الشروع في عملية إعادة الاعتبار للحديقة العمومية بميلة
عرفت عملية تهيئة الحديقة العمومية رشيد شعبوب بميلة العديد من التجاذبات، بعدما تسببت الأشغال الخاصة بها في إلحاق أضرار جسيمة بهذا المعلم التاريخي و البيئي على حد سواء، الشيء الذي استدعى تغيير مسار عملية التهيئة إلى عملية إعادة الاعتبار، حفاظا على هذا الإرث الخاص بميلة، و التي انطلقت أشغالها الأسبوع الماضي.
فبعدما انطلقت الأشغال الخاصة بالعملية الأولى المتمثلة في  تهيئة حديقة رشيد شعبوب بقلب مدينة ميلة في مارس 2017، تسببت أشغالها الأولية بعد دخول الآليات إلى الحديقة في أضرار لهذا المعلم التاريخي و البيئي الذي كان فضاء للراحة و المطالعة بامتياز، كما يقول رئيس جمعية ميلة الخضراء السيد عز الدين بن سليمان، و الذي قام باسم الجمعية بعدما وقف على ذلك بمراسلة والي ولاية ميلة بخصوص الموضوع نهاية جويلية المنصرم، أشار من خلالها إلى أنه لم يتم الأخذ بعين الاعتبار آراء المختصين في مشروع الحديقة من مؤرخين، كون الحديقة تعود لسنة 1876، و مهندسين و كذا مختصين في الآثار كونها كانت تحتوى على أحجار أثرية، بالإضافة إلى مختصين في المجال البيئي الحساس كون الحديقة تضم أشجارا معمرة تعتبر رئة المدينة.
 و كان الوالي، حسب رئيس جمعية ميلة الخضراء، قد أمر بتشكيل لجنة  مشكلة من  مختصين في التاريخ، الهندسة، و التعمير، و أساتذة جامعيين، و المجتمع المدني، بالإضافة إلى الإدارة ممثلة في مصالح بلدية ميلة كونها صاحب المشروع، و تم بعد ذلك عقد اجتماع لتصحيح مسار العملية الخاصة بالحديقة حفاظا على هذا المعلم في طابعه الجمالي و البيئي، و كذا التاريخي، في حين يقول أحد الأعضاء السابقين لتلك اللجنة من خلال جمعيته، بأن المطلوب هو تحسين و ترقية الحديقة بعدما طالها من تدهور، لا إحداث تغيير جذري يطمس خصوصيتها و رونقها القديم، حيث أن أشغال التهيئة بعد انطلاقها تسببت في إتلاف النافورة التي كانت تتوسط الحديقة، و التي يفوق عمرها 150 عاما، بالإضافة إلى أضرار أخرى، و لهذا كانت الدراسة التي تقدمت بها اللجنة فيما بعد مقنعة للجميع بفكرة تصحيح مسار المشروع الخاص بالحديقة  ليكون بهدف الترميم و الحفاظ على ما فيها من إرث، فتم على إثر ذلك إيقاف الأشغال من قبل رئيس بلدية ميلة مؤقتا في 22 أوت، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلى حين تعديل الدراسة، و تحديد كيفية انجاز الأشغال، على أن يتم إسناد عملية المساحات الخضراء إلى مؤسسة مختصة في الشأن، و تحويل القطع الأثرية إلى فرع الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بميلة القديمة لحفظها هناك.
كما أشار المتحدث، إلى أن اللقاء المنعقد خلال أوت المنصرم مع والي ميلة بمقر ديوانه، و الذي دعا من خلاله الوالي إلى وضع خارطة طريق خاصة لإعادة الاعتبار للحديقة وفق ما هو متعارف عليه في مجال ترميم الحدائق، و كذا إعادة السياج القديم للحديقة بعد ترميم و إصلاح الأجزاء المتضررة منه، كما اتفق على تحديد المكلف بمتابعة المشروع بدل مكتب الدراسات السابق المتطوع لتنفيذ النقاط المتفق عليها في عملية إعادة الاعتبار للحديقة بعد تصحيح مسار هذا المشروع، و على ضوء ذلك، انطلقت الأشغال الأسبوع الماضي.
ابن الشيخ الحسين.م   

الرجوع إلى الأعلى