اعتبر مدرب ترجي قالمة السعيد مرزوق، الفوز المحقق قبل أيام على حساب شباب ميلة، بمثابة جرعة أوكسجين أخرجت الفريق نسبيا من منطقة الجاذبية، ولو أنه أكد بالمقابل بأن الوضعية الراهنة تحتم على كل أفراد أسرة النادي التجند، والوقوف إلى جانب التشكيلة في هذه الفريق الحساسة، لأننا ـ كما قال ـ "لم نضمن البقاء بعد، ومازلنا بحاجة إلى 3 انتصارات، للاطمئنان رسميا على مكانة الترجي في قسم الهواة الموسم القادم".
واعترف مرزوق بأن الأزمة الإدارية التي يعيش على وقعها "السرب الأسود" ألقت بظلالها على الأجواء السائدة وسط المجموعة، وصرح في هذا الشأن قائلا: " الجميع يعلم بأن ترجي قالمة يمر بظروف صعبة منذ أزيد من 3 أشهر، لكن هذه الأزمة بلغت الذروة بعد استقالة الرئيس شرقي، لأن هذا القرار جعل النادي يعيش على وقع فراغ إداري، وحتى بعد تدخل مديرية الشباب والرياضة لم يكن هناك حل ميداني بخصوص الوعود المقدمة للاعبين، لأن ممثل الوصاية كان في وقت سابق قد وعد بتسوية شطر من المستحقات العالقة قبل حلول شهر رمضان، إلا أن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد، وجوهر الإشكال مقترن أساسا بالجانب المالي، مما أدخلنا في دوامة، لأن اللاعبين ما فتئوا يطرحون انشغالهم، لكن غياب رئيس منتخب أبقى الأوضاع عالقة".
من هذا المنطلق، أكد محدثنا بأن مطالب اللاعبين كان لها تأثير مباشر على الجو السائد وسط المجموعة، إلى درجة أن التحضير للمباريات الرسمية أصبح يرتكز بالأساس على الوعود المقدمة من طرف بعض الجهات، موازاة مع تحرك بعض الغيورين سعيا لتوفير الأموال الموجهة لتسديد المنح، رغم أننا ـ كما قال ـ "نحاول تحسيس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، من خلال الإلحاح على ضرورة وضع مصلحة الفريق في المقام الأول، والعمل على إنقاذ الترجي من شبح السقوط إلى الجهوي، مقابل الاعتراف بشرعية المطالب المقترنة بالمستحقات المالية".
وفي رده عن سؤال بشأن وضعية الترجي في معادلة السقوط، استطرد مرزوق قائلا: "الفوز المحقق على حساب شباب ميلة خلصنا من ضغط رهيب، لأن الوضعية بلغت المنطقة الحمراء، والتعثر أصبح ممنوعا داخل الديار، لكن تخوفنا كان كبيرا من تأثير الأزمة الإدارية على تركيز اللاعبين، في ظل عدم القدرة على تسوية مستحقاتهم العالقة، وهذا الانتصار أعطانا الكثير من الأمل بتحقيق المبتغى، وتجسيد الهدف المسطر، خاصة وأننا نبتعد حاليا بفارق 5 نقاط عن أول النازلين، وهو هامش مناورة يبقي مصيرنا بأيدينا، شريطة عدم التنازل عن أي نقطة بقالمة خلال الجولات المتبقية، رغم أن المهمة صعبة، لأننا سنستقبل شباب قايس، الذي يصارع بدوره من أجل ضمان البقاء، وكذا ثنائي المقدمة مولودية باتنة واتحاد الفوبور، وهذه الرزنامة "الجهنمية"، تستوجب التفاف جميع الأطراف حول الفريق في المرحلة المتبقية من الموسم، لأن الحماية من نشاط "الكواليس" يبقى من أبرز مفاتيح النجاح، بالنظر إلى الدور الكبير الذي يلعبه التحكيم في تحديد نتائج المباريات، والدليل على ذلك أننا ضيعنا نقاطا كانت في المتناول بسبب الحكام، وكان ذلك في لقاءي زيغود يوسف والفجوج".
حاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى