ستة منتخبات تضع قدما في النهائيات
شهدت الجولة الثانية، من المرحلة التصفوية المؤهلة إلى النسخة 33 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، المزمع إقامتها بالكاميرون، نجاح 11 منتخبا في تحقيق انتصارات خارج الديار، مع تألق لافت للمنتخبات العربية، التي خرجت خمسة منها بالزاد كاملا في هذه المحطة، مقابل اكتفاء المنتخب المصري بالتعادل، ليكون السودان المنتخب العربي الوحيد، الذي انقاد إلى الهزيمة، ولو أن 6 منتخبات فقط من أصل 48 المعنية بخوض التصفيات، تمكنت إلى حد الآن من حصد العلامة الكاملة، ليبقى منتخب جزر القمر، بمثابة «المفاجأة السارة» لهذه التصفيات، بتصدره الفوج الذي يضم أيضا منتخبات مصر، كينيا والطوغو.
هذه الجولة، كانت فرصة مواتية للمنتخبات المصنفة في خانة «كبار القارة»، لتقديم أوراق اعتمادها كزبائن تقليديين في تنشيط العرس الإفريقي، في صورة حامل اللقب المنتخب الوطني، الذي أثبت مستواه، بالعودة بانتصار ثمين من بوتسوانا، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخبات، التي كانت قد بلغت المربع الذهبي في دورة مصر الأخيرة، على غرار الوصيف منتخب السينغال، الذي واصل السير بنفس إيقاع التصفيات الماضية بريتم منتظم، على وقع الانتصارات المتتالية، وقد عادت «أسود التيرانغا» بفوز ثمين وعريض من إيسواتيني، برباعية كان نصيب المهاجم فامارا ديديهيو «هاتريك»، اعتلى به لائحة هدافي التصفيات، رفقة فيكتور أوسيمين النيجيري، الذي بصم بدوره على الانتصار العريض الذي حققته «النسور الخضراء» في اللوزوطو، وكذا التونسي وهبي الخزري، صاحب هدف تفوق «التوانسة» في غينيا الاستوائية.
أثقل نتيجة في هذه التصفيات إلى حد الآن، كانت من توقيع منتخب مدغشقر، الذي دك شباك مستضيفه منتخب النيجر بسداسية، ليؤكد «الملغاشيون» على التغيير الذي كانوا قد أحدثوه على معالم الخارطة الكروية في القارة السمراء، لما كانوا أول المتأهلين إلى دورة مصر 2019، وأدركوا فيها ربع النهائي في أول مشاركة لهم، لأن منتخب مدغشقر حقق العلامة الكاملة، ويتصدر المجموعة 11، بينما حصد منتخب غانا الزاد كاملا، بفضل الفوز الصعب الذي عاد به من ساوتومي برانسيبوتي، أين كان الهدف الوحيد الذي سجله المخضرم جوردان أيو كافيا لقيادة الغانيين للانتصار الثاني تواليا، وضمان صدارة الفوج الثالث.
إلى ذلك، فقد تمكنت بعض المنتخبات الكبيرة من تدارك ما ضاع منها في جولة التدشين، على غرار المنتخب المغربي، الذي عاد بانتصار ثمين من البورندي، بعدما هز شباك أصحاب الضيافة بثلاثية، صنعت أول نجاح للتقني البوسني حليلوزيتش مع «أسود الأطلس»، كما تمكن منتخب الكاميرون من تذوق طعم الفوز في هذه التصفيات، وكان ذلك برواندا، بفضل هدف وحيد سجله نغيمالو، لتطلق «الأسود الجموحة» بارودا شرفيا، لأنها متأهلة مباشرة إلى النهائيات، بينما نجح منتخب مالي في العودة من تشاد بكامل الزاد، وكذلك الحال بالنسبة لمنتخب بوركينافاسو، الذي تجاوز عقبة مستضيفه منتخب جنوب السودان بسلام، وهي المنتخبات الأربعة التي كانت قد استهلت مشوار التصفيات، بتعادلات داخل الديار.
مفاجأة هذه الجولة فجرها منتخب زيمبابوي، الذي عاد بفوز ثمين من زامبيا، بعدما أطاح بالمنتخب الزامبي في معقله، لترهن بذلك كتيبة «الشيبولوبولو» نسبة كبيرة من حظوظها في التأهل إلى «الكان»، وهي التي كانت قد غابت عن آخر طبعتين.
من جهة أخرى، فقد وضعت المنتخبات العربية، بصمتها بصورة جلية في مخلفات هذه الجولة، لأن الجزائر وتونس والمغرب، نجحت في إحراز انتصارات خارج الديار، وكان ذلك في بوتسوانا، غينيا الإستوائية والبورندي على التوالي، كما استغل منتخب موريتانيا فرصة اللعب أمام جمهوره، ليحقق الأهم على حساب جمهورية إفريقيا الوسطى، في الوقت الذي عاد فيه منتخب ليبيا من بعيد، وقلب الطاولة على تانزانيا في الدقائق الأخيرة، ليظفر بالنقاط الثلاث، بينما كان المنتخب السوداني الوحيد من العرب، الذي تلقى هزيمة في هذه المحطة، وكانت بجنوب إفريقيا، حيث انتفض «الأولاد» بهدف قيري في أواخر الشوط الأول، نصبهم جنبا إلى جنب مع «صقور الجديان» في وصافة الفوج الثالث خلف غانا.
على صعيد آخر، فإن منتخب جزر القمر برهن على تحسنه الملحوظ منذ التصفيات الأخيرة، وقد أهدر فوزا كان في المتناول عند استفاضة المنتخب المصري، صاحب أكبر عدد من التتويجات القارية، حيث افترق المنتخبان على تعادل، مكن منتخب جزر القمر من اعتلاء صدارة ترتيب المجموعة،  متقدما بنقطتين عن كل من مصر وكينيا، وهذا في رحلة بحثه عن أول ظهور له على الصعيد القاري، مقابل عجز «الفراعنة» عن تذوق طعم الفوز منذ انطلاق التصفيات.
وإذا كانت ستة منتخبات، قد مدت خطوة عملاقة نحو الكاميرون، بحصولها على العلامة الكاملة، فإن عشرة أخرى خرجت من جولتي افتتاح التصفيات بأياد فارغة، وظل رصيدها خاليا من النقاط، وهي منتخبات كانت في غالبيتها قد أجبرت على خوض لقاءات الدور التمهيدي، بعد تصنيفها في المستوى الرابع، على غرار تشاد، جنوب السودان، ساوتومي، رواندا، إيسواتيني، النيجر وغينيا الاستوائية، لكن المفاجأة في هذا الجانب كانت من منتخبات، سجلت حضورها في العرس القاري في دورات سابقة، أمثال منتخب بورندي، الذي كان قد شارك في دورة 2019 بمصر وكذا أنغولا الذي كان قد شارك في مونديال 2006 بألمانيا، دون تجاهل منتخب زامبيا حامل التاج الإفريقي سنة 2012، وهي المنتخبات التي تقلصت حظوظها في الظفر بتأشيرة للتواجد في الكاميرون.
قــراءة: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى