فتــح تحقــيق  في التــعدي علـى  محمية  طبـيعية  بعنــابـــة
فتحت مديرية البيئة لولاية عنابة، أمس، تحقيقا في التعدي على المحمية الطبيعية المحاذية لملعب 19 ماي 56 بمدخل مدينة عنابة، على اثر شكاوى من السكان القاطنين بمحيط المحمية ، بسبب قيام أصحاب ترقيات عقارية ومقاولات برمي وتكديس أطنان من الأتربة المستخرجة، من الحفريات الجارية بالقرب من حدودها ، بغرض انجاز مشاريع سكنية.وأوضح مدير البيئة لولاية عنابة شاولي نور الدين في اتصال مع النصر بأنه قام بإرسال إطارات من المديرية فور تلقيهم معلومات تتعلق بتكديس الأتربة عن طريق الجرافات والشاحنات وسط المحمية، حيث تم إعداد تقرير مفصل حول الوضعية، لإرساله حسبه إلى المصالح المعنية التي لديها صلاحية التدخل الميداني لوقف الرمي العشوائي للأتربة، على غرار مصالح بلدية عنابة، في انتظار تشكيل فرقة مختلطة تضم مختلف المصالح لدراسة الوضعية الحالية للمحمية من أجل وقف الخروقات.
وطالب السكان القاطنون بالجوار في اتصال بالنصر، بالتدخل العاجل لوالي الولاية، من أجل وقف التعدي الصارخ في حق المحمية الطبيعية، المصنفة عالميا ضمن المناطق الرطبة، على غرار بحيرة فزارة ببلدية برحال، باعتبارها الفضاء الوحيد والمتنفس الطبيعي المتبقي بالجهة الغربية لسكان المنطقة، الذين يناشدون السلطات العليا، بإيفاد لجنة تحقيق إلى موقع ردم مياه ونباتات المحمية، التي تعد مقصدا للطيور المهاجرة النادرة .
وكشف مصادرنا بأن والي عنابة يوسف شرفة، اقترح مؤخرا انجاز مشروع " الحديقة النباتية" بالمحمية المذكورة، على مساحة 50 هكتارا، وأكد الوالي بأنه يقف ضد أطماع المستثمرين الراغبين في تجسيد مشاريع خدماتية وسكنية بالموقع ، وفضل تركها فضاء أخضر كمتنفس للعائلات والمواطنين، من أجل تعزيز فضاء النزهة والترفيه بالولاية، وقال المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي ضمن لقاء صحفي سابق، حول الموضوع، بأنه منح موافقته لانجاز مراكز تجارية وخدماتية وكذا فندق بمدخل عاصمة الولاية بمنطقة سيدي إبراهيم وحي الريم، خارج حدود المحمية الطبيعية، وتعهد بحمايتها من أي تعدي .
وأكد السكان بأن بعض المقاولات التي تنجز مشاريع سكنية وتجارية بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية، استغلوا انشغال السلطات المحلية بالتحضيرات للانتخابات التشريعية، من أجل الاعتداء الصارخ على المحمية، والبحث عن الربح فقط، وتوفير أموال نقل الأتربة ومخلفات الحفريات إلى أمكان بعيدة، بإيجادهم الحل البسيط .
ويتخوف المواطنون القاطنون بأحياء السهل الغربي من زحف الترقيات العقارية على جميع الفضاء المتبقي كمتنفس لهم، حيث تحولت المنطقة في السنوات الأخيرة إلى ورشات مفتوحة لمختلف مشاريع الخواص، إلى جانب تثبيت محطات إنتاج الاسمنت المسلح، والتي تسببت قبل وقف استغلال بعضها،  في أمراض ضيق التنفس والحساسية .
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى