يقتل صديقه في رمضان بسبب عـــائـــدات المـخـــدرات
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، عقوبة المؤبد  في حق قاتل صديقه وشريكه في المتاجرة بالمخدرات خلال شهر رمضان 2015، في شجار بالأسلحة البيضاء وقع بين الضحية (د.ح) المدعو «بحليس»، و الجاني(ب.أ) المكنى «باللابو»، و ذلك في حي «برمة الغاز» وسط مدينة عنابة، بسبب خلاف حول تسليم مبلغ مالي من عائدات بيع المخدرات. ممثل الحق العام التمس في حق الجاني حكم الإعدام، عن تهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
وقائع القضية تعود إلى تاريخ 04/07/2014 و في حدود الساعة السابعة و النصف مساء استقبلت مصلحة الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، شخصا مصابا بجروح خطيرة بواسطة سلاح أبيض، حيث تنقلت عناصر المناوبة المركزية بأمن ولاية عنابة إلى المستشفى، و تبين أن المصاب يدعى (د.ح) المدعو «بحليس»، و نظرا لخطورة إصابته، تم تحويله إلى قسم الجراحة أين أخضع لعملية جراحية استعجالية، إلا أن الأخير لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه البليغة، و بعد عملية البحث و المعلومات المستقاة، تبين أن الجاني يدعى (ب.أ) المكنى «اللابو»، و أنه قد  لاذ بالفرار.
و لدى سماع والد الضحية، صرح بأنه تسلّم سكينين من أبناء الحي الذين أخبروه بأنهما استعملا في الشجار الذي دار بين الجاني و الضحية، كما أكد على أن مقترف الجريمة هو المدعو (ب.أ)، و الذي أصر على متابعته قضائيا.
و لدى سماع شقيق الضحية، أكد على أن الجاني هو المدعو (ب.أ) الذي كان برفقة شقيقه أمسية الحادثة قبل الإفطار، و أنه و بعد متابعتهما لمباراة كرة القدم التي تدخل ضمن نهائيات كأس العام بمقهى الحي، غادراه باتجاه البيت، كما أضاف بأنه توجه إلى محل بقالة لشراء بعض الأغراض، تاركا شقيقه المتوفى أين سارع إلى عين المكان ليتفاجأ بشقيقه، و الجاني ساقطين أرضا، و مصابين ، حيث كان المشكو منه ماسكا بيده سكينا، أما شقيقه فكان بمحاذاة السكين، بعدها نهض الجاني فحاول الاستفسار معه عن سبب الشجار الذي دار بينهما، إلا أنه رفض التحدث إليه مكتفيا بأن شقيقه هو من بادر باستفزازه، ليتمكن من تجريده من السكين قبل أن يتوجه إلى وجهة مجهولة.
وعند سماع الشاهد (ز.س) من قبل عناصر الضبطية القضائية، أكد على أنه بتاريخ الوقائع وبينما كان يزاول نشاطه التجاري بمحله، سمع ضجيجا بالخارج، و بالضبط عبارات سب و شتم، و بعد خروجه لتقصي الأمر، شاهد الضحية يبادر في إشهار سكين في وجه الجاني الذي بدوره أخرج سكينا كان أسفل القميص من الجهة الخلفية، و تشابك الاثنان، و قال بأنه حاول فك الشجار غير أنه وجد صعوبة، خوفا أن يصاب بأذى، الأمر الذي جعله يرجع إلى محله، و شهد الضحية واقفا ينزف دما.
ولدى سماع الجاني اعترف بما نسب إليه، و أكد على أن ذلك كان بسبب خلافات بينهما و تصفية حسابات، مصرحا بأنه كان يتاجر في المخدرات و أحيانا كان يكلف الضحية بتحصيل العائدات من الزبائن، و في إحدى المرات و بالضبط خلال سنة 2011، استولى على مبلغ 33 مليون سنتيم من زبون، و رفض تسليمه له، كما نصب على نفس الزبون، و حاول سلبه مبلغ 5 ملايين سنتيم أخرى، إلا أن أمره انكشف.
و عن ملابسات القضية، صرح بأنه و بتاريخ الوقائع، كان برفقة الضحية الذي شرع في استفزازه كعادته، بعدها نهض مسرعا لإحضار سلاح أبيض، الأمر الذي أدى به هو أيضا إلى القيام بنفس التصرف حيث أحضر بدوره سكينا، ثم تشابكا و تمكن من إصابته في أنحاء متفرقة من الجسم ، ليسقط الاثنان أرضا، بعدها توجه صوب مسكن صهره المتواجد بمدينة باتنة.
 للإشارة، فقد تم تسليط نفس العقوبة في المحاكمة الأولى، قبل الطعن بالنقض على مستوى المحكمة العليا.  

حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى