يلتقي اليوم، أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في الدورة 32 من الجمعية العامة، والتي ستكون أشغالها بمثابة محك حقيقي للملغاشي أحمد أحمد، سيما بعد طفو قضايا فساد على السطح.
ويبقى رئيس الكاف والعديد من أعضاء مكتبه، ضمن قائمة المشتبه فيهم بالضلوع في تلقي رشاوى، والاخلال بلوائح التسيير المعمول بها من طرف الفيفا، الأمر الذي جعل الاتحاد الدولي، يكلف أمينته العامة السنغالية فاطمة سامورا بمهمة تفتيش في الكاف، ومحاولة وضع حد للفساد، في أكبر هيئة كروية في القارة السمراء.
موعد اليوم، والذي ستحتضن أشغاله قاعة المؤتمرات بفندق «ماريوت» بحي الزمالك، سيعرف تنظيم العملية الانتخابية الخاصة، بالتجديد الجزئي لتركيبة المكتب التنفيذي للكاف، بعد انتهاء عهدة 6 أعضاء، مما فسح المجال أمام الفاف لدخول المعترك الانتخابي، بحثا عن مقعد في الهيئة التنفيذية للإتحاد الإفريقي، وذلك بتقديم عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول كمرشح لعضوية الكاف، ويتنافس على هذا المنصب مع رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبد الحكيم الشلماني، الحكم الدولي السابق، لأن منطقة شمال إفريقيا، كان يمثلها في «الكاف» الليبي جمال الجعفري، الذي انتهت عهدته، ووجد نفسه مجبرا على عدم الترشح لعهدة أخرى، على خلفية عدم حصوله على ترخيص من الرئيس الجديد لإتحاد الكرة في بلده، ولوائح الكاف تحصر حق الترشح في عضو واحد عن كل فيدرالية وطنية، وقرار الشلماني بدخول المعترك الانتخابي، بحثا عن مقعد في الاتحاد الإفريقي، قطع الطريق أمام مواطنه الجعفري لخلافة نفسه.
بهلول... ممثل الفاف في رحلة بحث الجزائر عن مقعد في الكاف
ارتأى الاتحاد الجزائري، لعب ورقة العضو عمار بهلول في رحلة البحث عن مكانة جديدة في الهيئات الكروية القارية، لأن خروج الرئيس السابق للفاف محمد روراوة من الكاف والفيفا، عبر أضيق الأبواب في مارس 2017، أفقد التمثيل الجزائري الكثير من المناصب في مختلف اللجان على الصعيد القاري، وقد أعقب ذلك بقضية رفض ملف ترشح بشير ولد زميرلي لعضوية الكاف في انتخابات 2018، بسبب عدم إحترام الفاف آجال الإيداع، ورفض زطشي دخول المعترك الإنتخابي في الاتحاد الإفريقي، جعله يراهن على بعض أعضاء مكتبه، ووقع الاختيار على عمار بهلول، رئيس رابطة الطارف الولائية، والذي سينافس الرجل الأول في المنظومة الكروية في ليبيا، عبد الحكيم الشلماني، على مقعد منطقة شمال القارة، وهي المنطقة التي يظفر بشرف تمثيلها كل من المصري هاني أبو ريدة المغربي فوزي لقجع والتونسي طارق البوشماوي، بحكم تواجدهما في المكتب التنفيذي للفيفا، واللوائح المعمول بها تمنح أعضاء الاتحاد الدولي، مقاعد «آلية» في الاتحاد القاري التابعين له، والقوانين التي أصبحت سارية المفعول منذ مارس 2019، تلزم كل أعضاء الجمعية العامة على اختيار ممثلي مختلف المناطق، مما يعني بأن نشاط «الكواليس» يعد «الفيصل» في مثل هذه المواعيد، خاصة وأن هذه الدورة تزامنت مع «كان 2019»، وعليه فإن العملية الانتخابية، ستعرف مشاركة كل الأعضاء المنخرطين عن 54 فيدرالية، والجزائر ستكون ممثلة في التصويت برئيس الفاف زطشي، بحضور الأمين العام محمد ساعد.
وسيخصص الموعد الانتخابي لنهار اليوم لتجديد تركيبة الكاف على مستوى 6 مناطق، حيث أن بعض الأعضاء انتهت عهدته، ويتعلق الأمر بكل من جمال الجعفري (ليبيا)، أوغستين سانغورا (السنغال)، كالوشا بواليا (زامبيا)، ليدغار طانغا (تانزانيا)، باتريس نغايسون (إفريقيا الوسطى)، بسينا سانغاري (بوركينافاسو).
مقاطعة تونسية وأبوريدة يستحدث منصبا لمجاهد !
 مقابل احتفاظ 16 عضوا آخر بمناصبهم بصورة أوتوماتيكية، في صورة الرئيس الملغاشي أحمد أحمد، الذي قضى سنتين على رأس الكاف، وكذا نوابه الثلاثة، رغم أن التحقيقات المعمقة التي تقوم بها الفيفا في قضايا الفساد، قد تجبر الاتحاد الدولي على برمجة دورة استثنائية بعد شهر أوت القادم، على اعتبار أن التحريات الأولية التي قامت بها الأمينة العامة للفيفا، كشفت عن تورط أحمد أحمد وبعض أعضاء طاقمه، في قضية فساد وسوء التسيير، بعد الاقدام على الحصول على تعويضات مالية مضاعفة، طيلة فترة تواجدهم في روسيا خلال مونديال 2018.
إلى ذلك، فإن نشاط  «الكاف» خلال سنة 2018، سيكون على محك التقييم، رغم أن المصري أبوريدة يسعى لبسط نفوذه، من أجل تكريس «احتكار» المناصب الحساسة بين ممثلين من مصر، تونس والمغرب، حيث يعتزم تنصيب مواطنه أحمد مجاهد كمساعد للأمين العام للكاف المغربي معاذ حجي، وهو المنصب الذي ارتأى استحداثه على هامش دورة «كان 2019»، في الوقت الذي رفضت فيه الكاف السماح لأمينها العام السابق، عمرو فهمي بالمشاركة في الأشغال، سيما وأنه كان قد وجه أصابع الإتهام لأحمد لأحمد بالفساد، مما عجل بإقالته في أفريل الماضي، وقد تقدم بطلب رسمي للحضور، لكن الهيئة الوصية أصرت على عدم الترخيص له بالمشاركة.
 وفي سياق ذي صلة، فقد قررت الجامعة التونسية مقاطعة أشغال دورة اليوم، وقد أبلغت الكاف بموقفها، وذلك على خلفية مباراة نصف النهائي من النسخة الحالية للعرس القاري، حيث احتج «التوانسة» على قرار التحكيم، سيما بعد التراجع عن ضربة جزاء، هذا فضلا عن إشكالية نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي.
أحمد أحمد يلعب ورقة نهائي الأندية و»كان» السيدات
بادر أمس، رئيس الكاف إلى اتخاذ قرارين جديدين، تمهيدا لكسب «تزكية» مسبقة من أغلب الأعضاء، حيث تمثل القرار الأول في رفع عدد المنتخبات المنشطة لنهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات من 8 إلى 12 منتخبا، بداية من النسخة القادمة، بينما مسّ القرار الثاني المنافسات الخاصة بالأندية، وذلك بلعب نهائي  دوري الأبطال وكذا كاس «الكاف» في مباراة واحدة، بملعب تحدده الهيئة المختصة بمجرد انطلاق المنافسة، خاصة بعد حادثة «رادس»، والتي كان الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي أحد أطرافها، سيما وأنه كان قد أعد تقريرا أسودا، تضمن اعترافات شخصية منه تقضي بتعرضه للتهديد من طرف رئيس الترجي التونسي، وهو الأمر الذي كان وراء قرار إعادة إجراء النهائي.                       صالح فرطاس

الرجوع إلى الأعلى