بلماضي يعتزم إلغاء مبيت - الخضر - في  السويس
عرفت الحصة التدريبية التي أجراها المنتخب الوطني عشية أمس بملعب بيتروسبورت بالقاهرة غياب الحارس ألكسندر أوكيدجة بسبب الآلام الخفيفة التي عاودته على مستوى الظهر، والتي دفعت بالطاقم الطبي إلى إعفائه من المشاركة في التدريبات الميدانية مع المجموعة، وإبقائه في الفندق للخضوع لبرنامج خاص، سيما وأنه كان قد عاد إلى أجواء التدريبات بصورة عادية مطلع هذا الأسبوع، وشارك في حصة الاسترجاع التي خاضتها العناصر الاحتياطية أول أمس.
كان أوكيدجة الغائب الوحيد عن تدريبات «الخضر» أمس، لأن باقي العناصر شاركت بصورة عادية، تحت إشراف المدرب بلماضي الذي قرر فتح الحصة أمام الاعلاميين لمدة 15 دقيقة، مع تمكينهم من الحديث مع بعض العناصر على مستوى المنطقة المختلطة، ولو أن الأجواء داخل المجموعة كانت جد رائعة، سيما وأن الناخب الوطني فضل الاحتفاظ بنفس الطريقة التي اعتاد عليها في التدريبات، من خلال اللجوء إلى نظام التدرب جماعيا منذ البداية، في أجواء تخلق نوعا من الحماس لدى اللاعبين، في ظل إصراره الدائم على التواجد مع المجموعة في عملية تبادل رمي الكرة دون إسقاطها على الأرض، وهي الطريقة التي تسمح دوما لبلماضي بالتواصل بسهولة كبيرة مع كامل التعداد. وبخصوص مباراة ربع النهائي ضد كوت ديفوار فقد قرر بلماضي التركيز أكثر في التحضير على الاسترجاع، في محاولة لتمكين اللاعبين من استعادة القدرات البدنية، لأن المنافسة بلغت مرحلة جد متقدمة، والمنتخب سيخوض ثاني مقابلة في ظرف 4 أيام، ببرمجة لا تختلف كثيرا عن تلك التي كانت في الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات، عندما واجه «الخضر» كينيا، وبعدها السنغال، في الوقت الذي أصر فيه بلماضي في حديثه أمس مع اللاعبين على ضرورة المحافظة على كامل التركيز والتوازن، لأن المنتخب ـ على حد قوله ـ « لم يحقق بعد الهدف المسطر، والمتمثل في بلوغ المربع الذهبي».
إلى ذلك فإن بلماضي لم يفصل بصفة نهائية في موعد تنقل المنتخب إلى السويس، رغم ان بعض الأخبار تحدثت عن إمكانية صرفه النظر عن فكرة إقامة التشكيلة الجزائرية في فندق ستيلا الذي اختارته لجنة التنظيم كمقر للإقامة بمدينة السويس، حجته في ذلك عدم توفر شروط الراحة التي تكفي لمحافظة اللاعبين على تركيزهم قبل خوض مواجهة هامة ومصيرية، في وجود عدد معتبر من السياح، وعليه فإن بلماضي يعتزم إلغاء الرحلة التي كانت مبرمجة عشية اليوم، رغم أن «الكاف» ضبطت برنامجا مبدئيا يسمح للمنتخب الجزائري باجراء حصة تدريبية بملعب السويس هذه الأمسية، والمعلومات الأولية تفيد بأن «الخضر» سيتدربون بملعب بيتروسبورت بضواحي القاهرة، على أن يكون التنقل إلى السويس يوم غد الخميس، في نفس يوم المباراة، كما فعله المنتخب الإيفواري في لقاء ثمن النهائي ضد مالي، حيث إلتحق مباشرة بالملعب قادما من القاهرة.
وسيتنقل بلماضي صبيحة اليوم إلى مدينة السويس رفقة أحد اللاعبين وكذا مسؤول الإعلام عميروش بن سليمان من أجل تنشيط ندوة صحفية بالملعب الرئيسي في حدود 12 سا 30 د، وفق البرنامج الذي ضبطته الكاف، وعلى ضوء ذلك سيكشف الناخب الوطني عن برنامجه الرسمي للإعلاميين، كونه أصبح يفضل إخفاء الأوراق، ومحاولة تجنب الصحافة بعيدا عن المواعيد الرسمية.
من الجهة المقابلة فقد أجرى منتخب كوت ديفوار حصة تدريبية بملحق ملعب السويس، وعرفت مشاركة كامل التعداد، بما في ذلك القائد سيرج أورييه، الذي كان قد غاب عن لقاء مالي بسبب اصابة تعرض لها في الدور الأول، ولو أن المدرب إبراهيم كامارا كان قد أعلن عن تواصل غياب أورييه عن المنافسة إلى ما بعد ربع النهائي، والحالة الصحية للاعب تبقي مشاركته جد مستبعدة، خاصة وأنه خضع لبرنامج استثنائي، بالركض على انفراد.
ص / فرطــاس

قالوا ... قالوا .. قالوا
رامي بن سبعيني
جاهزون لإلحاق كوت ديفوار بقائمة الضحايا
«المقابلة لن تكون سهلة، لأنها تندرج في إطار ربع النهائي، وكل المنتخبات التي بلغت هذا الدور قوية جدا، لكننا جاهزون لمواجهة أي منافس مهما كان حجمه، سواء تعلق الأمر بكوت ديفوار أو أي منتخب آخر، لأن معنوياتنا جد مرتفعة، ونحن ندرك جيدا ما ينتظرنا، وسنقاتل من أجل التأهل إلى نصف النهائي، لأننا متحفزون كثيرا لرفع التحدي، بفض الأجواء السائدة داخل المجموعة.
حقيقة أننا لم نتلق أي هدف، ونسعى للمحافظة على نظافة شباكنا طيلة هذه الدورة، لأن من يفكر في التتويج باللقب لا بد أن يكون متكاملا، ونجاح أي منتخب ينطلق من الصلابة الدفاعية، ونحن نحضر بجدية كبيرة لكل المباريات».
مهدي عبيد
 التركيز ضروري لمواصلة ديناميكية الفوز
«لا يمكن إجراء مقارنة بين مقابلة هذا الخميس وتلك التي جمعت المنتخبين في دورة 2015، لأن المعطيات تغيرت كلية، ومن غير المنطقي أن نتخذ من المستوى في تلك الفترة كمعيار، ولو أننا نتواجد أمام فرصة للأخذ بالثأر من المنتخب الذي كان قد أقصانا، رغم ان المباراة لن تكون سهلة، لكننا مطالبون بالمحافظة على التركيز والتوازن، من أجل النجاح في مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، وهذا بإبقاء الأرجل على الأرض وعدم السقوط في فخ الغرور، خاصة وأننا أقوياء من الناحية الجماعية، وحظوظنا في التتويج باللقب سندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة».
عزالدين دوخة
مناخ السويس لا يخيفنا وسنتأهل  في أي مكان
«الانتقال للعب في السويس لن يكون له أي تأثير علينا، لأننا نتواجد في مصر، والظروف المناخية ليست مختلفة كثيرا، والحديث عن ارتفاع نسبة الرطوبة لا مكان له في حساباتنا، لأن تركيزنا منصب على هذه المباراة، ولا يجب أن نتحدث عن المناخ، والتأهل سنحرزه في السويس أو في أي مكان آخر، لأننا جاهزون، وكل العناصر لم تتعرض لإصابات، وهذا مكسب كبير.
الحقيقة أن الدعم الكبير الذي نلقاه من الجمهور الجزائري يزيد في الرفع من معنوياتنا، والحديث عن قدوم دفعة إضافية من 450 مناصر يوم المقابلة يجعلنا ننتظر إلى هذا العدد بالآلاف، لأننا في أمس الحاجة للمزيد من التشجيعات في هذه المرحلة، خاصة وأن حلم التتويج باللقب أصبح مشروعا».
جمعها:  ص / فرطــاس

 

مصطلح المنتخبات «المجهرية» ولى
ثمن النهائي صعق «الكبار»  وأخلط أوراق القارة السمراء
جسدت مخلفات الدور الثاني من النسخة 32، لنهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بمصر، التغيير الذي تشهده المعالم الأساسية للخارطة الكروية بالقارة السمراء، في ظل التقارب الكبير في المستوى، بين المنتخبات المنشطة لهذا الحدث الإفريقي، وزوال الفوارق التي كانت سائدة من قبل، حيث أن حقيقة الميدان كشفت عن التطور الكبير للعديد من المنتخبات، التي كانت «مجهرية»، وما يصنعه منتخب مدغشقر في هذه الطبعة، أبرز دليل على ذلك، فضلا عن انجاز البنين، مقابل إقصاء أكبر المرشحين للتنافس على اللقب مبكرا، في صورة منتخب البلد المنظم مصر، وكذا حامل التاج المنتخب الكاميروني.
الدور ثمن النهائي، والذي تم استحداثه لأول مرة في دورات «الكان»، تماشيا مع قرار رفع عدد منشطي العرس القاري من 16 إلى 24 منتخبا، كان بمثابة «المقصلة» التي أسقطت بعض الرؤوس الكبيرة، في المشهد الكروي الإفريقي، لكن الحصيلة كانت ثقيلة، و»غربال» الإقصائيات مكّن منتخبين فقط من تسجيل تواجدهما في ربع النهائي للمرة الثانية تواليا، ويتعلق الأمر بالسنغال وتونس، بينما فشلت 5 منتخبات أخرى في تكرار انجازاتها المحققة في دورة الغابون 2017، في صورة الكاميرون، مصر، غانا، المغرب والكونغو الديمقراطية، ولو أن المؤكد أن المربع الذهبي لهذه النسخة، سيكون بأضلاع مختلفة كلية عن تلك التي كانت في الدورة السابقة، على اعتبار أن المنتخبين التونسي والسنغالي لم يبلغا نصف النهائي في الغابون، الأمر الذي يؤكد على أن «كان 2019»، أحدث تغييرا شاملا في الخارطة الكروية الإفريقية، وجاء مسايرا لرياح التغيير التي ما فتئت تهب على القارة السمراء منذ عشرية من الزمن، لأن القراءة البسيطة في قائمة منشطي الدور نصف النهائي للدورات الثلاث الأخيرة من «الكان»، تكشف عن فوارق كثيرة تم تسجيلها، إذ أن المنتخب الإيفواري يعد الوحيد من القائمة الحالية، الذي كان قد بلغ المربع الذهبي في نسخة 2015 وتوج باللقب، ونفس الانطباع ينطبق على نيجيريا في دورة 2013، لكن في غياب أي زبون من دورة الغابون 2017.
الخضر بتقدير «ممتاز» وباقي التذاكر بشق الأنفس
واصل المنتخب الوطني سرقة الأضواء في هذه الدورة، بفضل النتائج الباهرة التي سجلها، لأنه الوحيد الذي نجح في حصد 4 انتصارات متتالية منذ انطلاق الدورة، والمنتخبات التي قاسمته نفس الحصيلة في الدور الأول، كانت قد تجرعت مرارة الإقصاء، في صورة المغرب ومصر، وهذا بمجرد اهتزاز شباك كل منتخب، في الوقت الذي كان فيه الكاميرون رابع منتخب، كان قد خرج من دور المجموعات بشباك نظيفة، غير أن الانهيار بثلاثية أمام نيجيريا أنهى مشوار «الأسود الجموحة» في رحلة الدفاع عن لقبها، بينما حزم منتخب مالي الحقائب وغادر الأراضي المصرية إثر انهزامه على يد كوت ديفوار، لأن «نسور» باماكو كانت قد أنهت الدور الأول كأقوى هجوم، إلى جانب المنتخب الوطني، برصيد 6 أهداف، وعليه فإن «الخضر» أصبحوا يحتكرون الصدارة على جميع الأصعدة، بأقوى هجوم، وأحسن دفاع، ومشوار منتظم على وقع الإنتصارات المتتالية.
الإبهار الجزائري في مصر، تجلى في الثلاثية التي دك بها أشباك بلماضي شباك غينيا، لأن هذه النتيجة الثقيلة صنعت «الاستثناء» في ثمن النهائي، باعتبارها المباراة الوحيدة، التي تم الحسم في مصير التأهل فيها بأريحية، حيث كان الفصل في أمر التأشيرات السبع الأخرى المؤدية إلى ربع النهائي بشق الأنفس، وغالبيتها بعد «سيناريوهات» دراماتيكية، بدليل أن 4 منتخبات كسبت الرهان بفارق هدف واحد، ويتعلق الأمر بكل من السنغال، جنوب إفريقيا، كوت ديفوار ونيجيريا، في حين تم الاحتكام إلى ركلات الترجيح في 3 لقاءات أخرى لتحديد هوية المتأهلين، وقد ابتسم الحظ لكل من البنين، مدغشقر وتونس.
«سيناريوهات»دراماتيكية و»النكسة» مصرية
يبقى الحدث الأبرز في هذا الدور الإقصاء المبكر لمنتخب البلد المنظم مصر، الذي ودع المنافسة بطريقة «هيتشكوكية» على يد منتخب جنوب إفريقيا، في مباراة حسمها «الأولاد» بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة، كان كافيا لإحداث زلزال عنيف في «الأهرامات»، لأن «النكسة» عجلت برحيل جماعي لكل مسؤولي الاتحاد المصري، مع إقالة الطاقم الفني بقيادة المكسيكي أغيري، مما يعني عودة الكرة المصرية إلى نقطة الصفر، بعد سنة فقط من نجاحها في المشاركة في مونديال روسيا.
من جهة أخرى، فقد شهدت أغلب المباريات «سيناريوهات» مثيرة، خاصة إقصاء المنتخب المغربي، والذي كان بمسؤولية كبيرة لزياش، الذي أهدر ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، حارما «أسود الأطلس» من التأهل، فكانت ركلات الترجيح كافية لتعبيد طريق العودة إلى الأراضي المغربية، على وقع خيبة أمل كبيرة.
إلى ذلك، فإن «التوانسة» عاشوا لحظات جد عصيبة قبل كسب الرهان أمام غانا، لأن المدافع رامي البدوي كان قد سجل هدفا بنيران صديقة، خطأ في مرمى منتخبه، وأهدى التعادل لغانا في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، لكن ضربات الترجيح مكنت تونس من التأهل، في «سيناريو» لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي مر به الملغاشيون،، الذين تلقوا هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة، ولو أن الحظ حالفهم في ركلات الجزاء.
«الحصان الأسود» ملغاشي و»سناجب» البنين تدخل التاريخ
أسفرت عملية الغربلة المعمقة عن تأهل بعض الزبائن التقليديين، الذين اعتادوا على تنشيط العرس القاري، رغم غيابهم عن أدوار متقدمة في دورة الغابون، على غرار الجزائر، نيجيريا، كوت ديفوار، السنغال وتونس، وبدرجة أقل جنوب إفريقيا، لكن المفاجأة المدوية تمثلت في الانجاز التاريخي لمنتخب مدغشقر، الذي يشارك لأول مرة في نهائيات «الكان»، ومع ذلك فقد تحدى عامل الخبرة، وتجاوز كل العقبات، ليبلغ ربع النهائي، ويكون منتخب «الباريا» بمثابة «الحصان الأسود» لهذه النسخة، سيما وأنه يلعب دون عقدة، ولم ينهزم إلى حد الآن، مواصلا بذلك المسيرة الإيجابية التي كان قد بدأها في المرحلة التصفوية.
على صعيد آخر، فإن منتخب البنين استغل هذه الدورة، ليكتب صفحة تاريخية في سجله، بتواجده في ربع النهائي لأول مرة، في رابع مشاركة له في النهائيات الإفريقية، لأن «السناجب» اعتادت على توديع العرس القاري من الدور الأول، ومن دون تذوق نشوة الانتصار، لكن تغيير صيغة المنافسة فتح لها الباب لتحقيق انجاز تاريخي، ولو أنها مازالت تواصل رحلة البحث عن أول فوز لها في «الكان»، لأن تواجدها في ربع النهائي، كان بفضل 4 تعادلات، مع التأهل بركلات الترجيح، وهو نفس حصاد المنتخب التونسي.
العرب بسفيرين في رحلة بحث القارة عن بطل جديد
أدى التغيير الجذري الذي خلفته هذه الدورة، على معالم الخارطة الكروية الإفريقية، إلى تقلص عدد مقاعد المنتخبات العربية إلى النصف، مقارنة بما كانت عليه في ثمن النهائي، حيث أصبح التمثيل العربي مقتصرا على منتخبي الجزائر وتونس، بعد الخروج المدوي لكل من مصر والمغرب، وهو الثنائي الذي كان مرشحا للتواجد في ربع النهائي بسهولة، لكن عنصر المفاجأة أجبر منتخب البلد المنظم، على الخروج من المنافسة مبكرا. وبالمقارنة مع دورة 2017، فإن الكرة العربية تراجعت من حيث التمثيل في ربع النهائي، حيث كانت في «نسخة الغابون» حاضرة بثلاثة منتخبات في دور الثمانية، ويتعلق الأمر بكل من مصر، تونس والمغرب، على اعتبار أن المنتخب الوطني كان الوحيد من المنتخبات العربية الذي أقصي من الدور الأول، لكن موازين القوى انقلبت رأسا على عقب بالنسبة للعرب في هذه الطبعة، لأن الحضور كان تاريخيا، بمشاركة 5 منتخبات لأول مرة في نهائيات «الكان»، بعد التأهل التاريخي لموريتانيا، كما أن منتخب مصر الذي كان قد نشط نهائي 2017، لم يحسن توظيف ورقتي الأرض والجمهور بتجرع مرارة الإقصاء، حاله حال المغرب، ليعود المنتخب الوطني بقوة إلى الواجهة، ويكون رفقة «التوانسة» الذين تعوّدوا على بلوغ ربع النهائي، وعليه فإن هذا الثنائي سيواصل حمل راية تمثيل العرب، في المراحل المتبقية من رحلة بحث القارة السمراء، عن بطل جديد يخلف الكاميرون على منصة التتويج.
قراءة: صالح فرطــاس 

الرجوع إلى الأعلى