أسعى لتكوين نفسي جيدا وهدفي الأسمى تدريب المنتخب الأول
يرى الدولي السابق إبراهيم هواري خلادي، بأن منح الفرصة للكفاءات الجزائرية العاملة بالخارج، من شأنه أن يعيد كرة اليد الجزائرية إلى سابق عهدها، مضيفا في حواره مع النصر بأنه يسعى لتكوين نفسه جيدا، على أمل التواجد مستقبلا ضمن الطاقم الفني للخضر، كما تحدث خلادي عن مشواره كلاعب، وعدة أمور تخص الكرة الصغيرة.
نمثل بلدا اسمه الجزائر والاكتفاء بالتأهل إلى المونديال لا يعتبر إنجازا !
uبصفتك دولي سابق، كيف تعلقون على نتيجة المنتخب الوطني لكرة اليد خلال البطولة الإفريقية الأخيرة، التي احتضنتها تونس ؟
سأكون صريحا معكم، كنت آمل في نتيجة أفضل كون الجزائر بلد كرة اليد، والمنتخب حصل في وقت سابق على عدد من التتويجات، ولكن ما باليد حيلة، والفريق الوطني حقق نتيجة منطقية أيضا، على اعتبار أن منتخبي مصر وتونس يفوقاننا في عدة جوانب، وكنت قد رشحت الفراعنة للظفر بالتاج القاري لعديد المعطيات، وعن إنهاء الدورة في الصف الثالث فهذا أمر إيجابي بالنسبة لنا، خاصة وأننا بصدد إعداد منتخب جديد يقوده طاقم فني، استلم زمام الأمور شهر أوت الماضي فقط.
uهل العودة للمونديال بعد الغياب عن النسختين الماضيتين، يعد إنجازا في حد ذاته؟
نحن نتحدث عن بلد اسمه الجزائر، ولسنا أي منتخب والاكتفاء بالتأهل إلى المونديال غير كاف، ولا أراه إنجازا، وهنا أؤكد لكم بأنني تفاجأت من بعض التصريحات، التي يقول فيها أصحابها بأننا كنا في الموعد وحققنا الهدف المسطر بتونس...  كان عليهم أن يفكروا في التتويج حتى وإن كانت الإمكانيات غير متوفرة، على أن يوضع التأهل إلى المونديال كهدف ثاني، فبصفتي دولي سابق لم أتعود على غياب الروح التنافسية، وكنا ندخل كافة البطولات من أجل الظفر بالمرتبة الأولى، التي يجب أن تكون للجزائر التي تمتلك المواهب، ولطالما كانت رائدة في رياضة كرة اليد على المستوى القاري، على العموم علينا أن نحافظ على هذا المنتخب وأن نهتم بعامل الاستقرار، كونه الوحيد القادر على قيادتنا نحو منصات التتويج، كما من شأنه أن يجعلنا نستعد للمونديال القادم بالشكل المطلوب، وهي المحطة التي ستكون جد مهمة للاعبين، من أجل اكتساب الخبرة تحسبا للبطولات الإفريقية التي تنتظرنا.
uما رأيك في التركيبة الحالية للمنتخب؟
المنتخب الحالي مزيج بين أصحاب الخبرة ممن خاضوا البطولات الإفريقية ونهائيات كأس العالم، والشبان الذين التحقوا حديثا بالكتيبة الوطنية، وجلهم تم ترقيتهم من منتخب أقل من 21 سنة، وهو المنتخب الذي شارك بمونديال الشباب بالجزائر، ولذلك أنا أرى بأن منحهم الوقت كفيل بإعداد منتخب لا يقهر، ولكن علينا أن نرفع سقف الطموحات، ولا نكتفي بلعب الأدوار الثانية كما حدث في تونس، وهذا لن يتحقق سوى بالتحضير الجيد، ومواجهة فرق قوية من فرنسا وألمانيا، وكلها أمور ستزيد المنتخب قوة، وتجعله في أتم الجاهزية للمونديال المقبل، على أمل البصم على نتيجة جيدة، أقولها وأعيدها حافظوا على هؤلاء الشبان، وامنحوهم الوقت لاكتساب الخبرة، التي ستقودنا نحو الألقاب مستقبلا.
لهذا السبب لم تعد النوادي الأوروبية مهتمة بالجزائريين
uبماذا تعلقون على عمل آلان بورت ومساعده الطاهر لعبان ؟
المدرب آلان بورت لديه خبرة كبيرة سواء في فرنسا أو المنتخبات الإفريقية، وما حققه مع تونس يتحدث عنه، وأنا أتوقع له النجاح مع المنتخب الوطني شريطة وضعه في أفضل الظروف، كما أن تواجد الدولي السابق الطاهر لعبان في الطاقم الفني، كفيل بمنحه الكثير من الأشياء الإيجابية، فزميلي السابق في فرنسا لديه كافة المؤهلات، ولو نمنحه رفقة آلان بورت الوقت الكافي، سيحققان الكثير للمنتخب.
uهل أنت متفائل بإمكانية التألق في الدورة التأهيلية للأولمبياد رغم المأمورية الصعبة المنتظرة ؟
يجب أن نكون متفائلين، ولكن الحقيقة تقال المأمورية ستكون صعبة للغاية في مواجهة منتخبات أوروبية عالمية، وبالنسبة لي يجب علينا الذهاب إلى ألمانيا من أجل تحقيق المفاجأة، وإن لم يحالفنا الحظ سنكون راضين، كما علينا أن نستغل هذه الدورة التأهيلية من أجل التحضير للمواعيد القادمة، لأن الاحتكاك بفرق قوية سيكسب لاعبينا الخبرة، وسيجعلهم على دراية بمستواهم الحقيقي.
uحدثنا عن جديدك والفريق الذي تعمل معه في الوقت الحالي ؟
بخصوص مشواري التدريبي، فقد تحصلت سنة 2012 على شهادة تدريب في فرنسا تسمح لي بالعمل إلى غاية القسم الوطني الثالث، على أن أقوم بتحصيل شهادات أكبر مستقبلا، تسمح لي بالإشراف على فرق من القسمين الثاني والأول، وعن دخولي عالم التدريب فقط كان ذلك سنة 2011 مع الأصاغر أقل من 15 سنة، وبعدها فئة أقل من 18 سنة والتي قدتها إلى لعب مباريات نهائية، لأعمل كمدرب ولاعب في نفس الوقت عندما كنت في سن 31 مع فريق شارلو سورسون وحققت معه نتائج جيدة جدا، دون أن أنسى شغلي منصب مكوّن في ذات الفريق وإنهائي عدة بطولات مدرسية في الوصافة، وفي 2018 قررت التوقف، وهناك تلقيت عدة اتصالات من فرق محترمة في فرنسا، غير أنني رفضت مغادرة المدينة التي أقطن بها، في ظل ارتباطاتي العائلية، ضف إلى ذلك انشغالي بمشاريعي في وهران، أين قمت بفتح متجر لبيع الألبسة الرياضية، خاصة ألبسة كرة اليد، كما لدي مشروع آخر سيكون في صالح كرة اليد الجزائرية، سأتحدث عنه في الوقت المناسب، وعن عودتي للتدريب، فقد كانت من بوابة إحدى فرق المدينة الناشطة بالأقسام السفلى، وأنا الآن مهتم بالتكوين وترقية المواهب، وبالإشراف في نفس الوقت على الفريق الأول الذي قدته لإنهاء البطولة في الصف الثالث قبل أن نحقق الصعود، كما أفتخر بامتلاكي ديبلوم كمحضر بدني، ومؤطر للمدربين على مستوى الرابطات الجهوية.
أتمنى استغلال الكفاءات المهاجرة في التكوين وتأطير الفئات السنية
uبصراحة، هل أنت راض عن مشوارك خاصة مع المنتخب الوطني (كلاعب) ؟
بدايتي مع المنتخب الوطني كانت مع فئة الآمال سنة 2000، واستمرت إلى غاية 2006، والانطلاقة كانت جيدة بخوضي بطولة إفريقية ومونديال البرازيل، كما خضت الدورة التأهيلية لأولمبياد أثينا في أنغولا، وكانت أول مشاركة لي مع الأكابر في دورة عالمية، وبعدها تعرضت لإصابة حرمتني من خوض بعض المنافسات المهمة، كما تواجدت سنة 2005 في بطولة العالم بتونس، وكان عمري آنذاك 23 سنة أي من أصغر لاعبي المنتخب الوطني في تلك الدورة، كما غيبتني الإصابة عن البطولة الإفريقية بالمغرب في 2006، وهو الموعد الذي فشلنا خلاله في التأهل إلى المونديال، لأنتقل بعدها إلى فرنسا، أين لعبت لنادي في القسم الرابع، ما حال دون حصولي على دعوة المنتخب مجددا، وبعدها التحقت بفريق «آكس بروفونس» الناشط في القسم الثاني، غير أن هذا لم يسمح لي بالعودة لصفوف الخضر، وهناك استغربت كثيرا، خاصة وأنني كنت في أفضل مستوياتي وعمري لا يتعدى 25 ربيعا، وبالتالي لم أجد تفسيرات سوى أنني تعرضت للحقرة، على اعتبار أنه لا يعقل تجاهل أحد أفضل اللاعبين في منصبي كجناح خلفي، صدقوني ما حدث معي لا يزال يؤلمني لحد الساعة، لأنني كنت على يقين بمقدرتي على تقديم الكثير لبلدي بعد الخبرة التي اكتسبتها بعد احترافي.  
uلو نطلب منك العودة لتجربتك بفرنسا، كيف تم احترافك وماذا قدمت ؟

هاجرت في سن 23 إلى فرنسا وغايتي ضرب عصفورين بحجر واحد،، حيث رغبت في استكمال دراساتي العليا في الميكرو بيولوجيا، كما كنت حريصا على الاحتراف، وتحقيق حلمي بالذهاب بعيدا في عالم كرة اليد التي أعشقها منذ صغري، والبداية كانت من بوابة فريق في القسم الرابع لأنني لم أكن مستعدا للتفريط في دراستي، ووجدت كافة الترحاب من بعض التونسيين والجزائريين هناك، وأتذكر بأننا واجهنا بعدها فريق دانكارك من القسم الوطني الأول في الكأس، أين لفت إلي الأنظار، ما جعلهم يربطون الاتصالات بي، غير أن الصفقة لم تتم في آخر لحظة، لأجد نفسي أنتقل إلى نادي آكس بروفانس الناشط في القسم الثاني بفضل مناجيري قاسم واضح، الذي يعمل مع لاعبين كبار ومع فرق عالمية مثل برشلونة الاسباني، وبعدها لظروف عائلية غيرت وجهتي صوب مارتينغ وهناك أنهيت بطولة القسم الثالث كأفضل هداف، بتسجيلي أكثر من تسعة أهداف خلال كل لقاء، قبل أن يقوم أحد المناجرة بنقلي إلى شارلي سارسون، وأمضيت معهم لموسمين، غير أن المشاكل المادية والديون تسببت في إسقاطنا إلى القسم السادس، وهناك وجدت نفسي مرغما على  البقاء رغم كثرة الاتصالات، حيث رزقت بولد وكنت مطالبا بالبقاء إلى جانب زوجتي، كما أن إبعادي من المنتخب تسبب في فقداني الرغبة، وكنت أرى بأنه لا داعي لتواجدي في الأقسام الممتازة، وحققت الصعود في مناسبتين مع هذا الفريق، إلى أن تحولت إلى مدرب له في القسم الرابع، وأقولها وأعيدها راض بمشواري الاحترافي، رغم عدم لعبي في القسم الأول.
تعرضت للحقرة مع المنتخب وتم استبعادي رغم تألقي في فرنسا
uعدة أسماء جزائرية تنشط بالدوري الفرنسي هل هم عند مستوى التطلعات، وماذا عن وجود أسماء «فرانكو - جزائرية» راغبة في تمثيل الخضر؟
الجزائر كانت أفضل مُصدر للاعبي كرة اليد لفرنسا، ونتحدث هنا عن سليم مجال ورضوان عواشرية ومحمد بوزيان وهواري ملوك ورضوان سعيدي والطاهر لعبان وتوفيق سعداوي، وكلها أسماء تركت بصمتها في البطولة الفرنسية، غير أن الأمور تغيرت مؤخرا، وبات اللاعب التونسي الأكثر طلبا، وذلك بسبب تراجع الدوري الجزائري، ولو أن هناك بعض المحترفين الجزائريين في الوقت الحالي، على غرار كعباش مع نادي نيم وهشام داوود وأيوب عابدي مع تولوز، وهنا علينا أن نقر بأننا ارتكبنا أخطاء في الماضي، بعدم تسهيل احتراف بعض الأسماء التي كانت تتواجد في أفضل مستوياتها، كما أن غياب التكوين وافتقادنا لسياسة التنقيب، وراء الاكتفاء بعدد قليل من المحترفين بأوروبا، وهنا أتساءل لماذا لم يحترف بركوس في أوروبا، وعن اللاعبين مزدوجي الجنسية فهناك عدة أسماء ترغب في تمثيل الخضر، غير أن لا أحد من المسؤولين تقرب منهم، وهنا أنصح الفيدرالية بالاستفادة من هذه المواهب التي تلقت تكوينا ممتازا.
الاستقرار يجعلنا منتخبا لا يقهر وعلينا رفع سقف الطموحات في ألمانيا
uهناك عدة مدربين جزائريين في فرنسا ، ما السر في ذلك ؟
من يمتلك صفة لاعب دولي، يتلقى عروضا بالجملة من للإشراف على الفئات السنية، ولكن مع الحرص على تكوين هؤلاء المدربين بالشكل الجيد، رغم التكاليف العالية للحصول على الشهادات التدريبية، فتحصيل إحداها قد يكلفك حتى 8 آلاف أورو، وأنا رفقة عدة مدربين جزائريين استثمروا في هذا وبدؤوا التدريب في سن مبكرة، وعن نفسي باشرت المهمة وأنا لا أزال لاعبا أي في سن 28.
uيقال بأنك تحلم بالتواجد في الطاقم الفني للمنتخب الوطني، أليس كذلك؟
اكتسبت خبرة في عالم التدريب، كوني أشتغل كمؤطر منذ تسع سنوات، وعملت مع كافة الأصناف وفي كافة الأقسام وحققت معهم نتائج رائعة، كما ساهمت في ترقية عدة مواهب وتجهيزهم للعب لفرق كبيرة، كما أحوز على الشهادات المطلوبة، وأنا أحلم بتدريب إحدى الفئات السنية للخضر، وعن هدفي الأسمى يبقى الالتحاق بالمنتخب الوطني الأول، ولكن الوقت لا يزال بعيدا، وأنا مطالب بتجهيز نفسي بشكل جيد.  
uكرة اليد الجزائرية تفتقد للتكوين والدورات التدريبية، لماذا كل هذا الإهمال؟
يجب وضع مشروع ضخم لتكوين المدربين في الجزائر، كما علينا أن نبحث عن الطرق الجديدة لتحضير لاعبين من أعلى مستوى، كما يتوجب علينا استغلال الكفاءات، خاصة تلك الناشطة بفرنسا، كونها تود العمل في بلدها ولكنها لم تتلق أي اتصال.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى