مربـو الماشيـــة يـواجهـون شبح الإفـلاس بتبسـة
تشهد أسعار المواشي في الآونة الأخيرة تراجعا ملموسا عبر أسواق ولاية تبسة، و في مقدمتها سوق مدينة الشريعة « الذي يعتبر من الأسواق الكبيرة بالشرق الجزائري، و إذا كان تدني أسعار المواشي قد لاقى ارتياحا كبيرا من طرف المواطنين خاصة الذين  يستعدون للمناسبات، فإن المتضرر الأكبر هم الموَالون و مربو المواشي.
الموالون ببلديات ولاية تبسة، لم يخفوا الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها جراء هذا التدهور غير المسبوق في أسعار المواشي، و الذي أرجعه البعض إلى الجفاف الذي يعصف بالولاية خلال السنوات الأخيرة، و لاسيما بالبلديات الجنوبية، و الغربية الجنوبية كالشريعة، والعقلة، وثليجان، وبئر العاتر، والعقلة، ونقرين، وفركان، حيث يرون أنه السبب الرئيس لتراجع أسعار المواشي، إلى جانب غلاء الأعلاف التي تضرر منها مربو المواشي الذين طالبوا   السلطات المعنية بضرورة إعادة النظر في أسعار الأعلاف لاسيما الشعير و التبن و مشتقاتهما، حيث يقتني الموالون الشعير بسعر تجاوز 3 آلاف دينار جزائري من طرف الخواص، و يفضلونه على الشعير الذي يباع بتعاونية الحبوب و البقول الجافة لرداءة نوعيته كما يؤكدون، فضلا عن اقتنائهم لمادة النخالة بسعر لا ينزل عن 2500 د ج.
و حسب أحد تجار المواشي  بمنطقة «الدرمون « المشهورة بتربية المواشي ذات النوعية الجيدة، فإن أسعار الكباش تعتبر مقبولة إلى حد ما، و هي  في متناول الجميع، فبعد أن بلغ سعر الكبش الواحد في وقت سابق قيمة تراوحت ما بين 8 و 10 ملايين، تراجع ليصبح سعره هذه الأيام بـ6 ملايين، أما الخرفان التي كان يصل ثمنها إلى 5، و 6 ملايين، تراجع سعرها في سوق المواشي إلى 3 ملايين و أحيانا أقل، و هي الأسعار التي أربكت الموالين و بعثت فيهم اليأس من مواصلة تربية الماشية، لأنها حسب تصريحاتهم لا تخدمهم، لاسيما أن الأغلبية منهم لم يعودوا قادرين على تربيتها، نظرا لغلاء الأعلاف و ارتفاع سعر  الكلأ، الذي هو عبارة عن بقايا الحصاد التي عادة ما يقوم مربو المواشي بكرائها للاستغناء عن شراء الأعلاف التي لم تعد لديهم القدرة على اقتنائها، في ظل التراجع الرهيب لسعار الماشية، و يرى الموالون أن المستفيد الأكبر من انخفاض الأسعار هم الجزارون الذين يقتنون رؤوس الماشية بأسعار مغرية، في حين يبيعون الكلغ الواحد من لحم الضأن للمستهلك بسعر يتراوح بين ألف، و 1200 دينار، و اعتبر البعض أن الموَالين سبق لهم و أن أضروا بالمواطن في سنوات سابقة، و عليهم التماشي مع قانون العرض و الطلب حسب تعبير أحدهم. و في ظل هذا التدهور الكبير لأسعار الماشية، يأمل الموالون أن تتدخل الدولة لاقتناء الماشية منهم بأسعار مناسبة، و تعوضهم عن الخسائر التي تكبدوها نتيجة انهيار أسعارها، و يتوقع بعض الموالين أنه إذا استمر الوضع على حاله، فإنهم سيضطرون إلى بيعها، و الهجرة إلى المدن، مادام مناخ تربية الماشية لم يعد مشجعا على الاستمرار، و الاهتمام بهذه الشعبة رغم أهميتها.                           ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى