أبدى مدرب شباب ميلة عبد الحق بوقرة الكثير من التفاؤل، بخصوص مستقبل الفريق في قسم ما بين الرابطات، وأكد بأن مؤشرات تأدية موسم ناجح لاحت في الأفق من خلال التحضيرات التي تجريها "السيبيام".

بوقرة، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن التعداد تغيّر بنسبة كبيرة مقارنة بالموسم الفارط، وأن التجربة القاسية التي مر بها الشباب تبقى بمثابة الدرس الذي يحتم على المسيرين استخلاص العبر، ليخلص على التأكيد على أن ضمان البقاء بكل أريحية يبقى الهدف المسطر، دون رفع عارضة الطموحات عاليا، في وجود الكثير من العقبات، انطلاقا من الملعب وصولا إلى نقص الامكانيات.
في البداية، ما تقييمكم للتحضيرات التي يجريها الفريق تحسبا للموسم القادم؟
الحقيقة أن أغلب فرق ما بين الرابطات وجدت صعوبة كبيرة في مباشرة التحضيرات، لأن مشكل التمويل يبقى القاسم المشترك بينها، لكن الوضعية متفاوتة من فريق لآخر، وشباب ميلة كان على عتبة الانسحاب النهائي لولا تدخل بعض العقلاء، والذين نجحوا في إقناع الرئيس صابر بن حمادة في مواصلة مهامه، في قرار كان عبارة عن منفذ أخرج "السيبيام" من دوامة، ولو أن هذه القضية كانت قد تسببت في تأخير موعد الشروع في التحضيرات، ومع ذلك فإنني وبصفتي المسؤول الأول على العارضة الفنية جد مرتاح للعمل المنجز، والذي مكّن التشكيلة من بلوغ نسبة تقارب 70 بالمئة من درجة الجاهزية.
نفهم من هذا الكلام أن الأمور تحسنت داخل الفريق، وأنكم متفائلون بتأدية موسم أفضل؟
ما عاشه شباب ميلة خلال الموسم الماضي يبقى عبارة عن تجربة جد قاسية، لأن الفريق كان من أكبر المهددين بالسقوط إلى الجهوي، وتدخل بن حمادة في مرحلة الإياب في ثوب رجل الانقاذ كان كافيا لتحقيق "معجزة" البقاء، بعد "سيناريو" دراماتيكي أجبرنا على الانتظار إلى آخر لحظة من عمر البطولة لترسيم "النجاة"، وهذا كله كان بسبب الأزمة الإدارية، لكن استخلاص الدرس كان بموافقة الرئيس على مواصلة مهامه لموسم آخر، لأن هذا القرار حال دون العودة لتفعيل نفس "الأسطوانة"، والاستقرار الإداري سمح لنا بإجراء تحضيرات تتماشى والطموحات، لأن الشباب لا يستحق السقوط إلى الجهوي.
وماذا عن البرنامج المسطر في المرحلة المتبقية من التحضيرات؟
الأكيد أن قرار تأجيل موعد انطلاق بطولة الوطني الثالث بأسبوع خدم كل الأندية، ومنح فرصة لجميع المدربين من أجل مواصلة التحضير، في ظل التأخر الكبير المسجل، مادامت هناك بعض الفرق لم تباشر التدريبات سوى منذ أسبوع، ولو أن شباب ميلة شذ عن المألوف، بالمقارنة مع الظروف التي كان قد مر بها الموسم المنصرم، وسندخل المنافسة الرسمية بعد شهر من التحضيرات، والبرنامج الذي كنا قد سطرناه تجسد بنسبة كبيرة جدا، خاصة ما يتعلق بالتربص المغلق الذي أجريناه لمدة أسبوع، والذي مكننا من تحقيق المبتغى، لأن التركيز فيه كان على الجانب البدني، وقد خرجنا من هذه المرحلة المهمة بنتائج جد إيجابية، في ظل عدم تعرض أي لاعب لإصابات، والآن نحن بصدد خفض ريتم العمل، مع التوجه أكثر نحو الجانب التقني والتكتيكي، حيث خضنا مقابلتين وديتين مع شباب حي موسى ووداد زيغود يوسف، وقرار تأخير موعد انطلاق البطولة جعلنا نبرمج لقاء رد الزيارة مع "الوازي"، ليوم غد الخميس، على أن ندخل أجواء التحضير للمباراة الرسمية الأولى، والتي ستكون بقالمة أمام نصر الفجوج.
وما هي نظرتكم الأولية لمستوى البطولة وطموحات الشباب؟
بطولة الوطني الثالث في مجموعة الشرق صعبة للغاية، في وجود الكثير من الأندية التي اعتادت على اللعب في مستويات أعلى، دون تجاهل طابع "الديربي" الذي تكتسيه أغلب المواجهات، فضلا عن عودة الأنصار إلى المدرجات، وما لذلك من مفعول على سير المباريات، وعليه فإن التنافس سيكون على أشده من أجل اقتطاع تأشيرة الصعود، دون التقليل من الندية الكبيرة التي تعرفها المنافسة في سباق "النجاة"، والدليل على ذلك "السيناريو" الذي عرفته البطولة في نهاية الموسم الماضي، مادامت الحسابات تمتد إلى أفواج أخرى لضبط القائمة الرسمية للنازلين، والمعطيات الأولية تقلص عدد المتدحرجين إلى الجهوي من كل فوج إلى 3 على أقصى تقدير، وهذا ما جعلنا نسطر هدفا لا يخرج عن نطاق ضمان البقاء بكل أريحية، الخروج مبكرا من منطقة الخطر، لأننا لا نتوفر على الإمكانيات المادية التي تسمح بالتنافس على الصعود، والوضع أصبح شاملا بالنسبة لفرق ولاية ميلة، كما أن "السيبيام" تعاني هذا الموسم من مشكل الملعب، لأن الأشغال تبقى متواصلة لإعادة تهيئة ملعب بلعيد بلقاسم، والاستقبال برجاص سيصعب أكثر من مهمتنا في النصف الأول من البطولة.
حاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى