أبقت بطولة الرابطة المحترفة الأولى، على هوية الثالث النازل إلى الدرجة الثانية مجهولة إلى غاية جولة اسدال الستار، بتواجد 6 فرق مازالت معنية بالحسابات، لكن بدرجات متفاوتة، في معادلة يمر حلها عبر ضم طرفين آخرين إلى الحسابات، وهما جمعية عين مليلة ونصر حسين داي، رغم أن هذا الثنائي ضمن رسميا البقاء في حظيرة «الكبار»، لأن رصيد 36 نقطة يعد بمثابة عتبة «النجاة» بالنسبة لكل الفرق، باستثناء مولودية بجاية، التي قد لا يكون هذا العدد من النقاط كافيا لاطمئنانها على تفادي العودة السريعة من حيث أتت، لأن مصير» الموب» لم يعد بأرجل لاعبيها، مادام الانتصار في سطيف، لا يعادل بالضرورة ترسيم البقاء.
نجاة دفاع تاجنانت وأولمبي المدية يتطلب معجزة
وبمراعاة رزنامة جولة إسدال الستار، يمكن القول بأن دفاع تاجنانت وأولمبي المدية قد حزما بنسبة كبيرة جدا الحقائب، تحسبا لسفرية نحو الرابطة المحترفة الثانية، لأن تشكيلة «الدياربيتي» تحوز على رصيد 31 نقطة، وستشد الرحال في المحطة الختامية إلى ملعب عمر حمادي ببولوغين لملاقاة نادي بارادو، ونجاح «التاجنانتية» في تكرار «سيناريو» الموسم الماضي، يبقى عبارة عن معجزة، تمر عبر شرطين من الضروري تجسيدهما معا، وإلا فإن «الدفاع» سيعود إلى الرابطة الثانية، بعد تجربة مع «الكبار» دامت 4 مواسم، وهما انهزام مولودية وهران داخل الديار وكذا مولودية بجاية في سطيف، لأن حسابات الفقرة 2 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف، لا تخدم دفاع تاجنانت في حال التساوي في الرصيد النقطي مع «الحمراوة» و»الموب» أو حتى أحد الفريقين، بعد اكتفائه بحصد نقطة واحدة أمام كل منافس.
وفي سياق متصل، فإن أولمبي المدية يبقى بمثابة الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، لأن أبناء «المعجزة» التي يحتاجها أبناء «التيطري» لضمان البقاء في الرابطة الأولى لرابع موسم تتطلب انهزام مولودية وهران ومولودية بجاية، مع فشل دفاع تاجنانت في الفوز على بارادو، وهي واحدة من الحالات «الاستثنائية» التي يصبح فيها رصيد 34 نقطة كافيا لضمان البقاء، رغم أن هذا الاحتمال مستبعد جدا، بعدما كان أولمبي المدية قد تفادى السقوط الموسم الماضي، في آخر جولة خارج الديار، حاله حال دفاع تاجنانت، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة.
«لاصام» عنصر «حيادي» والنصرية خارج منطقة الخطر
وبلغة الاحتمالات، فإن حل معادلة السقوط للموسم الجاري، تبقي 729 احتمالا قابلا للتجسيد ميدانيا، لأن الحسابات تضع أيضا نصر حسين داي وجمعية عين مليلة كأطراف في المعادلة، لكن كل فريق سيلعب دور «الحكم» فقط، دون أن يكون مصيره السقوط، ولو أن دائرة الاحتمالات اتسعت، بفسح المجال لحالات شبه مستحيلة، تخص كل من أولمبي المدية ودفاع تاجنانت، وهو الأمر الذي يخص 648 احتمالا، في حين أن الشطر المتبقي من قائمة الاحتمالات موجه بالأساس، للأندية التي قد تنهي موسمها برصيد 36 نقطة، بمجموع 81 احتمالا، تنطلق من انهزام النصرية و»لاصام»، وتمر عبر افتراق شباب بلوزداد واتحاد بلعباس على التعادل، لتصل إلى نجاح المولودية البجاوية ونظيرتها الوهرانية في إنهاء الموسم بفوز، ولو أن التحليل الدقيق لنتائج كل الاحتمالات، أثبت بأن جمعية عين مليلة تبقى عبارة عن عنصر «حيادي» في لغة أهل الاختصاص في الرياضيات، لأن نتائج أبناء «قريون» مع جميع المنافسين ليس لها أي تأثير على حسابات السقوط، وفي كل الحالات، الأمر الذي يقلص الاحتمالات «الفعلية» الخاصة برصيد 36 نقطة إلى 27 احتمالا، مقترنة بنتائج ثلاث مباريات، تجرى في ملاعب وهران، بلوزداد وسطيف، رغم أن نصر حسين داي ضمن البقاء بصفة رسمية، شأنه شأن جمعية عين مليلة، لأن حسابات المادة 80 من قوانين الفاف، تمنح «لاصام» 14 نقطة في البطولة المصغرة من باقي المنافسين، مقابل 13 نقطة لتشكيلة «النصرية».
نقطة النجاة قاسم مشترك في قمة «الكوزينة»
شاءت الصدف أن يكون ملعب 20 أوت ببلوزداد، أو «الكوزينة» كما يسمى، وللموسم الثاني على التوالي محكا للحسم في مصير السقوط، وذلك باحتضانه قمة واعدة، تجمع الشباب المحلي وضيفه اتحاد بلعباس، وهي المباراة التي تعد حاسمة في مستقبل الفريقين في حظيرة «الكبار»، بحكم تواجدهما في نفس المرتبة، برصيد 35 نقطة، لكن الحسابات تجعل سواء الشباب والاتحاد يبحث في هذه القمة على نقطة لترسيم «النجاة»، وعليه فإن التعادل سيسمح للفريقين معا بالاطمئنان على البقاء، مهما كانت نتائج باقي المباريات، لأن حسابات البطولة «المصغرة» تمنح أبناء «العقيبة» 12 نقطة، مقابل 14 نقطة لاتحاد بلعباس، بينما ستجبر أي نتيجة غير التعادل الفريق المنهزم، على انتظار نتيجتي «الموب» ومولودية وهران للتعرف على مصيره.
الحمراوة أمام خيار الفوز وكفى
إلى ذلك، فإن المولودية الوهرانية يبقى مصيرها بأرجل لاعبيها، مادام الفوز في الجولة الختامية، داخل الديار سيكون بوزن ترسيم البقاء، لأن «الحمراوة» مطالبون ببلوغ رصيد 36 نقطة للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وهو المطلب الذي يمر عبر النجاح في تخطي عقبة نصر حسين داي بسلام، على اعتبار أن نتائج أبناء «الباهية» مع كل الأندية المتواجدة، في دائرة الحسابات كانت جد إيجابية، والبطولة «السداسية» تمنح المولودية الوهرانية 16 نقطة، ولو أن تجنب السقوط قد يمر عبر حالات أخرى، انطلاقا من عدم قدرة مولودية بجاية على الفوز في سطيف، لأن هذا الاحتمال يفتح الباب حتى لتخفيض عتبة «النجاة» إلى 33 نقطة، في حالة وحيدة تخص مولودية وهران، شريطة انهزام «الموب»، وتعثر دفاع تاجنانت وأولمبي المدية.
«الموب» الحلقة الأضعف بشعار «الانتصار والانتظار»
على النقيض من ذلك، تعد مولودية بجاية الفريق الوحيد ضمن السداسي المعني بحسابات تفادي المركز 14، والذي لا يملك مصيره بأرجل لاعبيه، لأن نتائجه مع المنافسين المباشرين كانت جد متواضعة، واقتصرت على 9 نقاط، لتكون بذلك «الموب» الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، سواء مست دائرة الحسابات 6 أندية، أو أصبحت التركيبة خماسية، لأن إخراج جمعية عين مليلة من الاحتمالات، لن يكون له أي تأثير على وضعية المولودية البجاية.
من هذا المنطلق، فإن التشكيلة «البجاوية» تبقى مجبرة على رفع شعار «الانتصار والإنتظار» في جولة اسدال الستار، لأن العودة بالنقاط الثلاث من سطيف لن تكفي لترسيم البقاء، بل يبقى لزاما على «ليكراب» ترقب أغلى هدية، إما من ملعب 20 أوت ببلوزداد، بانتهاء اللقاء بفوز أحد الطرفين، وإما من «الباهية»، بفشل «الحمراوة» في الانتصار أمام «النهد»، وهما احتمالان لا ثالث لهما، مادام التساوي في الرصيد الاجمالي يخدم مصلحة مولودية وهران على حساب نظيرتها البجاوية.
قــراءة: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى