحليين أجهض المشروع الحلم و أدخله دائرة الشك بعدما تم  تجميده تحت تأثير الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد بعد انهيار أسعار النفط بالأسواق الدولية.  
و يرى سكان المدينة التي تتنفس كرة القدم بأن مسؤولية تعثر المشروع تتحملها أطراف عديدة بينها البلدية و الدائرة و مديرية الشباب و الرياضة، حيث يعتقد السكان بأن الجهات المشرفة على المشروع تأخرت كثيرا في إعداد البطاقة الفنية و اختيار الشركات و طلب الاعتمادات المالية التي خصصها الوزير الأول لبناء ملعب جديد، لتحقيق حلم الشباب المتعطش لممارسة الرياضات المختلفة بما فيها كرة القدم.
و قد أدى التأخر المسجل إلى إدراج الملعب الجديد في قائمة المشاريع المجمدة حسب ما صرحت به بعض المصادر المهتمة بقطاع الرياضة بالولاية.    
و بعد أن ضاق ملعب البياضة الترابي بالممارسين تحول المركب الجواري وسط المدينة إلى فضاء آخر للتدريب رغم وضعيته المتردية و ضيق ملعبه الترابي أيضا.  
و قد رفضت الهيئة المختصة برابطة عنابة الجهوية لكرة القدم أن يلعب الفريقان الصاعدان من المدينة الاتحاد و المولودية في ملعب البياضة الترابي و حرم السكان من تشجيع و متابعة الفريقين عن قرب عندما يستقبلان الزوار بين جولة و أخرى.  
و قالت مصادر بأن تحركات حثيثة تبذل هذه الأيام باتجاه الوالي الجديد لإحياء المشروع من جديد و إعادة الأمل لأبناء الشلالة الذين قهرتهم ملاعب "التيف" في الشتاء و الصيف، و تكاد عزيمتهم أن تنهار بسبب ظروف التدريب الصعبة و البعد عن الديار و الحرمان المتواصل من الجمهور، الذي لم يعد قادرا على التنقل الدائم إلى ملاعب وادي الزناتي، قالمة و حتى بوشقوف البعيدة.            

فريد.غ      

الرجوع إلى الأعلى