• بصمنا على أحسن موسم بميزانية لا تكفي حتى فريق في الجهوي
أعرب رئيس أمل بوسعادة شكيب أسامة بوعكاز، عن ارتياحه الكبير للنتائج التي سجلها فريقه فهذا الموسم، واعتبر ضمان البقاء بكل أريحية قبل 10 جولات من نهاية المشوار، بالمكسب الذي فاق كل التوقعات، رغم أنه دق ناقوس الخطر بخصوص الوضعية المالية، وأكد بأن مؤشر الديون في تصاعد مستمر من أسبوع لآخر.
بوعكاز، وفي حوار خص به النصر ظهيرة أمس، أشار إلى أن الثقة التي يضعها اللاعبون في الإدارة، كانت المفتاح الرئيسي الذي حال دون تفجير الأوضاع في بيت «البوسعادية»، غير أنه سارع إلى التلويح بالاستقالة، وأكد بأن رحيله في نهاية الموسم أمر لا نقاش فيه، مع جزمه بأن مستقبل النادي يكتنفه، الكثير من الغموض بداية الموسم القادم بسبب إشكالية التمويل.
• هل لنا أن نعرف جديد الفريق، في ظل الأزمة التي طفت مؤخرا على السطح؟
أمور أمل بوسعادة تسير بصورة عادية، ولا وجود لأي مشكل بين اللاعبين والطاقم المسير، لأننا اقتنعنا بضرورة مواصلة المشوار بنفس الريتم، في غياب الدعم المادي من مختلف الهيئات، وعليه فإنني استغل هذه الفرصة، لأفند كل ما تم تداوله بخصوص مقاطعة اللاعبين للتدريبات، وتلويحهم بالدخول في إضراب بسبب عدم تلقي المستحقات، لأن هذه الإشكالية طرحت فعلا في جلسة عمل، لكن الوعود التي قدمها مسؤولو البلدية والدائرة للاعبين، لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، وإدارة النادي عملت كل ما في وسعها لتسوية شطر من مستحقات اللاعبين، لأنه من غير المعقول أن لا يتلقى لاعب ينشط في الرابطة المحترفة الثانية، رواتبه منذ بداية الموسم.
•نفهم من كلامكم بأنكم عملتم على احتواء الأزمة وتفادي الإضراب؟
الحديث عن الأزمة المالية، بدأ منذ شروعنا في العمل خلال الصائفة الفارطة، لأن النادي لم يتحصل سوى على إعانات بقيمة إجمالية لم تتجاوز 2 مليار سنتيم، منها 1,5 مليار سنتيم من الولاية و500 مليون سنتيم من ميزانية البلدية، والتي كانت قد رصدت السنة الفارطة، في انتظار حصة النادي من الدعم، الذي ستقدمه الولاية للفرق الرياضية بعد مبادرة «التيليطون» المنظمة مؤخرا، والتي كانت قيمتها الإجمالية أقل من ملياري سنتيم، وعليه فإن لغة الأرقام تكشف بأن أمل بوسعادة، يبقى أضعف فريق في الرابطة المحترفة من الناحية المادية، لأن الإعانات المحصل عليها، لا تكفي لتغطية مصاريف فريق يلعب ورقة الصعود في الجهوي الأول، ومع ذلك فإننا نجحنا في الإبقاء على القطار على السكة، وتجنب الإضرابات التي تنعكس بالسلب على وضعية الفريق، رغم اعترافنا بشرعية مطالب اللاعبين، إلا أن الثقة المتبادلة كان سر النجاح.
•وماذا عن الوضعية الراهنة، سيما بعد ضمان البقاء؟
التدريبات تجري بصورة عادية، وقد خاض الفريق مباراة ودية يوم الثلاثاء الفارط أمام شباب أولاد جلال، وبعدها قرر الطاقم الفني منح اللاعبين راحة تمتد إلى يوم غد الأحد، لأننا قررنا مواصلة المشوار بتعداد مكتمل، مع السعي لضم بعض العناصر الشابة، ومنحها الفرصة للاحتكاك بأجواء المنافسة الرسمية، كما أن اللاعبين ملزمون باحترام بنود العقود التي تربطهم بالفريق، بصرف النظر عن الثقة الكبيرة التي اكتسبوها في أوساط الأنصار، لأن الجميع يعلم بأن إشكالية المستحقات مطروحة بحدة، لكن الأمور داخل الفريق تسير دون أي انسداد بين اللاعبين واللجنة المسيرة، مادامت الرؤية واضحة، والكتلة الشهرية للأجور تلامس عتبة 800 مليون سنتيم، غير أن النادي لم يستفد سوى من 2 مليار سنتيم كإعانات.
•وكيف ترى مستقبل الفريق في ظل هذه الأزمة؟
الأكيد أن أمل بوسعادة أدى واحدا من أحسن المواسم له في الرابطة المحترفة الثانية، لأننا كنا قد سطرنا ضمان البقاء كهدف رئيسي للموسم، وذلك بمراعاة الجانب المادي، وعدم توفر الأموال التي تسمح لنا بالرفع من عارضة الطموحات، رغم أننا نتوفر على تعداد ثري، كان باستطاعته التنافس على إحدى تأشيرات الصعود، لو حظي بالدعم اللازم، والاطمئنان مبكرا على مقعد الفريق في الرابطة المحترفة الثانية، يبقى بمثابة المكسب الذي يحتاج إلى تثمين، لأن الأمل اعتاد في المواسم المنصرمة على انتظار الجولات الأخيرة لترسيم بقائه، رغم أنه لا يوجد أي مجال للمقارنة بخصوص الحصيلة المالية، ومصاريف الموسم الواحد في السنوات الماضية، لم تكن لتقل عن 14 مليار سنتيم، الأمر الذي يجعل الكثير من التساؤلات مطروحة، بخصوص تقليص حجم الدعم المادي هذا الموسم.
•وماذا عن الديون والكيفية التي ستتعاملون بها لتسوية المستحقات وتفادي عقوبة المنع من الاستقدامات؟
الحديث عن هذه القضية أمر سابق لأوانه، لأننا بصدد التفكير في الكيفية التي تسمح لنا بضمان إنهاء الموسم الجاري دون أي إشكال، على أمل النجاح في تسوية الحصة الأكبر من مستحقات اللاعبين، لأننا ملزمون أيضا بالوفاء بتعهداتنا تجاه اللاعبين، الذين دافعوا عن ألوان الأمل بجدية، وجوهر القضية يكمن في عدم قدرة مسؤولي البلدية والدائرة على تجسيد الوعود، التي كانوا قد تقدموا بها بخصوص رصد إعانات تسمح بتسديد رواتب شهرين، ولو أن تجربتي الأولى كرئيس للنادي مكنتني من الوقوف على الكثير من النقاط، لأن أمل بوسعادة دخل عالم الاحتراف بعد تأسيس الشركة الرياضية «سيدي تامر»، تماشيا مع توصيات الفاف، إلا أن هذه الشركة ظلت مفلسة، وكانت مجرد إجراء إداري تم استكماله، وعليه فإن استقالتي في نهاية هذا الموسم لا  نقاش فيها، لأنني حقيقة أصغر رئيس في أندية الرابطة المحترفة، لكن الوضعية لا تسمح لي بمواصلة المهام، مادامت كل المؤشرات توحي بالصعوبة، التي سيجدها أمل بوسعادة في الانخراط في البطولة الموسم القادم، فضلا عن قرارات غرفة المنازعات بخصوص المستحقات العالقة للاعبين، وهذه مشاكل متشعبة، لن يكون من السهل التخلص منها.
حاوره: ص . فرطــاس / م . مــداني

الرجوع إلى الأعلى