خصنا المدرب السابق للسنافر الفرنسي دينيس لافان بحوار عاد فيه لأسباب تنحيته من الفريق، موجها اتهاماته لإدارة رشيد رجراج، التي قال إنها سعت جاهدة لتنحيته، مضيفا بأنه كان قادرا على إهداء السنافر الألقاب لو لم يرغموه على الرحيل، كما أبدى رأيه في عدة مسائل تخص الكرة الجزائرية، ومنها تألق المنتخب الوطني وما يقدمه قائد الخضر رياض محرز.
- مرحبا كوتش، أين تتواجد ؟
متواجد بمقر إقامتي بفرنسا، بعد أن أنهيت قبل أشهر قليلة كافة التزاماتي مع النادي الرياضي القسنطيني الذي أرغموني على مغادرته، على العموم، أنا في راحة، على أن أفصل في مستقبلي عن قريب تحسبا للموسم الكروي المقبل.
- كيف هي الأجواء بفرنسا ؟
رغم الضغوطات التي عشناها مؤخرا، بعد انتشار فيروس كورونا بمختلف بلدان أوروبا، مما ألزمنا البقاء بالبيوت وتطبيق إجراءات الحجر الصحي لأكثر من شهرين ونصف، ولو أن السلطات الفرنسية قد قامت كما تعلمون برفع حظر التجوال، وهو ما سمح لنا بالعودة تدريجيا للشارع، في انتظار زوال الوباء نهائيا.
- نود الحديث معك عن تجربتك مع السنافر والأسباب التي دفعتك للرحيل
قبل الحديث عن تجربتي مع الشباب بحُلوها ومرّها، أود التطرق لاتهامات المدرب كريم خودة التي أصفها باطلة، وخاصة حينما قال بأن سبب عدم نجاحه مع السنافر يعود لعدم جاهزية كافة العناصر، بسبب عدم توظيف الجميع في عهدي، وهذا كلام عار من الصحة، وأنا استغرب خرجته هذه، خاصة وأنه يقول بأنه من كان وراء منح الفرصة لأسماء ذات إمكانات كبيرة، على غرار عواج وبوشريحة، غير أنه تناسى بأنني من منح بوشريحة الثقة منذ الموسم الماضي، ويكفي أن الأخير قد شارك معي كأساسي في مباراتي الأخيرة أمام مولودية الجزائر، وبالتالي ما قاله خودة محيّر ولو أنني مقتنع بأنه حاول بذلك تبرير فشله مع الشباب، الذي سيغادره حسب ما اطلعت عليه مؤخرا.
- تبدو غاضبا من خودة رغم أن علاقتكما لم تكن سيئة حسب معلوماتي ؟
كيف لا أغضب، وهو اتهمني بأشياء غير صحيحة، كان من الأجدر عليه أن يقدم الأسباب، التي جعلته لا يحقق الأهداف المنشودة عوض أن يلومني على أمور لا تمت للحقيقة بصلة، فالحديث عن توظيفي 12 لاعبا فقط أثار استغرابي، ويكفي العودة لقوائم المباريات للتأكد بأن ما قاله كذب وافتراء، فأنا اعتمدت تقريبا على جُل التعداد، ونجحت في تحقيق نتائج رائعة، رغم كل ما قيل عن فشلي، أنا لحد الآن مقتنع بالعمل الذي قدمته مع الشباب، ولو لم يرغموني على الرحيل لنافست على اللقب ولذهبت بعيدا في منافسة كأس الجمهورية، ولكن أعداء النجاح حطموا آمال الأنصار، وهدموا المشروع الذي سعيت لتجسيده منذ استلامي زمام العارضة الفنية شتاء الموسم الفارط.
- نفهم بأن علاقتك مع مساعدك السابق  كانت متوترة ؟
بالعكس علاقتي مع هذا المدرب كانت جيدة، ولم يسبق لي أن دخلت معه في أي خلافات، وهو ما أجعلني أصدم لما قاله عني مؤخرا، ولو أنني أتفهم ذلك، كونه الصديق المقرب من المدير العام رشيد رجراج، الذي كان وراء إرغامي على مغادرة الشباب، لقد جلبوا خودة للشباب لأسباب يعرفها العام والخاص، كما أن هذا المدرب لا يمكنه مقارنة نفسه بي، فسيرتي الذاتية ثرية وغنية عن كل تعريف، على عكس هذا المدرب الذي لا يشتغل سوى كمدرب مساعد ويتحين الفرص للانقضاض على منصب مدرب رئيسي، أنا لم أكن أرغب في الرد على أي كان، ولكن أن تصل الأمور إلى اتهامي بالباطل، فأنا لا أقبل هذا من أي أحد.
- وجهت عدة اتهامات لمسؤولي الشباب لتزيد بذلك من حدة الخلاف بينكم
ليست المرة الأولى التي أفتح فيها النار على الإدارة الحالية بقيادة رجراج و مجوج، كونهما وراء مغادرتي الفريق، بعد أن حاولا تلطيخ صورتي مع الأنصار، ولو أن ما قالاه عني لا أساس له من الصحة، ونتائجي أفضل رد على الجميع، فأنا مقتنع بأن الإدارة الجديدة سعت جاهدة منذ أول يوم لها في الفريق للتخلص من خدماتي، ووصل بها الحد لاستغلال أشباه الأنصار بتحريضهم ضدي في التدريبات، مُتناسين نتائجي الرائعة في تلك الفترة، حيث أعدت الشباب بقوة، بدليل أننا كنا الأفضل في البطولة، بفضل نتائجنا الباهرة في آخر عشر جولات، بعد أن تخطينا فرقا قوية في شاكلة شبيبة القبائل وشباب بلوزداد ووفاق سطيف، غير أنهم استغلوا سقوطنا مع مولودية الجزائر لتعرف بعدها العلاقة توترا أكبر، تسبب فيما بعد في اقتناعي بضرورة فسخ العقد ومغادرة الفريق.
- هناك من برر سعي الإدارة لفسخ عقدك بعلاقتك السيئة مع جل اللاعبين، ما تعليقك ؟
هذه مجرد أكاذيب وافتراءات أرادوا بها تحقيق ما كانوا يصبون إليه، والمتمثل في تنحيتي من طريقهم، لكي يخلوا لهم الجو، ويتكفلوا بالميركاتو الشتوي، فأنا في هذا الصدد أؤكد لكم بأن علاقتي مع اللاعبين كانت أكثر من رائعة، والجميع يكن لي الاحترام، خاصة الأسماء التي عملت معي الموسم الماضي، وحققت رفقتهم نتائج باهرة، سواء في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية أو حتى كأس الجمهورية التي غادرناها من الدور نصف النهائي أمام شباب بلوزداد، صدقوني جُل التعداد كان يعارض رحيلي، ولكنهم كانوا مضطرين لقبول مخطط الإدارة، التي أثبتت فشلها بمجرد استلامها زمام التسيير، بعد خسارة قضية الحارس إلياس مزيان الذي سيكلف خزينة الفريق أموالا طائلة، سيتم اقتطاعها حسب معلوماتي من حقوق البث التلفزيوني، أنا لن أسامح من كانوا وراء دفعي للرحيل، كونهم حرموني من قيادة الشباب نحو نتائج باهرة هذا الموسم.
- بصراحة كيف تقيم تجربتك مع السنافر ؟
قدمت لشباب قسنطينة شتاء الموسم الماضي، والأجواء لم تكن جيدة، جراء النتائج السلبية، غير أنني نجحت في فترة وجيزة في إعادة الثقة للمجموعة التي حققت انتصارات رائعة، سواء في رابطة الأبطال التي وصلنا فيها لأول مرة في تاريخ الشباب إلى الدور ربع النهائي، وكان بالمقدور تجاوز عقبة الترجي التونسي بطل النسخة لولا افتقادنا للخبرة، غير أن مبارياتنا الرائعة ستظل في ذاكرة الأنصار، سيما لقاء تي بي مازيمبي بملعب حملاوي، والذي فزنا فيه بثلاثية نظيفة، دون أن أنسى وصولنا للمربع الذهبي في منافسة كأس الجمهورية، وهي المحطة التي أضعنا فيها تتويجا في المتناول، إضافة إلى نتائجنا الرائعة في البطولة قبل مغادرتي، حيث عدنا لسباق المنافسة على الأدوار الأولى بقوة، بفضل انتصاراتنا على فرق بحجم شباب بلوزداد وشبيبة القبائل ووفاق سطيف.
- ألم تندم على تجربتك بالجزائر بسبب طريقة مغادرتك السيئة لقسنطينة ؟
على العكس تماما، أنا سعيد جدا بتجربتي مع السنافر، كوني عشت محطات جميلة أيضا، كما أن هناك من يحبني كثيرا، وأقصد الأنصار بدليل أن فئة كبيرة منهم كانت ضد قرار تنحيتي، على العموم هي محطة تضاف إلى محطاتي السابقة، وأنا فخور كوني عملت في عدة بلدان عربية وإفريقية، ولا أحد بإمكانه أن يلطخ صورتي، وإن أتيحت لي الفرصة في يوم من الأيام سأعود إلى بطولتكم لأثبت للجميع بأنني مدرب ذو كفاءة، وما حدث لي في شباب قسنطينة مجرد كبوة جواد.
- إن طالبناك بتقييم للبطولة الجزائرية، ماذا تقول ؟
بحكم تجاربي الكثيرة، أرى بأن الدوري الجزائري قوي ويتسم بالندية والإثارة طيلة الموسم الكروي، في وجود مواهب رائعة، بمقدورها أن تقدم الكثير لو تنجح في الاستثمار بمؤهلاتها البدنية والفنية العالية، كما أعتقد بأن بطولتكم المحلية تضاهي في مستواها الجيد بطولات مجاورة، على غرار تونس والمغرب ومصر.
- ما رأيك في قرار توقيف «الليغ 1 « عكس دوريات أوروبية أخرى ؟
السلطات الفرنسية وبالتنسيق مع رابطة الدوري للمحترفين، رأت بأنه من الأجدر إلغاء الموسم الكروي، في ظل عدم التخلص من وباء كورونا، وما علينا سوى تأييد هذا القرار، لأن كرة القدم لا تعني شيء مقابل أرواح الأشخاص، ولو أن عودة الدوري الألماني مؤخرا، جعلت البعض يؤمن بمقدرة برمجة المباريات، في زمن كورونا، في انتظار ما ستسفر عنه المواعيد المقبلة التي أرى بأن التحكم فيها سيكون صعبا للغاية.
- بحكم معرفتك بالكرة الجزائرية، هل لك ان تقدم لنا أسماء أثارت إعجابك سواء بالبطولة المحلية أو حتى في أوروبا ومختلف البطولات العربية ؟
الجزائر تمتلك أرمادة من اللاعبين المميزين، سواء بالبطولة المحلية أو حتى في الخارج، والبداية بقائد الخضر رياض محرز الذي يعد أفضل سفير للكرة الجزائرية، نظير مستوياته الباهرة مع العملاق مانشستر سيتي الانجليزي، ولو أنني معجب أيضا بالموهبة السابقة لنادي بارادو والمنتقل حديثا إلى نادي نيس هشام بوداوي، الذي أراه قادرا على البروز أكثر في أوروبا، وعن الأسماء المحلية التي تثير إعجابي، فلا يوجد أفضل من لاعبي السابق في الشباب حسين بن عيادة، الذي يستحق مكانة مع نادي أوروبي، غير أن معاناة العالم من أزمة كورونا قد تبدد أحلامه، وإنني أنصحه بالاحتراف في أقرب وقت.
- بالحديث عن محرز، هل استحق التتويج بالكرة الذهبية الإفريقية ؟
محرز من خيرة اللاعبين في أوروبا وليس إفريقيا فقط، ولم أكن لأفاجأ لو منحته «الكاف» لقب أفضل لاعب في القارة السمراء، حتى وإن كان تتويج السنغالي ساديو ماني بالكرة الذهبية مستحقا أيضا، نظير مجهوداته الجبارة مع أسود التيرانغا وناديه ليفربول الذي قاده للتربع على عرش أوروبا بعد الفوز برابطة الأبطال والسوبر الأوروبي.
- ماذا تقول عن تتويج الخضر ب»الكان» وعمل جمال بلماضي ؟
الخضر أبهرونا في «كان» مصر واستحقوا الظفر بالتاج القاري، نظير مبارياتهم الرائعة طيلة البطولة، كما أن دور الناخب جمال بلماضي كان بارزا، حيث شكل توليفة رائعة غلب على أدائها الاندفاع والشراسة، أنا متفائل بمستقبل منتخبكم الوطني مع هذا المدرب، وأرى بأنه سيكون المرشح الأبرز لنسخة 2021، كما لدي ثقة كبيرة في مقدرة على بلماضي على قيادة الخضر نحو مونديال قطر.
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
استغل الفرصة لتبليغ سلامي لأنصار شباب قسنطينة وأهنئهم بشهر رمضان، وأتمنى لهم عيدا مباركا، كما أنصحهم بالبقاء خلف فريقهم الذي تشرفت بالعمل معه.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى