عــائــلـتـان في العــراء ببحيرة الطيــور في سكـيـكـدة
تعيش عائلتا بروري كمال و سليم رفقة والدتهما في العراء، وحالة من التشرد منذ 20 يوما وسط ركام و مخلفات عملية تهديم أكواخ العائلات المرحلة بالحي القصديري بحيرة الطيور بمدينة سكيكدة.
و يعاني أفراد العائلتين في ظروف جد مزرية تتقاسم فيها العيش مع الفئران و الكلاب و الثعابين، في مظاهر بائسة في غياب أدنى ضروريات العيش الكريم، بعد أن تم حرمانهما من الترحيل بسبب خطأ إداري أدى إلى تهديم أكواخهم، و ترك حوالي 11 فردا بدون مأوى، محملين المسؤولين للذين أشرفوا على تنفيذ عملية التهديم مسؤولية ما يحصل لهم.
النصر تنقلت إلى موقع تواجد العائلتين بأعالي مسيون،  أين وقفنا على    قساوة العيش التي تكابدها   العائلتان انطلاقا من انعدام الماء، و الكهرباء، و السكن و المرحاض و قنوات الصرف الصحي، و لولا وجود خيمة تتقاسمها العائلتان لخيل للزائر أنه في غابة.
المعنيون أكدوا أنهم أصيبوا بصدمة حينما أخبرهم رئيس دائرة الحروش المكلف بالتهديم بأنهم  غير معنيين بالترحيل، لكون اسم العائلتين مؤشر عليه باللون الأحمر في القائمة، و بالتالي ترحيلهما يبقى مؤجلا إلى غاية النظر في حالتهما، لكنه عاد، و اعتذر عن تهديم أكواخهما، و أكد لهما وقوع خطأ إداري.
و أكد أفراد العائلتين، أن والي الولاية منحهما السكن لكن المكلفين بعملية التهديم، والترحيل تلاعبوا بهما، و يحاولون التستر عن الخطأ الذي ارتكبوه عن طريق التحجج بإتمام التحقيقات الإدارية، و هم بذلك ضربوا تعليمات الوالي عرض الحائط.

و أكد الأخ الأكبر سليم بروري، على أنهم من السكان الأصليين للحي و تتوفر فيهم الشروط القانونية للاستفادة، بدليل أن السلطات الولاية أدرجت اسميهما ضمن قامة المستفيدين المعنيين بالترحيل، و قد استظهر لنا قرار الاستفادة و وصل تسديد مستحقات السكن و رقم العمارة و الشقة، كما أن المشرفين الإداريين على عملية الترحيل اعترفوا لهما بوجود خطأ إداري أدى إلى تهديم أكواخهما دون ترحيلهما.
و تدخلت والدتهما المسنة لتروي مأساة أولادها منذ 20 يوما، و قالت بأنهم يفترشون الأرض في ظروف مزرية يتقاسمون العيش فيها مع الثعابين و الزواحف و الكلاب المتشردة التي أصبحت تحاصرهم من كل جهة، لكون المكان معزول.
مضيفة بأنهم نجوا خلال الأسبوع القادم من الموت بسبب ثعبان كبير تسلل إلى الخيمة، و بصعوبة كبيرة تمكنوا من قتله، و أبدت تخوفها أكثر على الأطفال الصغار، أما من حيث الطهي فهم يعتمدون على الحطب و المعاناة جعلتهم لا يشعرون بأنهم في شهر رمضان.
رئيس دائرة سكيكدة عند اتصالنا به بخصوص وضعية هذين العائلتين، أكد على أنه كان مكلفا فقط بالإشراف على تنفيذ عملية تهديم الأكواخ القصديرية، أما بشأن التحقيقات الإدارية و كذا أحقية الاستفادة، فذلك من اختصاص و صلاحيات رئاسة ديوان الولاية.               
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى