تشهد عديد المدن بأم البواقي اختناقات مرورية حادة بسبب عدم تجسيد البلديات لمخططات مرور رصدت لها الدولة مبالغ مالية معتبرة، بالرغم من مرور عدة سنوات على استفادة أكبر المدن بالولاية من تلك المخططات.
بعض البلديات قامت عبر عديد المحاور بوضع لافتات وإشارات مرورية للتخفيف من حدة الاختناق، لكن دون الاستناد إلى دراسات في مجال النقل، لكن الخطوة لم تضع حدا للاختناق و زاد بعضها من حجم معاناة الراكبين أو السائقين حسب ما أفاد به مواطنون.
في عين مليلة كشفت مصادر محلية بأن مخطط المرور الذي استفادت منه البلدية عالق منذ سنة 2010،  وقد تم منحه لمكتب دراسات و اتضح بعد الانطلاق في إعداد الدراسة بأنه غير مختص ، لتلغى الصفقة ويبقى الوضع على حاله،  لتبقى المدينة حسب ما وقفنا عليه ميدانيا تعرف ازدحاما مروريا يزداد حدة كل يوم سبت بفعل استقبالها للعدد الهائل من المركبات من عديد الولايات التي يقصد أصحابها محلات بيع قطع الغيار.
و للتخفيف من حدة الازدحام سارعت البلدية إلى اقتناء إشارات مرورية، في إطار اتفاقية تعاون أبرمت مع شركة مختصة، تم وضعها بشكل مؤقت بالتنسيق مع عناصر الشرطة  في المناطق المصنفة كمناطق سوداء على غرار طريق المحكمة الابتدائية و بمحاذاة مدرسة العرفان. عين البيضاء تعرف هي الأخرى يوميا ازدحاما مروريا، يتسبب في كل مرة في مناوشات و ملاسنات بين سائقين ،  حيث توجد بالمدينة نقاط سوداء يستحيل المرور  عبرها، على غرار النقطة الدائرية المحاذية للمركز الثقافي الأمير خالد والشارعين القريبين من مقر الدائرة سواء بأول نوفمبر أو المحاذي للبريد المركزي وكذا الشارع الذي يعبره الطريق المؤدي لمقر أمن الدائرة، إضافة إلى المحور المتواجد بطريق سدراته غير بعيد عن مقر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية وثانوية زيناي بلقاسم.
مصادر من بلدية عين البيضاء كشفت بأن مخطط المرور أنجز سنة 2008 و استلم سنة 2010، ومصالح البلدية استدعت اللجنة المختصة في إعداد مخطط المرور وعقدت 4 اجتماعات في انتظار الوصول لمرحلة التنفيذ التي تسبقها عدة عمليات منها تحديد أماكن إنشاء النقاط الدائرية واقتناء الإشارات المرورية ووضع الممهلات. وبعين فكرون التي تعد من الأقطاب التجارية بولاية أم البواقي، لم تتوصل مصالح البلدية إلى إيجاد حل للخروج من أزمة المرور التي تعرفها، خاصة في الفترات الصباحية التي يزدهر فيها النشاط التجاري، وتعرف المدينة اختناقا على محوري الطريقين الوطنيين رقم 10 باتجاه قسنطينة ورقم 100 باتجاه عين مليلة، أين يسمح بتوقف المركبات على الجهتين، وهو ما يصعب على السائقين استعمال الطريق، ويجعل الراجلين أمام حتمية استعمال طريق المركبات في ظل استيلاء التجار وأصحاب الطاولات على الأرصفة.
وكشف رئيس البلدية بأن مصالحه لم تنجح في إيجاد حل جذري للاختناق ، بفعل عدم تجسيد مخطط المرور الذي تم إعداده على أرض الواقع، وبحسب المير فالبلدية الحالية أعدت مخططا مروريا سنة 2013 غير أنه لم يطبق، وسيجتمع هذه الأيام مع مديرية النقل ومصالح الأمن لتفعيل المخطط ووضعه حيز التنفيذ بالصرامة الكافية التي تتضمن معاقبة السائقين المخالفين.
 أما بأم البواقي تشهد عديد الطرقات التي تعتبر محاور مهمة اختناقا خاصة في أوقات الذروة فالطريق من مقر الدائرة وحتى مقر أمن الولاية أضحى يعرف ازدحاما كبيرا إضافة إلى الطريق المحاذي للمدخل الرئيسي لمستشفى محمد بوضياف، كما تعرف الجهة المحاذية للبلدية حدوث مناوشات شبه يومية بين أصحاب المركبات.
مديرية النقل كشفت بأن مخطط المرور بأم البواقي كلفت الدراسة الخاصة به مبلغ 585 مليون سنتيم وتم وضعه حيز الخدمة باقتناء وتركيب اللافتات على طول شارع أول نوفمبر وتم الاتفاق على ضرورة المرور للمرحلة الثانية منه، و اتضح بأن البلدية هي المسؤولة على وضع الإشارات وتجسيد المخطط.
أما بعين البيضاء فاستفادت البلدية من مخطط سير سنة 2008 في إطار برنامج الهضاب العليا بغلاف مالي يقدر بـ400 مليون سنتيم، وهو المخطط الذي سلم للتجسيد والبلدية شرعت في تجسيده مؤخرا، أما بعين مليلة فالبلدية تكفلت من ميزانيتها الخاصة بتعيين مكتب دراسات مختص لإعداد المخطط وبلغت حاليا مرحلة اختيار مكاتب الدراسات المختصة.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى