* حافظنا على سمعة النادي ولم نتورط في أي مخطط  «لا ريــاضي»
لمّح رئيس جمعية عين كرشة العربي العمري إلى الاستقالة من منصبه بعد عقد الجمعية العامة خلال الأسابيع القليلة القادمة، وأعرب عن نواياه الجادة في تسليم مشعل تسيير النادي لمن يرغب في تحمل مسؤولية إدارة شؤون الفريق.
وأكد العمري في حوار خص به النصر، بأن «لاجيباك» أصبحت من الزبائن التقليديين لبطولة ما بين الجهات، لكن إرث الديون المتراكمة دفع به إلى التفكير في رمي المنشفة، كما تحدث أيضا عن أنجح موسم للفريق في هذا القسم، وأمور أخرى..
ما تقييمكم للمشوار الذي أداه الفريق في بطولة ما بين الجهات، خاصة بعد ضمان البقاء بأريحية؟
لن أبالغ إذا قلت بأننا أدينا أنجح موسم لجمعية عين كرشة في هذا القسم، بعد الصيغة الجديدة للمنافسة التي دخلت حيز التطبيق في فيفري 2021، لأن فريقنا نجا من السقوط إلى الجهوي بعد مخاض عسير لموسمين متتاليين، لكن الأمور سارت في اتجاه معاكس هذه المرة، ونجحنا إلى حد كبير في استنساخ «سيناريو» تجربة الصعود، وكان ذلك في مرحلة الذهاب من البطولة، بتسجيل نتائج جد إيجابية، وضعتنا ضمن كوكبة المطاردة، قبل أن يكون التراجع في النصف الثاني من المشوار، وهذا راجع لعدة عوامل.
نفهم من هذا الكلام بأنكم كنتم تراهنون على التنافس على ورقة الصعود؟
كلا... لا يمكن أن نفكر في الصعود، لأننا لا نتوفر على مقومات اللعب في الوطني الثاني، انطلاقا من محدودية الإمكانيات المادية، مرورا بإشكالية الملعب، ووصولا إلى عدم القدرة على مسايرة ريتم المنافسة في هذا المستوى، لأن أندية الرابطة الثانية تخوض البطولة بسبعة أصناف شبانية إضافة إلى الأكابر، ونحن في عين كرشة في الظرف الراهن من المستحيل أن نستجيب لهذا المطلب القانوني، وعليه فإن النتائج المحققة في مرحلة الذهاب كانت ثمار العمل الجدي الذي قمنا به منذ انطلاق فترة التحضيرات، لأن المدرب بلشطر كان قد وافق على مواصلة العمل، الأمر الذي مكننا من ضمان الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، مع الاستثمار في النواة الأساسية التي تشكلت سابقا.
لكن الفريق تراجع كثيرا في الإياب، فما سبب ذلك؟
الهدف الذي سطرناه تمثل بالأساس في ضمان البقاء بكل أريحية، لأننا استخلصنا العبرة من دروس الموسمين الفارطين، لما تفادينا السقوط إلى الجهوي قبل موسمين، في آخر جولة، بينما كانت وضعيتنا أكثر تعقيدا الموسم الفارط، والجميع رهن كامل حظوظنا في «النجاة»، إلا أننا رفعنا التحدي، وكانت الانتفاضة في مرحلة الإياب كافية لتحقيق المبتغى، وهي الوضعيات التي حتمت علينا حفظ الدروس، والعمل على تجنب مثل هذه «السيناريوهات»، وقد ضبطنا حساباتنا في بداية مرحلة العودة على إنهاء المشوار في الوصافة، لكن مشاكل داخلية تسببت في تراجع نتائج الفريق.
هل من توضيح أكثـر بشأن المشاكل الداخلية ؟
بلغنا رصيد 37 نقطة بعد مباريات الجولة 23، وذلك بعد الفوز المحقق على حساب مولودية باتنة، وبعد تلك الجولة طالب اللاعبون بالشطر الثاني من علاوات الإمضاء، وقد وعدناهم بتسوية الوضعية في أقرب الآجال، غير أن بعض العناصر لم تقتنع بالوعود، فأصبحت الحصص التدريبية تشهد اضطرابات كثيرة، في وجود بعض المقاطعين، لتنفجر الأوضاع بعد الانتصار الذي حققناه في الجولة 25 أمام فرفوس بئر العاتر، لأننا منحنا كل لاعب شطرا من مستحقاته العالقة وفق الإمكانيات المتاحة، سيما وأن الجميع على دراية بأن الفريق لم يتحصل على أي إعانة في الفترة الحالية، وهو الإجراء الذي جعل مجموعة من اللاعبين تقرر المقاطعة، فكانت عواقب ذلك المراهنة على أبناء المنطقة، وكذا بعض اللاعبين الذي أثبتوا وفاءهم للفريق، مع الاكتفاء بالحصول على نقطتين فقط، في آخر 5 مباريات.
وماذا عن «سيناريو» المقابلة الأخيرة والاتهامات التي وجهت لكم؟
بالنسبة لنا المباراة الختامية كانت شكلية، لأن الضيف ترجي قالمة كان قد ضمن البقاء قبل تلك المواجهة، والنتيجة لم يكن لها أي تأثير على الفريقين، لكن ارتباط أطراف أخرى بحسابات رصيد 37 نقطة، فتح باب التأويلات على مصراعيه، إلا أننا لم نقدم هدية لأي أحد، ولعبنا بالتعداد الذي شارك في الجولات الخمسة الأخيرة من البطولة، دون الدخول في متاهة الحسابات، وهناك من تجرأ حتى على الحديث عن ضلوعنا في مخطط «لارياضي» للتنازل عن النقاط لصالح ترجي قالمة، من خلال عدم إحضار الطبيب أو سيارة الإسعاف، لكننا كإدارة حافظنا على سمعة فريقنا، وطالبنا اللاعبين بضرورة الخروج بنتيجة إيجابية تبعدنا عن كل «الشبهات»، فكان التعادل منطقيا إلى أبعد الحدود، لأننا لم نفز منذ الجولة 25.
وكيف ترى مستقبل الفريق في قسم ما بين الرّابطات؟
لقد استقبلنا ضيوفنا خارج الديار طيلة موسم كامل، رغم أننا لم نحس إطلاقا بأننا غرباء في ملعب هنشير تومغني، وانتهاء أشغال تجديد أرضية ملعب عين كرشة يسمح للفريق بالعودة إلى معقله، غير أن جوهر الإشكال يكمن في الجانب المادي، لأن مؤشر الديون المتراكمة يلامس عتبة 2 مليار سنتيم، وإعانة البلدية يتم ضخها مع انطلاق الموسم الجديد، مما يعني بأن تسديد الديون لن يكون سهلا، مادامت حصة الأسد من هذه الإعانة ستخصص لترتيب البيت وضمان الانطلاقة من جديد، وقد عايشت هذا «السيناريو» لمدة 5 مواسم، فحققت الصعود مرتين، لكن بقاء دار لقمان على حالها جرني إلى التفكير بجدية في الاستقالة.
حــاوره: صالح فرطاس

الرجوع إلى الأعلى