اكتشاف موقع أثري يعود إلى القرن الرابع ميـلادي
اكتشف خبراء الآثار موقعا أثريا كبيرا ببلدية قلعة بوصبع الواقعة شمالي ولاية قالمة، يعود إلى القرن الرابع الميلادي، و يضم معالم جنائزية و قطع أثرية ذات أهمية تاريخية و علمية كبيرة.  
و قالت خبيرة الآثار وافية عادل بأن الموقع يتربع على مساحة 4 هكتارات تقريبا، و هو عبارة عن مقبرة رومانية، فيها قبور من مختلف الأنماط و الأشكال، قبور تحت البلاط، و قبور تحت القرميد، إلى جانب قطع أثرية بينها صناديق حجرية مغلقة، و مرفقات الميت، لان الناس في ذلك الزمن كانوا يعتقدون بوجود حياة أخرى بعد الموت.  
 كما عثر الباحثون أيضا على قطع من الفخار بموقع التنقيب، و يتوقع الوصول إلى مزيد من الاكتشافات في نهاية الحفريات المتواصلة منذ 4 أفريل الجاري.  
و قد زارت والي قالمة فاطمة الزهراء رايس الموقع الأثري المكتشف بقلعة بوصبع، و تلقت شروحات وافية حول الاكتشافات التي توصل إليها خبراء الآثار حتى الآن.  
و قال سمير الثعالبي مدير الثقافة بولاية قالمة للنصر، بأنه تقرر بناء متحف مفتوح بمدينة قلعة بوصبع لحفظ القطع الأثرية المستخرجة من الموقع، و تخصيص مساحة من المقبرة الأثرية لتدريب طلبة الآثار بجامعة قالمة على التنقيب و أساليب البحث عن الآثار، و إعداد البحوث و مذكرات التخرج.  
و حسب مدير الثقافة فإن السنوات الأخيرة عرفت اكتشاف نحو 18 موقعا أثريا جديدا، تضاف للمواقع القديمة المنتشرة عبر مختلف مناطق ولاية قالمة، التي تعاقبت عليها حضارات كثيرة منذ فجر التاريخ، أهمها الحضارة الرومانية العريقة التي بقيت آثارها شاهدة على عبقرية الإنسان القديم، كما هو مجسد في المسرح الروماني بمدينة قالمة،  و مدينة تيبيليس الشهيرة ببلدية سلاوة عنونة.    
و يحاول المشرفون على شؤون الآثار القديمة اتخاذ المزيد من التدابير لحماية القطع الثمينة، و المواقع المكتشفة القديمة و الجديدة، حتى لا تتعرض للنهب و التحطيم كما حدث قبل عدة سنوات، حيث تعتقد بعض المصادر بان قطعا ثمينة ربما تكون قد وقعت بين أيدي شبكات الآثار و أخذت طريقها إلى وجهة مجهولة.  
و تعمل سلطات ولاية قالمة على بعث مشاريع هامة لتهيئة المواقع الأثرية القديمة، و توفير الحماية لها حتى تتحول إلى معالم سياحية تاريخية تساهم في جلب السياح و تحريك التنمية المحلية، حيث تعد ولاية قالمة متحفا أثريا مفتوحا، لكنه يبقى في حاجة إلى مزيد من الجهد حتى يتحول إلى مصدر استقطاب للسياح و الباحثين من داخل الوطن و من مختلف أنحاء العالم.  
و لا تقل السياحة الأثرية و التاريخية أهمية عن السياحة العادية بالدول التي قطعت أشواطا معتبرة في هذا المجال، و يقول الخبراء بأن الجزائر مؤهلة لان تكون قطبا للسياحة الأثرية و التاريخية خلال السنوات القادمة بعد أن عاد الاهتمام بالكنوز الأثرية و المعالم التاريخية المتواجدة عبر ولايات الوطن.  
فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى