تتجه أنظار متتبعي بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة زوال اليوم، صوب ملعب بركاني عمارة ببئر بوحوش، أين سيجرى "نهائي الصعود"، الذي سيجمع اتحاد سدراتة بضيفه أمل بئر بوحوش، حيث أن هوية البطل ستحددها آخر 90 دقيقة من الموسم، بصرف النظر عن "السيناريو" الذي سار على وقعه هذا اللقاء، وفصول برمجته، والتي أدركت محطتها الختامية، مما سيفسح المجال أمام أحد الطرفين لتحقيق انجاز غير مسبوق في مشواره، وهذا ببلوغ قسم ما بين الجهات لأول مرة في التاريخ.
هذه القمة كانت قد صنعت الحدث على مدار أسبوعين، لأنها كانت مبرمجة بسدراتة، إلا أنها لم تجر في موعدها الذي كان محددا، وذلك راجع لأسباب تنظيمية بحتة وما أعقبها من أحداث بين لاعبي ومسيري الفريقين، ليأخذ بعدها الملف بعدا آخر، امتدت أطواره على حلقات، سيما وأن رابطة عنابة الجهوية كانت قد قررت إعادة برمجة هذا اللقاء خارج ملعب سدراتة، مع الإبقاء عليه بإقليم ولاية سوق أهراس، ليقع بعدها الاختيار على مركب باجي مختار بعاصمة الولاية، وهو الاختيار الذي كان بالتشاور مع السلطات المحلية، وقد تم اتخاذ كافة الترتيبات الخاصة بتنظيم هذه المواجهة، قبل أن تصدر اللجنة الفيدرالية للطعون قرارا يقضي بمنح حق اختيار الملعب لفريق سدراتة، وهذا بعد دراستها للطعن الذي تقدمت به إدارة اتحاد سدراتة في قرار رابطة عنابة، عند برمجة المباراة بمركب باجي مختار.
على هذا الأساس، فإن تحويل المقابلة إلى ملعب بركاني عمارة ببئر بوحوش، جاء بعد أخذ ورد، لكن هذا الاجراء كفيل بوضع نقطة النهاية لهذا المسلسل، الذي أبقى "هوية" بطل رابطة عنابة للموسم الجاري مجهولة إلى إشعار آخر، سيما وأن كل المؤشرات الأولية، توحي باتخاذ كل الأطراف التدابير التنظيمية الكفيلة بضمان سير هذا اللقاء في أحسن الظروف، انطلاقا من حملة التنظيف الواسعة التي أطلقتها بلدية بر بوحوش لتنظيف محيط الملعب، وذلك بمساهمة كبيرة من أنصار سدراتة، مرورا بهيكلة أنصار الفريقين، وحملات التوعية والتحسيس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وصولا إلى وقوف السلطات المحلية لكل ولاية على التحضيرات الجيدة لكل فريق، لأن والي سوق أهراس عبد الكريم زيناي كانت له جلسة مع لاعبي ومسيري اتحاد سدراتة، والأمر ذاته كان لوالي عنابة جمال الدين بريمي مع فريق اتحاد بوخضرة، على هامش حصة تدريبية بملحق ملعب 19 ماي، مما يعني بأن الانشغال أصبح منحصرا في الصراع الميداني، مع الطي النهائي لصفحة ما حدث قبل أسبوعين.
موقعة اليوم، ستكون بحسابات مكشوفة، لأن اتحاد سدراتة يراهن على أفضلية الأرض والجمهور، بحثا عن تأشيرة الصعود، وتجسيد حلم انتظره أبناء "المايدة" على مدار 87 سنة، لكن النجاح في تحقيق هذا المبتغى يمر عبر شرط أساسي، ينحصر في تجاوز عقبة اتحاد بوخضرة بفارق لا يقل عن هدفين، لأن حسابات الفقرة 1 من المادة 69 من القوانين العامة للفاف، لا تخدم مصلحة فريق سدراتة في حالة التساوي في الرصيد النقطي الإجمالي، لأن الانتصار بفارق هدف واحد يستوجب الاحتكام إلى فارق الأهداف الاجمالي لمرحلة الذهاب، والذي يمنح الأفضلية لبوخضرة برصيد (+26)، مقابل (+14) لسدراتة، وعليه فإن تشكيلة المدرب بوعصيدة، سترمي بكامل ثقلها في الهجوم سعيا لهز الشباك مبكرا، خاصة وأنها لم تفرط في أي نقطة داخل الديار منذ بداية المشوار، فضلا عن سيرها بريتم منتظم على وقع الانتصارات المتتالية على امتداد 7 مباريات متتالية، دون تذوق طعم الهزيمة طيلة النصف الثاني من الموسم، مع إهدار 4 نقاط فقط في مرحلة الإياب، بتعادلين أحدهما بالقالة والآخر بهيليوبوليس.
من الجهة المقابلة، فإن اتحاد بوخضرة سيدخل هذا "النهائي"، بحسابات تمنحه أفضلية على الورق، لكن شريطة توخي الحيطة والحذر فوق المستطيل الأخضر، لأن الفريق لم تعد تفصله سوى 90 دقيقة عن انجاز تاريخي، وتجسيد حلم الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، يتطلب إما الخروج بنتيجة إيجابية من هذا اللقاء، أو حتى الانهزام بفارق هدف واحد، وهي الحسابات الكفيلة بفرض ضغط على المنافس، غير أن موازين القوى قد تنقلب وفق "السيناريو" الذي تسير على وقع أطوار هذه المواجهة الفاصلة، سيما وأن اتحاد بوخضرة لم ينهزم سوى مرة واحدة منذ بداية الموسم، وكانت قبل جولتين في نفس الملعب، على يد اتحاد بئر بوحوش، بثلاثية نظيفة، مما يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، مع إثارة كبيرة بين اللاعبين، بحثا عن كتابة الأسماء بأحرف من ذهب، في الوقت الذي تبقى فيه "أوركيسترا المدرجات"، كفيلة بسرقة الأضواء، لأن هذا اللقاء، وبالنظر إلى أهميته البالغة خطف اهتمام المتتبعين، حتى من خارج إقليم رابطة عنابة الجهوية، والهيئة الوصية أحالت قضية تعيين طاقم التحكيم إلى الفاف.
صالح / ف

الرجوع إلى الأعلى