مئــات السكـان يشّيعون جثاميـن الأطفـال الذيــن ماتــوا احتراقـــــا في العيــــــد
شيّع المئات من سكان بلدية بئر العاتر بولاية تبسة و المناطق المجاورة لها، يوم أمس، جثامين الأطفال الثلاثة ضحايا حريق المنزل الذي شب في منزلهم بحي المطار أول أمس،  إلى مثواهم الأخير بمقبرة عقلة أحمد شرق المدينة.
و قد انطلق الموكب الجنائزي الحزين من منزل العائلة إلى مقبرة القرية في موكب من السيارات التي كانت تحمل الأطفال إسلام ذي الست سنوات و شقيقته ملاك التي فارقت الحياة و عمرها 9 أعوام و ابنة عمهما حنين ذات الأربعة 4 أعوام، حيث جرى مواراتهم الثرى بعد أداء صلاة الجنازة عليهم في 3 قبور بجانب بعضها البعض، وسط أجواء من الحزن واللوعة والأسى سادت مدينة بئر العاتر وسائر البلديات المجاورة، بالنظر إلى هول الفاجعة التي وقعت ظهر يوم السبت، بمصرع ثلاثة أطفال أبرياء بعدما شب حريق في منزلهم  وهم يعدّون كانون الفحم لشواء اللحم، غير أن النار فاجأتهم عقب اندلاعها داخل المنزل، و ما هي إلا دقائق معدودة حتى التهمت أجسادهم الصغيرة، ليفارقوا الحياة تاركين غصة ولوعة في قلوب والديهم و ذويهم، الذين لم يصدقوا ما حلّ بفلذات أكبادهم.
 و بعد مراسم الدفن، تواصل توافد المعزين إلى بيت عائلة الضحايا، في لفتة تضامنية واسعة مع العائلة التي لم تستفق بعد من هول الصدمة، وهي التي فقدت 3 من أبنائها دفعة واحدة، فتحولت فرحتهم بالعيد إلى مأساة، و قد شهد بيت الضحايا حضور أعداد غفيرة من المعزّين والمواسين من داخل المدينة وخارجها، فيما لم يتمالك والدا الضحايا نفسيهما واستسلما للبكاء الطويل في مشهد يدمي القلوب، كما لم يستطيعا من هول الصدمة، الإدلاء بأي تصريح بخصوص ما وقع بالضبط يوم الحادثة.
الضحايا توفوا يوم السبت بمنزلهم العائلي بحي المطار، بعد تعرضهم لحروق بليغة في أنحاء متفرقة في أجسامهم، أثناء استعمالهم مادة البنزين من أجل إشعال كانون من الفحم بغرض أعداد طبق من الشواء، ولكن ألسنة النار امتدت في أنحاء البيت والتهمت الأطفال الثلاثة، رغم محاولات الأم إنقاذهم، بحيث لم تتمكن من ذلك لقوة النيران التي أتت كذلك على محتويات المنزل، خاصة أن الباب الخارجي قد أغلق ولم تتمكن من الخروج.
و قد حاول الجيران لدى مشاهدتهم الدخان يتصاعد من المنزل، الدخول وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، ليصعدوا إلى سقف المنزل و يشرعوا في إطفاء النار بسكب الماء من الأعلى، وأثناء دخولهم البيت بعد صراع مع ألسنة اللهب، كان الوقت قد تأخر، فقد وجدوا الأطفال الثلاثة تعرضوا لحروق خطيرة جدا  وهم بين الموت والحياة، وعلى جناح السرعة تم نقلهم إلى مستشفى التيجاني هدام، أين فارق الشقيقان ملاك و إسلام الحياة، فيما تم تحويل ابنة عمهما حنين  إلى مستشفى الحروق بعنابة، ولكن الموت كانت أسرع و لفظت أنفاسها ببلدية الماء الأبيض متأثرة بالجروح العميقة التي تعرضت لها.                               
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى