تتجه عشية اليوم، أنظار متتبعي بطولة ما بين الجهات صوب ملعب 8 ماي بسطيف، الذي سيكون مسرحا لمباراة «السد» الخاصة بالجهة الشرقية، والتي ستضع اتحاد تبسة وحمراء عنابة في صراع مباشر على التذكرة المؤدية إلى الرابطة الثانية، وهي مواجهة تقليدية يبقى مسعى كل طرف فيها البحث عن مكانة في الأضواء، تسمح باستعادة البعض من الأمجاد الضائعة، من خلال الخروج من دائرة الظل، بعد معاناة طويلة في الأقسام السفلى.
هذه القمة، من المنتظر أن يطغى عليها الصراع التكتيكي بين المدربين حسين رابط ولزهر رجيمي، لأن توخي الحيطة والحذر يبقى الخيار الذي يلجأ إليه أغلب المدربين في مثل هذه المواعيد، على اعتبار أن فرص التدارك غير متوفرة، ومصير الموسم سيتحدد في فترة زمنية لا تتعدى 120 دقيقة على أقصى تقدير، وهذا ما يعني بأن كل طرف مجبر على توظيف كل أوراقه الرابحة، سعيا لهز شباك المنافس، مقابل المحافظة على التوازن الدفاعي من الخلف، وعليه فإن مثل هذا اللقاءات، والتي تكون بنكهة «الكأس»، تكون «مغلقة»، والحسم فيها يكون بجزئيات صغيرة.
وكان اتحاد تبسة، قد اقتطع تأشيرة المرور إلى مقابلة «السد» عبر بوابة المجموعة الثانية للجهة الشرقية، بعد تتويجه باللقب، في فوج ضم فرقا سبق لها التواجد في قسم الهواة، على غرار اتحاد عين البيضاء، شباب عين فكرون، شباب قايس وأمل شلغوم العيد، لكن «الكناري» احتكر عرش الصدارة على مدار موسم كامل، وكان الصاعد الجديد نجم تازوقاغت أكبر منافس له على ورقة اللقب، غير أن خبرة «التبسية» مكنتهم من حسم الأمور في الجولة ما قبل الأخيرة.
ويراهن ثنائي التدريب رجيمي وترعي على مجموعة تضم عناصر لها حنكة وتجربة، في صورة بورقعة، عماري، بورقبي والحارس جاب الخير، وهي الترسانة التي أطرت عناصر شابة كان لها وزن في البطولة، خاصة الهداف بوراس، الذي تألق بشكل لافت مرحلة الإياب، فأصبح القوة الضاربة في هجوم «الكناري»، مادامت القاعدة الخلفية تبقى من أبرز نقاط القوة، بعد التماسك الكبير الذي أبداه الدفاع بقيادة الحارس جاب الخير.
من الجهة المقابلة، فإن فريق حمراء عنابة وجد صعوبة في حجز مقعد في دورة «البلاي أوف»، وذلك بسبب تراجعه الكبير في النصف الثاني من البطولة، لأن «الحمراء» كانت قد أحكمت سيطرتها على مشعل القيادة في مرحلة الذهاب، إلا أن الهزيمة التي تلقتها في عقر الديار أمام نصر الفجوج في الجولة التاسعة قلبت معطيات السباق رأسا على عقب، خاصة بعد تلقي هزيمة أخرى بالذرعان، والاكتفاء بنقطة في الطارف، وقد كان لزاما على «العنابيين» انتظار الجولة ما قبل الأخيرة لاستعادة الريادة، بهدية رياضية من شباب عين ياقوت، في «سيناريو» كان قد رفع من درجة الضغط النفسي على المدرب رابط وأشباله إلى أعلى المستويات.
وبصمت بعض العناصر على مشوار حمراء عنابة هذا الموسم، على غرار الهداف محي الدين مراح، الذي يعد أحسن عنصر في الفريق، إضافة إلى الحارس المخضرم رابح بوعزيزي، وكذا المهاجم يوسف عفايفية، الذي سجل أهدافا حاسمة في الجولات الأخيرة، ولو أن قوة «الحمراء» تكمن بالأساس في روح المجموعة، في ظل تواجد مزيج بين اللاعبين الشبان ونظرائهم من أصحاب الخبرة.
والملفت للإنتباه، أن المعطيات التاريخية تلقي بظلالها على موعد هذه الأمسية، لأن اتحاد تبسة غاب عن الوطني الثاني منذ سنة 2003، رغم أن «الكناري» سجل ظهوره في الساحة الكروية عبر منافسة كأس الجزائر في مناسبتين، ببلوغه الدورين ربع ونصف النهائي، لموسمين متتاليين، بينما تواصل معاناة حمراء عنابة في الأقسام السفلى لأزيد من 4 عقود من الزمن، والسقوط قبل سنتين على الجهوي كان بمثابة المنعرج الذي حرك مشاعر الغيورين، فانطلقت رحلة البحث عن استعادة الأمجاد الضائعة بتحقيق الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، مع تواصل الخطوة الثانية بحثا عن مكانة في حظيرة الرابطة الثانية.
ص / فرطاس

* حسين رابط (مدرب حمراء عنابة)
«الحمراء» تستحق أكثر من الوطني الثاني
أبدى مدرب حمراء عنابة حسين رابط الكثير من التفاؤل، بخصوص قدرة فريقه على الخروج من مباراة «السد» ظافرا بتأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية، وأكد في هذا الإطار على أن الاحتكام إلى خوض مقابلة «فاصلة» بين بطلين يعد ظلما «كرويا» في حق الفريق الذي سيخسر الرهان.
وقال رابط، في حديث مع النصر، بأن تفاؤله بالصعود مستمد بالأساس من الأجواء السائدة داخل الفريق قبل هذا الموعد،  لأن الجميع ـ كما استطرد ـ « على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وحلم الصعود إلى الرابطة الثانية يراودنا، مادام الأمر سيحسم في مقابلة واحدة، بعدما قطعنا مشوارا طويلا، كان محفوفا بالمخاطر».
وذهب رابط في معرض حديثه، إلى التأكيد على أن مثل هذا النوع من المباريات يحتفظ بالكثير من الخصوصيات، ولا يمكن المراهنة فيه على معطيات أولية، لأن الحسابات ـ على حد تصريحه ـ « تتغير من لحظة لأخرى، و»فيزيونومية» اللعب تختلف عن تلك التي كانت معتمدة في مباريات البطولة، وبالتالي فإن النظرة الأولية حول المنافس لن تكون ثابتة، واللقاء سيكون مغلقا إلى حد كبير، وقد وقفنا على ذلك من خلال متابعة مباراة شباب جيجل وشباب برج منايل».
وختم رابط حديثه بالقول: « حقيقة أن الفريقين يستحقان الصعود سويا إلى الرابطة الثانية، بعد تتويج كل طرف باللقب في مجموعته، لكن نظام المنافسة أجبرنا على المرور عبر محطة «السد»، وتاريخ حمراء عنابة يبقى أهم عامل تحفيزي للاعبين، لأن هذا الفريق سبق له إحراز لقب البطولة الوطنية، وكذا التتويج بكأس الجمهورية، وبالتالي فإنه يستحق مكانة في الرابطة المحترفة الأولى».
ص / فرطاس

* لزهر رجيمي (مدرب اتحاد تبسة)
نُريد تقديم الصعود هدية لأنصارنا
اعترف مدرب اتحاد تبسة لزهر رجيمي بصعوبة المأمورية في المقابلة الفاصلة، وأكد في هذا الصدد بأن اللجوء إلى برمجة «السد» يبقى أمرا مجحفا في حق الفرق التي كانت قد توجت باللقب في أفواجها، لكنها في نهاية المطاف تجبر على لعب مصيرها في مباراة واحدة، وقد تكون النتيجة خسارة الرهان، والتواجد مع الفرق التي تفوق عليها في الموسم المنقضي.
وأوضح رجيمي، في دردشة مع النصر بأن نظام المنافسة كان قاسيا على الأبطال، إلا أننا ـ كما قال ـ « نبقى ملزمين بالتكيف مع المعطيات الميدانية، والتفكير في مباراة السد كان قد انطلق مبكرا، لأن مثل هذه المواعيد ليس من السهل التعامل معها».
من هذا المنطلق، أكد محدثنا بأن التحضيرات لهذه المواجهة جرت في ظروف ممتازة، وصرح في هذا الشأن قائلا: « التتويج باللقب على مستوى الفوج لم يكن سهلا، وقد كان التنافس كبيرا مع عدة أندية، والمباريات التي خضناها سمحت لنا بتشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة، بعد احتكاك اللاعبين بأجواء المنافسة الرسمية، رغم أننا كنا دوما ننظر إلى مباراة «السد» كأصعب محطة هذا الموسم، وعليه فإن اللجنة المسيرة عملت على توفير كافة الظروف التي تساعد على ضمان التحضير الجيد، وذلك من خلال إقامة تربص مغلق بتبسة، ثم آخر بسطيف، والمسعى يبقى منحصرا بالأساس في ضمان الجاهزية النفسية، وتخليص اللاعبين من الضغوطات الكبيرة التي تفرضها مثل هذه اللقاءات الحاسمة، لأن الأمر لا يختلف كثيرا عن نهائي كأس الجزائر».وأشار رجيمي في معرض حديثه، إلى أن فريقه سيكون هذه المواجهة بتعداد مكتمل، وأملنا ـ على حد قوله ـ « يبقى معلقا على ظهور الفريق بوجهه المعتاد، رغم أن المهمة ليست سهلة، على اعتبار أن حمراء عنابة منافسا قويا، وبالتالي فإن المقابلة ستكون صعبة على الفريقين، وسنحاول توظيف بعض الأوراق الرابحة، بحثا عن الفوز، لأننا نريد تقديم الصعود كهدية لأنصارنا الأوفياء وكذا اللجنة المسرة التي وفرت لنا كل الإمكانيات»                     ص / فرطاس

زيــــارة تشجيعيــــة إلى فريق اتحاد تبســـة قبل المبـاراة الفاصلـــــة
أدّى، نهاية الأسبوع، والي ولاية تبسة « محمد البركة داحاج «، مرفوقا بمدير الشباب والرياضة، ورئيس دائرة تبسة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تبسة، زيارة تشجيع إلى فريق اتحاد تبسة، تحسّبا للمباراة الفاصلة التي تؤهّل فريق الاتحاد الرياضي لبلدية تبسة للعب ضمن بطولة القسم الوطني الثاني. الوالي، وقف على ظروف التحضيرات وأحوال اللاعبين قبل موعد المباراة القادمة، وتحدث مع المسيرين واللاعبين محفّزا إياهم لتحقيق الأفضل، مطمئنا بسعيه الدائم لتقديم الدعم المطلوب، حاثّا على بذل الجهود لتشريف الرياضة التبسية، وتمثيل الولاية أحسن تمثيل، وأكّد والي الولاية بالمناسبة، على دعمه المتواصل لفريق « اتحاد تبسة «، ولكل الفرق الرياضية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية عبر مختلف بلديات الولاية، وأنه يقف على مسافة واحدة من جميع الفرق ويسعى إلى مرافقتها ودعمها شرط تحقيقها النتائج المطلوبة، معبّرا عن ارتياحه لوضعية فريق « الكناري « بعد سلسلة النتائج الايجابية المحققة، متمنيا التوفيق للاعبين في المباراة الفاصلة.
فريق اتحاد تبسة، سيكون في مواجهة حمراء عنابة في مباراة فاصلة أخرى من أجل الصعود، بعد بعد موسم ناجح بكل المقاييس، و تصدره لمجموعته منذ الجولة الأولى بأصغر إدارة على المستوى الوطني، اعتمدت على 17 لاعبا من أبناء الفريق و أصحاب الخبرة و خيرة اللاعبين من خارج الولاية، رغم  معاناتهم من انعدام الدعم المالي إلا أن  إدارة الفريق  وفرت كل الظروف للطاقم  الفني  الذي عمل بصرامة و احترافية، كما ساهمت لجنة الأنصار و وقفت مع الفريق منذ البداية و ساندته في أحلك الظروف، و هي تستعد أيضا لدعمه في المباراة الهامة و المصيرية أمام الفريق العريق حمراء عنابة من أجل تحقيق الصعود و العودة إلى القسم الثاني، وسيعمل جاهدا من أجل إسعاد أنصاره وسكان الولاية، وتحقيق حلمهم بالصعود.  فريق الكناري، تنقل صباح يوم الخميس إلى ولاية سطيف بكامله تعداده وبمعنويات مرتفعة، لدخول تربص قصير قبل مباراة الموسم ضد حمراء عنابة يوم الأحد والعودة بتأشيرة الصعود وإعلان الأفراح عبر كامل الولاية.                                             
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى