حسابات معقدة في صراع مغاربي على تأشيرة التأهل
كان ممثلا الكرة الجزائرية في النسخة 22 لدوري أبطال إفريقيا وفاق سطيف ومولودية العاصمة من أكبر الخاسرين من مخلفات الجولة الخامسة لدور المجموعات، بعد اكتفاء «النسر الأسود» بالتعادل داخل الديار، وعودة «الشناوة» بأياد فارغة من الأراضي المغربية، الأمر الذي جعل المواجهة المباشرة بين الفريقين في الجولة الأخيرة حاسمة وفاصلة، لكن نتيجتها قد تعبد الطريق أمام الدفاع الحسيني الجديدي للمرور إلى ربع النهائي في 3 حالات من بين الاحتمالات التسعة الواردة.
وعادت الحسابات المتعلقة بالتأشيرة الثانية في الفوج الثاني إلى نقطة الصفر، عقب تعثر وفاق سطيف بملعبه مع نادي مازامبي من الكونغو الديمقراطية، لأن «السطايفية» خسروا نقطتين ثمينتين في أهم منعرج، ولو أن هذه النتيجة كانت محفزة لعناصر الدفاع الحسني الجديدي المغربي باستعادة بصيص من الأمل في القدرة على التواجد في ربع النهائي، فكانت عواقب ذلك فوز أبناء «الجديدة» على مولودية العاصمة بثنائية نظيفة، ليبرم الثلاثي المغاربي عقد شراكة في مركز الوصافة برصيد 5 نقاط، مع ترسيم نادي مازامبي تأهله في صدارة الفوج.
هذه الوضعية تلقي بظلالها على حسابات الجولة السادسة والأخيرة المقررة يوم 28 أوت الجاري، لكن المعطيات تختلف من طرف إلى آخر، ومصير مولودية العاصمة لم يعد بأرجل لاعبيها، بدليل أن الفوز في «الديربي» على وفاق سطيف ليس كافيا لضمان التأهل، بل أن «الشناوة» مضطرون لرفع شعار «الانتصار والانتظار»، مادام مصيرهم مقترن بنتيجة الدفاع الجديدي في سفريته إلى لومامباشي، عند نزوله في ضيافة مازامبي.
بالموازاة مع ذلك، فإن «النسر» السطايفي سيلعب مصيره بأرجل عناصره، ويكفيه الفوز لترسيم التأهل، دون انتظار نتيجة المقابلة الثانية لهذه المجموعة، لأن حسابات الفقرة 20 من الفصل 3 من قانون منافسة دوري أبطال إفريقيا المعدل في فيفري 2018 تأخذ بعين الاعتبار النقاط المحصل عليها في المواجهات المباشرة بين فريقين كمعيار أساسي للفصل في حالات التساوي في الرصيد، عند الترتيب النهائي، وهو الجانب الذي يخدم وفاق سطيف أكثر من مولودية العاصمة.
إلى ذلك، فإن الفقرة 21 من نفس الفصل قد تجبر ممثلي الكرة الجزائرية على وضع اليد في اليد، وتجرع مرارة الاقصاء سويا من هذه المنافسة، وهذا في حال انتهاء القمة التي ستجمعهما دون فائز، مع نجاح الدفاع الحسني الجديدي في العودة بالتعادل من الأراضي الكونغولية، لأن الفصل في هوية المتأهل يكون في هذه الحالة باحتساب فارق الأهداف المحقق في اللقاءات المباشرة بين الفرق الثلاثة، والأفضلية من نصيب ممثل الكرة المغربية ب (+1)، بعد تفوقه على مولودية العاصمة بفارق هدفين، ولو أن هذا الاحتمال سيكون امتدادا للحالة المتعلقة بفوز الدفاع الجديدي في لومامباشي وانتهاء «الديربي» الجزائري دون فائز.
الصراع المغاربي على التذكرة الثانية في الفوج الثاني يضمن للكرة العربية مقعدا خامسا في ربع النهائي، لأن «العرب» أحكموا سيطرتهم المطلقة على مجريات المنافسة، بحجز مسبق لأربعة مقاعد، على اعتبار أن الترجي التونسي والأهلي المصري حسما الأمور في المجموعة الأولى، بتقسامهما الصدارة برصيد 10 نقاط، في حين أن حامل اللقب الوداد البيضاوي المغربي ضمن تأهله في صدارة الفوج الثالث، وينتظر التعرف على مرافقه، وهو إما حوريا كوناكري الغيني أو ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي، وكذلك الحال بالنسبة للنجم الساحلي التونسي الذي اطمأن على ريادة المجموعة الرابعة.
  ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى