تدشيــن جنـــاح الاستعجالات الطبيــــة دون تجهيـزات بمستشفــى أم البواقـي
أشرف، أمس، والي أم البواقي جمال الدين بريمي، على تدشين الجناح الجديد للاستعجالات الطبية ووضعه حيز الخدمة بمستشفى ابن سينا، بعد 3 سنوات من الانتظار، وبرمج المشرفون على قطاع الصحة بالولاية الطابق الأرضي فقط لتقديم خدمات وفحوصات طبية للمرضى، دون الاستغلال الكامل للجناح الذي يضم كذلك جهاز الكشف بالرنين المغناطيسي «IRM».
و اعتبر الطاقم الطبي للمستشفى الجناح الجديد بغير المؤهل حاليا لإجراء العمليات الجراحية في ظل غياب التجهيزات، إلى جانب قيام إدارة المستشفى بتجهيزه بنفس تجهيزات مصالح المستشفى، بدلا من استقدام صاحب المشروع ممثلة في مديرية الصحة تجهيزات جديدة.
الوالي وخلال تدشينه للجناح الجديد، انتقد عدم تجهيزه بالمكيفات الهوائية، معتبرا المكيفات بالأمر الحتمي في ظل الارتفاع المذهل لدرجات الحرارة، وبين بأنه في حال عدم تجهيز الجناح الجديد بالمكيفات الهوائية في ظرف 20 يوما، ستتدخل الولاية لتجهيزه و لو اقتضى الأمر الاستنجاد بالمحسنين ورجال الأعمال.
 ودعا الوالي القائمين على المستشفى للتحلي بالصرامة والانضباط في العمل، مبينا بأن سياسته بعيدة عما وصفه بـ»التهريج» من خلال برمجة زيارات فجائية، داعيا مدير المستشفى للعمل وتجنب أخطاء المدير السابق الذي اتخذ قرارا بتوقيفه، بعد أن تبين تواجده في عنابة إثر حادث مرور مميت.
عدد من الأطباء المشكلين للطاقم الطبي للمستشفى، ذكروا للنصر أن الجناح الجديد ليس للاستعجالات الطبية و إنما لتقديم الفحوصات فقط، معتبرينه بقاعة علاج في ظل غياب التجهيزات الخاصة بالعمليات الجراحية.
و أكد الأطباء على أن الجناح تم استلامه رسميا بعد انتهاء الأشغال به سنة 2015، و هو تابع لمديرية الصحة، غير أن إدارة المستشفى رصدت شهر جوان مبالغ مالية اقتطعتها من ميزانيتها لإجراء تعديلات داخل الجناح الجديد، عوض أن تتكفل بها مديرية الصحة، مبينين بأن استلام مشروع يعتبر في الأصل مرحلة نهائية لانطلاق عمل الطاقم الطبي.
الأطباء أكدوا على أن فرحتهم بالجناح الجديد لم تكتمل، فهو غير مجهز بالمكيفات الهوائية بالرغم من استلامه الرسمي، إضافة إلى قيام إدارة المستشفى بتدعيمه بجهاز راديو كان معطلا بمصلحة الأشعة بالمستشفى، عوض أن تقتني مديرية الصحة جهازا من ميزانيتها، إلى جانب وضع جهاز الراديو الذي تم إصلاحه في الغرفة المخصصة لجهاز السكانير الذي تم الاستغناء عنه.
و من بين التعديلات التي تكفلت بها مقاولة من أم البواقي دون استشارة المجلس الطبي للمستشفى، وضع قنوات أكسجين تحت الأرضية، والتي تم إيصالها بمصلحة طب النساء من طرف المقاولة نفسها، وتساءل الأطباء عما إذا كانت المقاولة مؤهلة لوضع قنوات الأكسجين.
مبدين مخاوفهم في هذا الشأن، في ظل تعطل قنوات الشفط الحائطي مباشرة بعد وضعها، وهي التي لا تشتغل اليوم، وأكد الأطباء بأن غرفة العمليات الجراحية غير مجهزة، الأمر الذي سيؤخر إجراء العمليات الجراحية بالجناح الجديد المدشن رغم استلامه قبل 3 سنوات.  
مدير مستشفى ابن سينا زيتوني صالح وفي تصريحه للنصر، بين بأن الجناح المدشن هو للاستعجالات الطبية في انتظار فتح جناح الاستعجالات الجراحية، مشيرا إلى أن الجناح الجديد يحتوي على جهاز الكشف بالأشعة ومخبر تحاليل مجهز وصيدلية.
و أشار المتحدث، إلى أن كل التجهيزات هي لمستشفى ابن سينا، مضيفا بأن مصالحه استعجلت فتح الجناح لتخفيف الضغط على الاستعجالات القديمة، وعن التعديلات التي أجرتها المقاولة شهر جوان أياما فقط قبل التدشين الرسمي على عاتق ميزانية المستشفى بدلا من صاحب المشروع مديرية الصحة، أوضح المتحدث بأن المقاولة قامت بروتوشات فقط لتقريب مصالح المستشفى فيما بينها، على غرار تقريب باب الاستعجالات و باب الصيدلية من بقية المصالح، و أكد المتحدث بأن مديرية الصحة أعلنت عن دفاتر شروط لتجهيز غرفتي العمليات الجراحية.
محدثنا أوضح بخصوص المكيفات الهوائية، بأن إدارة المستشفى أعلنت عن استشارة لاقتناء المكيفات و هي التي ستكون موجودة خلال الأسبوع القادم، وأكد على أن مصالحه تنتظر ميزانية التجهيز لمديرية الصحة لتجهيز الجناح الجديد.
و عن قنوات الأكسجين و مسألة تأهيل المقاولة لتركيبها، أوضح المدير بأن المقاولة سبق لها و أن عملت في مجال تركيب قنوات الأكسجين بالمستشفى و بمؤسسات صحية مختلفة، فالأشغال مراقبة من طرف تقني تابع لها مختص، و عن تعطل قنوات الشفط الحائطي، أشار المتحدث إلى أن المقاولة استقدمت تجهيزات تتعلق بها و ستعمل على تشغيلها في قادم الأيام.
     أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى