خصنا الحارس الأسبق لشباب قسنطينة ضيف عمارة بحوار شيق، عاد فيه بنا إلى تجربته الرائعة مع السنافر، مؤكدا بأنه عاش لحظات جميلة لن ينساها، معترفا بارتكابه خطأ فادحا بالانتقال إلى فريق اتحاد العاصمة، الذي كان وراء تحطيم مشواره الكروي في بداياته، كما أبدى مدلل السنافر الأسبق رأيه في عدة مواضيع، أبرزها مستوى حراس البطولة الوطنية، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.

حاوره: مروان. ب

-    غبت عن الأنظار مؤخرا، ماذا تفعل وما هو جديدك؟
أجل، لقد اختفيت بعض الشيء عن الأنظار، بعد أن وضعت حدا لمشواري الذي أفتخر به، نظير ما قدمته مع الفرق التي دافعت عن ألوانها، أنا الآن بعيد كل البعد عن محيط كرة القدم، وأحاول الاستمتاع قدر المستطاع رفقة عائلتي، كما أنني مهتم أيضا بأعمالي الخاصة.
-    حدثنا عن بداياتك مع الساحرة المستديرة ومن كان وراء قدومك لشباب قسنطينة؟
كما تعلمون انطلاقتي كانت مع فريق حمراء عنابة الذي تدرجت في مختلف أصنافه، قبل أن أنضم إلى شباب الذرعان بعقد لأربع مواسم، وهناك قدمت مستويات مقبولة شدت انتباه مسؤولي عدة فرق، غير أن ذلك لم يكن كافيا لتغيير الأجواء، لأتلقى بعدها دعوة من بعض أصدقائي بمدينة الجسور المعلقة، حيث نصحوني بإجراء التجارب مع شباب قسنطينة، كونه قام بالسماح للمواهب بالقيام بتجارب الانتقاء على غير العادة، ولحسن حظي وفقني المولى عزوجل، ونلت ثقة الطاقم الفني الذي اختارني من بين عديد الحراس، الذين خضعوا للتجارب.
-   هل كنت تنتظر بروزك مع هذا الفريق، خاصة وأن خطواتك الأولى لم تكن سهلة؟
انتظرت صعوبة المأمورية عند بداية مشواري مع السنافر، خاصة وأنني قادم إلى فريق كبير، يمتلك قاعدة جماهيرية قد تثير رعب أي لاعب فما بالك بعنصر انضم عن طريق التجارب، لقد آمنت بمؤهلاتي وأنتظر فرصتي للبروز، والحمد لله نجحت في كسب ثقة الجميع بعد فترة وجيزة، سيما في ظل الدعم الذي حظيت به من طرف مدرب الحراس آنذاك فيصل دني، الذي لن أنسى معروفه وأحييه بالمناسبة.
-    متى آمنت بقدراتك ومن سهل مأموريتك فيما بعد ؟
كنت متخوفا بعض الشيء عند قدومي، ولكن الضغوطات بدأت تزول بمجرد دخولنا في تربص بالعاصمة، أين قدمت مردودا رائعا أمام النصرية والرغاية، لأقدم بذلك أوراق اعتمادي لأعضاء الطاقم الفني الذين آمنوا بمؤهلاتي فيما بعد، وبدؤوا بتجهيزي لشغل لحماية عرين السنافر مع انطلاق الموسم، لقد كانت انطلاقتي مع هذا الفريق كما يرغب فيها أي حارس شاب لديه طموحات كبيرة، لعل أبرزها الوصول للمنتخب الوطني، الذي يبقى من أبرز الأماني لكل لاعب.
-    نجحت بعدها في كسب قلوب السنافر، كيف عشت تلك الفترة؟
تلك الفترة لن أنساها ما حييت، كوننا كنا نلعب أمام مدرجات مملوءة عن آخرها، وأعداد الجماهير كانت تقارب 60 ألف مناصر خلال كل مباراة، وهو ما لم نعد نراه في آخر المواسم بملعب حملاوي، لقد عشت أياما جميلة جدا، سيما وأنني كنت محبوبا من قبل الأنصار، وكان الجميع يردد اسمي، نظير مستوياتي الجيدة، إلى درجة أنه تم اختياري أفضل عنصر في عدة مرات، رغم امتلاكنا آنذاك نجوما واعدة.
-    عشت لحظات جميلة مع السنافر وأخرى سيئة، حدثنا عن ذلك؟
أجل عشت أشياء جميلة وأخرى سيئة خلال دفاعي عن ألوان «الخضورة»، ولكن الأمور الإيجابية غطت على كل شيء، وتقدير السنافر آنذاك كان أكثر ما يهمني، لقد كنت سعيدا جدا بالمساهمة في عودة الفريق إلى مكانته الطبيعية ضمن حظيرة الكبار، كما تشرفت بعدها مباشرة بأول دعوة للمنتخب الوطني، الذي كافأني مسؤولوه على موسمي الخرافي مع الشباب، ولو أنني أحتفظ ببعض الأمور السلبية أيضا، على غرار المشاكل التي أحدثها الرئيس مازار آنذاك.
-    طريقة رحيلك عن الشباب صوب سوسطارة خلفت عدة ردود أفعال، ما هي الأسباب الحقيقية وراء وضع حد لمشوارك الرائع مع السنافر؟
صدقوني لم يكن أحد ينتظر مغادرتي للنادي الرياضي القسنطيني آنذاك بمن فيهم العبد الضعيف، خاصة وأنني كنت مرتبطا بموسم إضافي، وكنت جد مرتاح مع هذا الفريق، الذي صنع لي اسما وأوصلني إلى صفوف المنتخب الوطني، ولكن حدثت بعدها أمور عجلت باتخاذي قرار الرحيل، وأقصد المشاكل التي وقعت لي مع الرئيس محمد بوالحبيب الذي عمل المستحيل لكي لا أستمر مع السنافر.
-    لماذا فشلت في تجربتك مع الاتحاد، وهل السبب يعود لتألق زملائك في الفريق أم أن هناك أمورا غير رياضية حصلت معك؟
كنت أحلم كثيرا بعد انتقالي إلى اتحاد العاصمة، سيما وأنه كان يضم في صفوفه أرمادة من النجوم، غير أن استقبالي السيئ من مدرب الحراس برانسي حال دون تأقلمي، وعقد من مأموريتي في خطف مكانة أساسية، رغم أنني كنت في نفس مستوى الحارس الأساسي، وكان بالمقدور منحي فرصتي كما يحدث في كافة الفرق، صدقوني مدرب الاتحاد آنذاك لم يرحب بي، وتسبب في فشلي فيما بعد.
-    ألا ترى بأنك كنت تستحق فرصتك مع المنتخب الوطني؟
بعد أن تلقيت أول دعوة للمنتخب الوطني مع فريق شباب قسنطينة، كنت أعلق آمالا كبيرة على تواجدي الدائم مع الخضر بعد انتقالي إلى اتحاد العاصمة، ولكن الخيبة كانت كبيرة، حيث لم أنل فرصتي ما تسبب في إبعادي من خيارات المنتخب، وهنا أقر بأن ارتكبت خطأ بالانتقال إلى سوسطارة، التي كانت تجربة سيئة للغاية حطمت مشواري الكروي فيما بعد وأنا الذي كنت أحلم بتحقيق الكثير.
-    لو نطلب منك تقييما لمستوى حراس البطولة الوطنية، ماذا تقول ومن هم أفضل ثلاثة حراس في الوقت الحالي؟
مستوى حراس البطولة الوطنية متقارب للغاية، ولم يعد هناك أسماء بارزة، خاصة مع مغادرة أفضل العناصر صوب الدوري السعودي (عسلة ودوخة وزغبة وبوصوف)، ويكفي أن المنتخب الوطني مشكل من حراس من خارج البطولة المحلية وأعني مبولحي وأوكيدجة ودوخة، وكلهم ينشطون بفرق أوروبية وعربية.
-    كلمة حول «ديربي» قسنطينة ؟
لن أرمي الورود على السنافر و»ليموكيست» إن قلت بأن ديربي قسنطينة كان الأفضل عربيا، ونافس حتى لضمان مكانة ضمن أحسن الديربيات في العالم، خاصة مع الحضور الجماهيري الكبير والأجواء التي كان يصنعها أنصار الفريقين سيما السنافر، ويكفي العودة إلى ديربي البركان الذي مازال يصنع الحدث في «اليوتيوب» لحد الآن، وفيديوهاته متداولة بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
-    ما رأيك فيما وصل له السنافر مؤخرا والفوز بلقب البطولة بعد طول انتظار ؟
سعيد لأن شركة فريق شباب قسنطينة الآن ملك لإحدى أقوى الشركات الوطنية (الشركة الوطنية للأشغال في الآبار)، وبالتالي فلا خوف على الموارد وكافة الظروف ستكون سانحة للعمل، وهو ما كان وراء اعتلاء السنافر منصة التتويج بعد طول انتظار، لقد سعدت كثيرا للفوز بلقب البطولة، واحتفلت كأنني مازلت أدافع عن ألوان الفريق، كما كنت فخورا بمشوار الفريق في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية الموسم الماضي، وآمل أن تتواصل أفراح السنافر الذين يستحقون التتويج بالألقاب كل موسم، كونه لا يوجد لهم مثيل في الوفاء وحب الألوان، وأنا مرتبط بهم وسأظل أشجعهم.
-    كلمة ختامية ؟
شكرا لكم على منحي هذه الفرصة من أجل استذكار تجربتي الرائعة مع السنافر، كما استغل الفرصة من أجل توجيه أسمى عبارات التهاني للجميع بمناسبة عيد الفطر المبارك، وندعو الله في الأخير أن يرحمنا ويرفع عنا هذا الوباء الذي غيّر حياتنا.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى