رسّمت رابطة ما بين الجهات قائمة النوادي التي كان مصيرها السقوط إلى الجهوي، وذلك بمراعاة التعليمات الفيدرالية، التي كانت الفاف قد أصدرتها في تعديل استثنائي لبعض مواد القوانين العامة للفاف، الأمر الذي كان وراء انقاذ شباب قايس من «كارثة» التدحرج إلى الجهوي الأول، لأن قضية الفئات الشبانية لاتحاد عين البيضاء، كانت قد طفت إلى السطح بعد انتهاء بطولة الأكابر، ومستقبل «القايسية» في قسم ما بين الرابطات ظل على صفيح ساخن، بسبب أزمة «الحراكتة»، وما لذلك من انعكاسات على معطيات معادلة السقوط، غير أن الاحتكام إلى قرارات المكتب الفيدرالي المتخذة في مارس المنصرم، أنقذت شباب قايس من السقوط.

متابعة: صالح فرطــاس

ووضعت رابطة ما بين الجهات حدا لحالة «السوسبانس»، والتي نتجت بالأساس عن القضية التي كانت قد أثيرت في الأسبوعين الفارطين، والمقترنة بالأصناف الشبانية لاتحاد عين البيضاء، لأن بطولة الشبان على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية ظلت متواصلة إلى غاية منتصف شهر جوان الجاري، مما فسح المجال لإثارة ملف يخص فئة الأواسط لاتحاد عين البيضاء، وذلك بعد التأكد من غيابه عن 3 مباريات طيلة الموسم، أمام كل من جمعية عين كرشة، أكاديمية قسنطينة ونجم بني والبان، وهي الغيابات التي رسّمتها لجنة تنظيم المنافسة التابعة لرابطة قسنطينة، من خلال مراسلة وجهتها إلى رابطة ما بين الجهات بعد يومين من انتهاء الموسم، وذلك كرد على مراسلة وصلتها من هيئة بولفعات، طلبت فيها وضعية شاملة ومفصلة لبطولة الفئات الشبانية.
تأكيد غياب أواسط «الحراكتة» عن 3 لقاءات من الموسم المنصرم، كان وراء طفو إشكال قانوني، خاصة بعد دخول فريق شبيبة سيق كطرف غير مباشر في هذه القضية، لأن إدارته راهنت كثيرا على هذه الورقة لقلب موازين القوى في معطيات حسابات السقوط، سيما في شطرها المقترن بأصحاب المركز 12 في الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال، على اعتبار أن تجسيد قرار معاقبة أكابر اتحاد عين البيضاء بخصم نقطة من الرصيد، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 62 من القوانين العامة للفاف (طبعة الهواة لسنة 2018)، يدحرج الاتحاد إلى الصف الأخير في ترتيب المجموعة الشرقية لبطولة ما بين الجهات، في إجراء له انعكاسات كبيرة على باقي الحسابات، من منطلق أن ذلك كان سيكلف شباب قايس خصم 6 نقاط من رصيده في الحسابات الفرعية الخاصة بالمفاضلة بين أصحاب المرتبة 12، طبقا لنص الفقرة 2 من المادة 69 من القوانين العامة.
مخرجات جلسة الفاف بخصوص الشبان كانت «الفيصل»
هذه المستجدات، بعثت سباقا عن بعد بين شباب قايس وشبيبة سيق من أجل تفادي السقوط، لكن بمعطيات على الورق، جعلت المعركة «إدارية»، بعدما كانت «القايسية» قد كسبوا الرهان ميدانيا، لأن رابطة قسنطينة الجهوية قد تنصلت من كامل المسؤولية، بإرسال نسخ من أرواق مباريات أواسط اتحاد عين البيضاء إلى رابطة ما بين الجهات، مما أبقى الملف قيد النظر على مستوى هذه الهيئة.
هذا، وقد عمدت رابطة ما بين الجهات إلى الاستناد إلى محضر جلسة العمل التي كان شرف الدين عمارة قد عقدها في أواخر عهدته مع رؤساء الرابطات الجهوية بتاريخ 10 مارس 2022، والتي كانت قد خصصت بالأساس لتشريح واقع بطولة الأصناف الشبانية على مستوى الرابطات الجهوية والولائية، وهي الجلسة التي كانت قد دفعت برئيس الفاف (آنذاك) إلى اتخاذ جملة من الإجراءات المخففة، والمتمثلة أساسا في العودة إلى تطبيق نص المادة 52 من القوانين العامة للفاف الخاصة بالشبان (طبعة 2015)، والذي يلزم الرابطات بالاكتفاء بفرض غرامات مالية بقيمة 4 ملايين سنتيم على كل فريق نظير كل غياب غير مبرر، مع إلغاء نص التعليمة الفيدرالية رقم 1297 الصادرة في 27 ديسمبر 2019، والتي تعاقب الغيابات الثلاثة لكل صنف بخصم نقطة من رصيد الأكابر، وهو الإجراء الذي تم اللجوء إليه كنتيجة حتمية لعدم قدرة بعض الأندية على ضمان حضورها في البطولة، فضلا عن توقف بطولة الشبان في رابطات جهوية أخرى، كما هو الحال بالنسبة لرابطة عنابة التي اقتصرت فيها المنافسة على مرحلة الذهاب.
من هذا المنطلق، فقد قررت رابطة ما بين الجهات عدم الأخذ في الحسبان قضية شبان اتحاد عين البيضاء، وترسيم سلم الترتيب في الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال وفق ما خلفته المنافسة الميدانية، ليبطل بذلك مفعول الملف الذي طرحته إدارة شبيبة سيق، والذي كان مبنيا بالأساس على بعض قضايا بطولة الشبان في رابطة قسنطينة الجهوية، دون امتداد الوضعية إلى باقي الرابطات.
تعليمة فيدرالية تضع دفـاع تاجنانت ضمن قائمة النازلين
على صعيد آخر، أصرت رابطة ما بين الجهات على إدراج دفاع تاجنانت ضمن القائمة الرسمية للنوادي، التي كان مصيرها السقوط من قسم ما بين الرابطات، وذلك رغم التحفظ الذي كانت قد تلقته من بعض رؤساء النوادي، والذين كانوا قد طالبوا من خلالها بشطب «الدياربيتي» من هذه القائمة، على اعتبار أنه انسحب من المنافسة دون أن يشارك في أي لقاء، وترسيم انسحابه كان في الجولة الثالثة، بسبب إشكالية عدم حصوله على الاجازات، تنفيذا لقرار الغرفة الفدرالية للمنازعات.
وأشارت الرابطة إلى أن نص المادة 71 من القوانين العامة للفاف، والذي يتحدث عن إعفاء الفريق الذي ينسحب من المنافسة بصورة آلية من القائمة الرسمية للنازلين في نهاية الموسم لم يعد ساري المفعول، وذلك في وجود تعليمة فيدرالية تحمل رقم 20، صدارة عن الفاف بتاريخ 05 جانفي 2020 تلزم الرابطات بضم كل ناد يكون مصيره السقوط بقرار إداري إلى الحسابات المتعلقة بنزول في نهاية كل موسم، وهي التعليمة التي كانت قد دخلت حيز التطبيق منذ موسمين.
«كوطة» قياسية للسقوط من الشمال بـ 18 ضحية
على هذا الأساس، فقد عمدت الرابطة إلى تطبيق كيفيات الصعود والسقوط التي تضمنتها مخرجات الجمعية العامة للفاف، بعد دورتها الاستثنائية المنعقدة في نوفمبر 2021، والتي بموجبها تم تحديد «كوطة» النزول من الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال ما بين 16 و 18 فريقا، سيما بعد التراجع في آخر لحظة عن تنظيم لقاءات «السد» في الجهوي، ومنح كل رابطة تذكرتين للصعود، مما رفع من حصيلة السقوط من الجهوي بسبع ضحايا إضافيين.
ولعل ما جعل القائمة تبلغ أعلى مستوياتها نجاح ممثلي الجنوب في الرابطة الثانية في تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات، خاصة اتحاد ورقلة في مجموعة الشرق، مقابل تحقيق مولودية البيض صعودا تاريخيا إلى الرابطة المحترفة، وهي المخلفات التي كان لها انعكاس على حسابات السقوط الخاصة بالقاعدة الشمالية، وذلك باعتماد النزول الأوتوماتيكي لرباعي المؤخرة من كل فوج، إضافة إلى الثنائي الأسوأ من أصحاب المرتبة 12.
هذا، وقد تم إتباع حسابات المفاضلة بين الرباعي شباب حي موسى (35 نقطة)، شباب قايس (39 نقطة)، شبيبة سيق (40 نقطة) واتحاد البليدة (43 نقطة)، بسبب تواجد 15 فريقا في فوج «وسط - شرق»، الأمر الذي استوجب اللجوء إلى ضمان التوازن في تركيبة المجمعات، مع صرف النظر عن فكرة احتساب المعامل، وما هو منصوص عليه في الفقرة 2 من المادة 69 خدم مصلحة «القايسية» بمعجزة امتد مفعولها حتى إلى بطولات الأصناف الشبانية، لأن هذا النص القانوني يلغي نتائج كل فريق مع صاحب المؤخرة في مجموعته، لتكون نتائج هذا الإجراء القانوني، خصم نقطتين من رصيد قايس، و4 نقاط من رصيد سيق، مقابل 6نقاط من رصيد البليدة، الأمر الذي كان وراء نجاة شباب قايس من شبح السقوط، مع إرغام شبيبة سيق على مرافقة شباب حي موسى، لأن أبناء «الفيلاج» كانوا الحلقة الأضعف في حسابات المفاضلة.
ص/ ف

الرجوع إلى الأعلى