في وجود بلماضي .. أتوقع تهاوي كل الأرقام أمام الخضر
رغم أنه قليل الظهور في وسائل الإعلام، إلا أن الحارس الدولي الأسبق ومدرب حراس نادي الفجيرة الإماراتي محمد بن حمو، خص النصر بهذا الحوار، تحدث فيه عن العديد من الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني في حقبة بلماضي، إلى جانب قرار تعيين بوقرة على رأس المنتخب المحلي، إضافة إلى الحارس مبولحي، الذي يشرف على تدريبه حاليا في فرنسا.
حاوره: بورصاص.ر
*في البداية نشكرك على قبول إجراء هذا الحوار، رغم أنك قليل الظهور في وسائل الإعلام؟
لا شكر على واجب ومرحبا بك، صحيح، لست من النوع الذي يتحدث كثيرا في وسائل الإعلام، وأحب استغلال معظم أوقاتي في العمل والتكوين، والحمد لله اليوم أملك كل الشهادات التي تسمح لي بالعمل في أي مستوى.
واثق من نجاح بوقرة مع المحليين وسيفاجئ منتقديه بمؤهلاته
*ماذا يفعل بن حمو في الوقت الراهن؟
اضطررت للعودة إلى فرنسا، بالنظر إلى الوضع السائد في مختلف بلدان العالم، بسبب تفشي هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه، أحيث غادرت مدينة دبي في أول يوم من  شهر رمضان المعظم للتواجد بالقرب من عائلتي، رغم أنني بقيت على اتصال مع مسؤولي نادي الفجيرة الإماراتي، رغم أنني بصدد دراسة العروض التي وصلتني، وفي الفترة الحالية أشرف منذ عدة أسابيع على تدريب مبولحي يوميا، للحفاظ على لياقته حتى يكون جاهزا للمواعيد القادمة.
*كلام كثير يقال في الصحافة السعودية عن رغبة مبولحي في تغيير الأجواء، هل تؤكد ذلك؟
لقد تحدثت معه في هذه النقطة، أعتقد بأن «الرايس» لا يزال مرتبطا بعقد مع فريق الاتفاق السعودي، وهو حاليا يتدرب بجدية، ولا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع، ولكن الشيء الذي أؤكده لكم هو أن مبولحي سيكون جاهزا من جميع النواحي، سواء قرر المواصلة في السعودية أو تغيير الأجواء، وأنا أعرف مبولحي جيدا، هو شخص يتمتع ببرودة أعصاب كبيرة، وعندما يقرر المغادرة فلن يوقفه أحد، وهو حاليا مركز على التدريبات وفقط.
*وما هو تألق مبولحي في السنوات الأخيرة؟
ربما الناس يستغربون ويتساءلون كيف لحارس يحافظ على نفس المردود، ويمكنه البقاء لعشر سنوات في المستوى العالي، ولكن عندما يعرف السبب يبطل العجب و لا يوجد أي سر، خاصة عندما تكون قريبا من مبولحي، وتقف على الجدية الكبيرة في العمل، والتضحيات التي يقوم بها، والتي سمحت له بالتألق، والحصول على عدة تتويجات وآخرها مع المنتخب الوطني في مصر، «الرايس» هو صديق قبل كل شيء، وأنا أشرف على تدريباته يوميا، يمكنني فقط أن أقول لكم «هو آلة عمل»، ففي الوقت الذي يستفيد فيه اللاعبون من الراحة، هو لا يتوقف عن التدريبات.
الناخب الوطني منح روحا جديدة لمحرز
*وهل تتوقع محافظة مبولحي على نفس المستوى والبقاء الحارس الأول للمنتخب لعدة سنوات أخرى؟
منصب حارس المرمى ليس كبقية اللاعبين، ويمكن لمبولحي المواصلة لسن متقدمة، وكل شيء متوقف على مدى رغبة «الرايس»، وحسب ما أقف عليه شخصيا، فإنه لا يزال متعطشا لتقديم المزيد، ولعب أكبر عدد ممكن من المباريات مع الخضر، ولما لا الظفر بإنجازات أخرى، ولست هنا أقطع الطريق أمام حراس المرمى الآخرين، بل عليهم بأن يتخذوا من مبولحي مثالا لهم، وكل هذا سيعود بالفائدة على المنتخب الوطني بالدرجة الأولى.
*من خلال حديثك عن المنتخب الوطني ومعرفتك الشخصية لبلماضي، ما الذي أضافه للخضر على حسب رأيك؟
لمسة جمال واضحة، وأعتقد بأنه ركز على بعض الجزئيات التي تجاهلها من سبقوه، كما أنه لا يترك أي مجال لعامل المفاجأة، حيث درس كل صغيرة وكبيرة، في ظل الفرديات الموجودة على مستوى المنتخب، فقد نجح بلماضي في تشكيل مجموعة متماسكة، لديها شخصيتها وطريقة لعب خاصة بها، لقد خلق روحا جديدة، كما أنه أضاف بصمته على مستوى التكتيك، لأنه معروف بذلك، كما أنه معروف منذ أن كان لاعبا بدوره القيادي، وحبه وتعلقه بالوطن وكلها عوامل ساعدته كثيرا، كما أن هناك نقطة مهمة.
مبولحي «آلة عمل» وبقاؤه في المستوى العالي لا يفاجئ
*تفضل.. ما هي هذه النقطة؟
جمال قريب جدا من اللاعبين ويتحدث معهم كثيرا، ما جعلهم يعتبرونه أكثر من أخ بالنسبة لهم، كما أنه يعمل بمبدأ المساواة، وهو ما جعل كل لاعب يحاول تقديم أفضل ما لديه، حتى يضمن مكانة في التشكيلة، وأؤكد لكم بأنني أتحدث مع عدة لاعبين في الهاتف وكلهم يقولون نفس الكلام، بأن الفضل في كل ما حققوه يرجع بالدرجة الأولى لبلماضي وليس لهم، وهو ما يؤكد حسن تسيير الناخب الوطني للمجموعة، وليس أمرا هينا أن تحقق لقب كأس إفريقيا بمصر عن جدارة واستحقاق في أول تحد لك، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قيمة جمال، وأنا شخصيا فخور به لأنني أعرفه جيدا.
* رياض محرز، من بين اللاعبين الذين تحسن أداؤهم مع الخضر منذ قدوم بلماضي ، إلى ماذا يرجع ذلك على حسب رأيك؟
أعتقد بأن رياض تحرر منذ قدوم بلماضي، خاصة وأنه منحه أهمية أكبر، ونشعر بأن محرز يستمتع في اللعب، ما يؤكد العمل النفسي الكبير الذي قام به بلماضي، ما سمح له بتفجير إمكاناته، كما أن رياض أصبح دوره إيجابيا فوق أرضية الميدان، بدليل أنه ساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب بالكان الأخيرة.
*أ لا ترى بأن منحه شارة القيادة أيضا، كان لها وقع إيجابي؟
نعم، هذه عي الطريقة التي انتهجها بلماضي، حتى يضع اللاعبين في حالة نفسية جيدة ويكسبهم ثقة أكبر في النفس، ومنح رياض شارة القيادة، لم يكن من العدم، بل لأنه يراه «القائد» مثلما يقال، وحامل لواء المنتخب، وليس محرز فقط، بل كل اللاعبين وحتى مبولحي والخط الخلفي، دون أن ننسى قديورة، الذي راهن عليه كثيرا وكسب الرهان.

سأكون فخورا بالتواجد ضمن طاقم «الماجيك»
*بلماضي رفع سقف الطموحات عاليا، إلى درجة تأكيده استهداف التنافس على مونديال قطر، ماذا يعني لك تصريح من هذا النوع؟
أنا فخور بمثل هذه التصريحات، لأنه هذا ما كان ينقصنا من قبل، القليل من التفاؤل وخاصة المجازفة، وهو ما يذكرني بمشوارنا سنة 2008 و2009 مع المدرب رابح سعدان، عندما تعاهدنا نحن كلاعبين على التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، عندما تجاوزنا المنتخب المصري وعدة منتخبات قوية، لقد كنا كرجل واحد، وجمال يريد رفع قيمة المنتخب الوطني، مثلما صرح قبل الكان بمصر، والحمد لله نجح في العودة بالتاج القاري، وهو ما زاد من طموحاته، ويريد نقل ذلك التفاؤل إلى الشعب الجزائري، كما أنه يريد غرس ثقافة جديدة لدى اللاعبين، حتى يؤمنوا أكثر بإمكاناتهم، ولما لا تحقيق نتائج أفضل من مونديال 2014، وكرة القدم لديها عدة عوامل تتحكم في النتائج، منها الحظ في عملية سحب القرعة ومردود اللاعبين يوم المباريات، وأنا شخصيا أرى بأن الجيل الحالي يمكنه صنع المعجزات، بعد التتويج بالكان، والمستوى المقدم في اللقاء الودي أمام منتخب كولومبيا بليل الفرنسية أمام ملعب ممتلئ عن آخره، رغم أنه لقاء ودي لكن هناك عوامل تبشر بالخير، لقد شعرنا بأننا نملك منتخبا من الطراز العالمي، لأنه ليس بالسهل أن تفوز أمام منتخب من ذلك الحجم، بالأداء والنتيجة وتسيطر على المباراة بالطول والعرض.
*نفهم من كلامك، بأنك متفائل بقدرة الخضر على التألق في مونديال قطر في حال التأهل؟
بطبيعة الحال، خاصة وأن الأمر يتعلق بمونديال باللعب في الأراضي القطرية، البلد الذي يعرفه جمال جيدا، يجب أولا ضمان التواجد في هذا المحفل العالمي وعدم استباق الأحداث، لأن المشوار سيكون صعب، وكل المنتخبات ستحاول الإطاحة بالخضر، وبعدها سنفكر في المونديال، رغم أنني ما أقف عليه من علاقة حميمية بين اللاعبين، وتواصلهم الدائم عبر الهاتف رغم الظرف الصحي الصعب، يدل على أن مدرب الخضر نجح في تشكيل أسرة وهو أهم مكسب، وبلماضي لم يخطئ عندما قال بأنه سيذهب لقطر لمحاولة الوصول إلى أبعد حد.
«الرايس» يفكر في تغيير الأجواء ولكن..
*وكيف ترى مستقبل الخضر، في ظل وجود بعض الأسماء الصاعدة في صورة بن رحمة؟
لا يمكن القول بأنهم لاعبين شبان، بل هم جميعا اكتسبوا الخبرة، وأكدوا إمكاناتهم سواء مع المنتخب أو مع الأندية التي ينشطون معها، وعندما نتحدث عن لاعبين في صورة بن سبعيني أو بن ناصر، فلقد نجحوا في فرض أنفسهم مع أندية كبيرة في أوروبا، وهو ما سيعود بالفائدة على المنتخب، دون أن ننسى ما يصنعه بن رحمة في البطولة الإنجليزية وأتمنى له الالتحاق بفريق أكبر، خاصة وأنه يملك عدة عروض من فرق كبيرة، وهو ما يؤكد بأنه لا خوف على الخضر.
*نعرج للحديث عن المنتخب الوطني المحلي وتعيين زميلك السابق مجيد بوقرة مدربا جديدا، كيف استقبلت هذا الخبر؟
لقد فرحت كثيرا لهذا التعين، لقد كان لي الحظ وعملت معه، وأؤكد لكم بأنه يملك مؤهلات كبيرة، سواء من الناحية التكتيكية أو قراءة المباريات، وحتى طريقة تسيير المجموعة، ولديه خبرة كبيرة كلاعب مع المنتخب الوطني، وبكل بساطة أراه إضافة للمنتخب الوطني المحلي.
*تبدو متفائلا بقدرة مجيد على النجاح؟
نعم متفائل كثيرا، لأنني أعرفه جيدا، كما أؤكد لكم بأنه كان يتابع مباريات البطولة الوطنية منذ عدة سنوات ويعرف جيدا اللاعبين، وأنا أعي ما أقول والوقت سيكشف صحة كلامي، وأقول للفئة التي انتقدت قرار تعيينه، بأنهم يفاجؤون بالعمل الذي سيقوم به على رأس المنتخب المحلي.
بن ناصر وبن سبعيني تألقا مع كبيرين وبن رحمة بحاجة لناد طموح
*وهل يمكننا مشاهدتك ضمن الطاقم الفني؟
لا يمكنني استباق الأحداث، في الوقت الراهن أحاول الاستفادة من تواجدي إلى جانب عائلتي، ومواصلة تحضير مبولحي للاستحقاقات القادمة، وبعدها سأفكر في مستقبلي، لأننا لا ندري متى ستعود المنافسة في الجزائر وفي بلدان أخرى، وهو ما يعني بأنني أملك متسع من الوقت، ولما لا التواجد مع الطاقم الفني لبوقرة، وهو فخر بالنسبة لي العودة مجددا للخضر.
ب.ر

الرجوع إلى الأعلى