اهتز جزء من أرضية ساحة أحمد باي بوسط مدينة قسنطينة، خلال الأيام الماضية، حيث ظهر تقوس بأحد جوانب نوافير المياه وتحركت بعض الحجارة المستعملة في فرشها، في وقت يحذر فيه مواطنون من أن تشكل الساحة خطرا على أبنائهم الذين يرتادونها للعب.
وتعرف ساحة أحمد باي المقابلة لفندق نوفوتيل والمعروفة سابقا باسم “دنيا الطرائف”، منذ مدة، تدهورا في وضعية النظافة رغم مرور عمال جمع القمامة عليها بشكل متكرر، فالعشرات يتوافدون عليها ويرمون ما يجلبونه معهم بشكل عشوائي، لكن بعض التقوسات ظهرت على مستوى الجهة السفلية منها، بالقرب من نوافير المياه، حيث لاحظنا لدى تنقلنا إلى المكان بأن مياه النافورات صارت تتجمع بأحد جوانبها مشكلة بركة صغيرة، كما برز بداخلها تشقق، فضلا عن اهتزاز مجموعة من الأحجار المسطحة المستعملة في فرش أرضيتها من مكانها، وصار بالإمكان نزعها باستعمال الأيدي، بعد أن انتفخت الأرضية تحتها و تشكّل النتوءات. وقد أفادت مصادر مطلعة بأن الأمر ناجم عن انضغاط الأرضية نتيجة تحرك طفيف للتربة.
ووجهت جمعية حي فضيلة سعدان بقسنطينة رسالة إلى والي قسنطينة، تحمل ختم استلام بتاريخ 14 أوت الجاري، حيث قال فيها رئيس الجمعية مراد بن العربي الذي سلمنا نسخة منها، أن المواطنين يدقون ناقوس الخطر بشأن ساحة أحمد باي، أين توجد نافورة على وشك الانهيار دون انتباه السلطات المعنية، كما طالب الوالي بإرسال لجنة تقنية للتحقيق في الأمر وغلق الموقع إلى غاية التأكد من أنه لا يشكل خطرا على من يرتادونه. وأوضح رئيس الجمعية بأنه وجه نفس الرسالة إلى رئيسي دائرة قسنطينة و المجلس الشعبي البلدي. ولم نتمكن من الحصول على رد من مدير التعمير لولاية قسنطينة حول المشكلة بسبب تعذر الاتصال، فيما اعتذر رئيس بلدية قسنطينة عن الحديث إلينا لكونه “في اجتماع بالولاية”، لكن مصادر أفادت للنصر بأن لجنة قامت بمعاينة الموقع المذكور خلال الأسبوع الماضي، في وقت ما تزال فيه الساحة تستقطب المئات من المواطنين يوميا، حيث صارت متنفسا للعائلات والأطفال بوسط المدينة، خصوصا خلال المساء، أين تستمر الحركة بالمكان إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وكلفت عملية تهيئة ساحة أحمد باي خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، عشرات الملايير، حيث أشرفت مديرية التعمير على عملية إنجازها، التي عرفت تأخرا كبيرا مقارنة بموعد التسليم الذي حدد لها، وخصوصا بعد أن عارض أصحاب المحلات التي كانت موجودة بها آنذاك، قرار تحويلهم منها لهدمها وإعادة بنائها، في حين لم تفتح إلى اليوم الأكشاك التي أنجزت على مستواها تعويضا للمحلات المذكورة، حيث ما يزال الغموض يكتنف وضعيتها وسط تساؤلات كثيرة حول مصير هذه الأكشاك، فيما لجأت السلطات إلى تنظيم بعض المعارض بالساحة من حين إلى آخر، لبيع الكتب و الملابس و اللوازم المنزلية، رغم معارضة الكثيرين لذلك، خوفا من تدهور  الموقع.    

 سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى