أسبوعان يكفيان لتحضير لاعبي الهواة
أكد مدرب مولودية قسنطينة السعيد بلعريبي، بأن الحديث عن مستقبل البطولة أصبح أمرا صعبا للغاية، بالنظر إلى الوضعية التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن، لأن فيروس كورونا أجبر السلطات على تعليق المنافسات الرياضية لفترة شهرين، دون أن تتضح الرؤية بعد حول موعد الترخيص باستئناف التدريبات، الأمر الذي أخرج النشاط الكروي، - كما قال -، من دائرة انشغالاته، إلى درجة نسيان الحديث عن وضعيته كمدرب لفريق يتنافس على لقب بطولة الهواة في مجموعتها الشرقية.

بلعريبي، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن طول فترة الراحة الإجبارية أفقد اللاعبين رغبة التدريبات، كما أن العمل الفردي يصعب أكثر في شهر رمضان، ومع ذلك فقد أوضح بأن الاستئناف يتطلب منح مدة قدرها أسبوعين للتحضير بالنسبة لأندية الهواة قبل العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية، والمهم لأسرة الموك في مثل هذه الوضعية يكمن على حد تصريحه، في إنهاء الموسم، وتفادي قرار تعليق النشاط وإلغاء البطولة.
- سبق  و أن صرحت بأنك لم تعد تتابع التدريبات الفردية للاعبين بعد تمديد تدابير الحجر الصحي لفترة ثانية، فكيف هي معطيات الفريق الآن؟
الحقيقة أنني وضعت النشاط الكروي خارج دائرة الاهتمامات، لأن الابتعاد عن التدريبات لمدة شهرين، يجبر أي شخص على تعديل ريتم حياته، وذلك بتكييفه مع المعطيات الميدانية، إلى درجة أنني أكاد أنسى بأنني مازلت معنيا بالإشراف على فريق، مشواره في البطولة تبقت منه بعض المباريات، ولو أن الأمر يتجاوز الجميع، ويبقى بيد المولى عز وجل، لأن فيروس كورونا جعلنا نلتزم بتدابير الحجر الصحي، وقد تزامن في هذه الأيام مع حلول شهر رمضان، مما أرغمنا على تغيير نظام الحياة اليومية، وأنا شخصيا لا أغادر البيت إلا في فترة ما بعد الظهيرة، والتوجه إلى مناطق مجاورة لمقر الإقامة ببلدية عين مخلوف لكسر الروتين القاتل، ومحاولة التخلص قليلا من الضغوطات التي فرضتها الأزمة الوبائية علينا، خاصة من الناحية النفسية، لأن الحصيلة ثقيلة، والفيروس يحصد يوميا الكثير من الضحايا عبر العالم، وهي أرقام مرعبة تكون لها آثار سلبية على الجانب البسيكولوجي للإنسان، وعليه فإن تتبع تدريبات اللاعبين خرج من برنامجي اليومي، وكأن الأمر يتعلق بفترة الراحة الصيفية من الناحية الرياضية، لكن هذه الراحة حتمية، وجاءت في ظروف استثنائية، لأن الحذر مطلوب في تسيير الحياة اليومية، حتى في المناطق التي لم تسجل أي إصابة، مادامت الخطورة تتمثل في سرعة انتقال العدوى بين الأشخاص، وهذا الإجراء دفع بالسلطات الولائية لقالمة إلى الإبقاء على قرار غلق محلات بيع الزلابية ببلديتنا ساري المفعول، لتجنب الطوابير الطويلة، في ظل تسجيل ازدحام كبير للمواطنين في الأسواق والفضاءات التجارية.
- هل هذا يعني بأنك لا تتواصل إطلاقا باللاعبين في هذه المرحلة؟
كلا... في بادئ الأمر كنا قد ضبطنا برنامجا استثنائيا للتدريبات على انفراد، وقد تابعنا عن كثب وضعية كل لاعب خلال الأسابيع الثلاثة، الموالية لقرار توقيف النشاطات الرياضية، لكن تمديد التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا أسقط هذا البرنامج في الماء، وجعلني شخصيا أرفض ضبط أي برنامج إضافي، لأن فترة الراحة طالت، ولن يكون باستطاعة أي لاعب تسيير تدريباته على انفراد يوميا، مادام الاكتفاء بالركض ليس الحل الذي سيعود بالفائدة على الجاهزية البدنية، بل أن اللاعب يبقى بحاجة إلى تمارين تمسّ الجوانب الأخرى، وقد اتصل بي بعض اللاعبين وطلبوا مني برنامجا يسمح لهم بكسر الروتين، لأنهم بلغوا درجة الملل من الركض اليومي، وهذا التواصل لا يندرج في إطار المتابعة المنتظمة لتدريبات الفريق، وإنما كمساعدة فقط للاعبين بغية تمكينهم من البقاء على صلة بأجواء التدريبات، وبالتالي السماح لهم بالمحافظة على نسبة من اللياقة البدنية.
- نفهم من هذا الكلام بأن الأندية تبقى بحاجة إلى فترة تحضير قبل استئناف البطولة؟
هذه الراحة الإجبارية لها الكثير من التأثيرات السلبية على اللاعبين، سواء من الناحية البدنية أو النفسية، لأن تأقلم الرياضيين مع الحجر الصحي أمر صعب للغاية، سيما بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على كثرة التنقلات، والتدريبات اليومية مع المجموعة، وتغيير نمط الحياة بين عشية وضحاها يلقي بظلاله على الحالة البسيكولوجية، وكسر الروتين اليومي يبقى ضروريا في مثل هذه الحالات لتفادي الإحباط، ولو أن هذه المعطيات سيكون لها دور كبير عند اتخاذ السلطات قرار السماح بإجراء التدريبات، بعد التخلص نهائيا من الوباء، حيث سيكون التركيز في هذه المراحل على الناحية النفسية، موازاة مع العمل الميداني الذي سيتوزع على الجوانب البدنية، التقنية والتكتيكية، ولو أن الجميع في مثل هذه الوضعيات أصبح يمني النفس بالخروج من الأزمة الوبائية في أسرع وقت ممكن، وبأضعف حصيلة ممكنة من حيث الرواح، واستئناف النشاط الرياضي حتى يتسنى لنا إنهاء الموسم بأي طريقة، وعليه فإن مهلة أسبوعين للتحضير قد تكفي أندية الهواة للعودة إلى أجواء المباريات الرسمية، خاصة وأن الرزنامة المتبقية تتضمن 6 مقابلات فقط، وثلاثة أسابيع من البرمجة تكفي لضمان نهاية المنافسة، وبالتالي التخلص نهائيا من شبح الموسم الأبيض الذي ذهبت بعض الأطراف إلى المطالبة به، وهو مطلب غير منطقي، كان بنية تبرير الفشل في تحقيق طموحات الأنصار، لأن تعليق بطولة بلغت المنافسة فيها الجولة 24 أمر جد مستبعد.
- لكن الموك تبقى تراهن على التتويج باللقب، بعد وضع القدم الأولى في الرابطة الثانية؟
عند موافقتي على الإشراف على مولودية قسنطينة، كنت قد اتفقت مع رئيس النادي على التتويج باللقب كهدف رئيسي، وهذا الهدف يظل في صدارة أولوياتنا، رغم أن المعطيات تغيّرت بعد التوقف الاضطراري للمنافسة، لكن حساباتنا تبقى مبنية على اللقب، وإنهاء الموسم في ثوب البطل، واعتلاء «البوديوم» لن يكون بالأمر السهل، لأن الهزيمة التي تلقيناها داخل الديار أمام مولودية باتنة، حالت دون تواجدنا في الصدارة عند توقف البطولة، والجولة 26 كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر حول مدى قدرتنا على خطف اللقب، وذلك عند استقبال شباب أولاد جلال، الذي يتقدم علينا بنقطتين، ولو أننا قبل تلك المواجهة سنتنقل إلى قايس، إلا أن المهم أننا سنلعب المباريات المتبقية متحررين من ضغط المنافسة، بعد ضمان الصعود بنسبة كبيرة جدا، إذ يكفينا الفوز في لقاء واحد لترسيم هذا الإنجاز.
حاوره: ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى