طموحي ميدالية في طوكيو وإنهاء البطولة مع الثماني الأوائل يُرضيني
وعد العداء أمين بلفرار، الاختصاصي في سباقي 400 و800 متر، بخطف ميدالية في الألعاب الأولمبية بطوكيو، ولو أنه سيكون راضيا بإنهاء البطولة مع الثمانية الأوائل، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه يعيش وزملاءه الرياضيين العالقين بكينيا منذ أزيد من خمسة أشهر كاملة، كابوسا مخيفا يتمنون الاستيقاظ منه سريعا، ولن يكون ذلك سوى بإجلائهم عن قريب، كما تحدث ابن عين الدفلى عن مشواره وخوضه عدة دورات دولية مهمة، في مقدمتها الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو.
نعيش كابوسا بسبب الابتعاد عن الوطن والأحباب منذ5 أشهر
rهل أنت مع الرياضيين العالقين بكينيا، وإن كان كذلك هل يمكن أن تطمئننا عن نفسك وبقية زملائك؟
أجل، أنا رفقة البعثة الرياضية المتواجدة بكينيا منذ 16 فيفري الماضي، عندما انتقلنا إلى مدينة إيتان، من أجل إقامة تربص تحضيري يدوم 40 يوما، تحسبا للبطولة الإفريقية المبرمجة بالجزائر، فضلا عن الاستعداد لأولمبياد طوكيو، غير أن انتشار فيروس كورونا غيّر كافة مخططاتنا، وأجبرنا على البقاء هناك لفترة تقارب الخمسة أشهر كاملة، ولو أنه لحسن حظنا أن السفارة الجزائية بنيروبي لم تبخل علينا بشيء، حيث وضعتنا في أفضل الظروف، وأنستنا بعض الشيء ألم الغربة، على العموم البعثة ككل بخير، والجميع في انتظار موعد العودة إلى أرض الوطن، وهناك سنستفيق من هذا الكابوس المخيف الذي عكّر علينا حياتنا.
rقضيتم أزيد من أربعة أشهر بنيروبي، كيف عشتم هذه الفترة العصيبة؟
صدقوني مررنا بفترة عصيبة جدا، كوننا بعيدين عن أهلنا وأحبابنا لفترة طويلة قاربت الستة أشهر كاملة، كما أن صوم شهر رمضان بكينيا لم يكن سهلا على الإطلاق، غير أنه لم يكن أمامنا من حلول سوى أن نصبر، ونفوض أمرنا للمولى عزوجل، وكما يقال عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وبالتالي ركزنا جميعا على مواصلة التحضير، على أن نكون في أتم الجاهزية مع عودة المنافسات، خاصة وأن وباء كورونا لن يظل إلى أمد الدهر، وسيزول عاجلا آم آجلا.
rهل من وعود لإجلائكم ومتى تعودون لأرض الوطن؟
لا علم لنا بموعد عودتنا إلى الجزائر، رغم أننا قمنا بكافة الإجراءات المطلوبة، وحسب معلوماتي بقاؤنا بالعاصمة نيروبي، سيستمر إلى إشعار غير معلوم، خاصة مع عدم زوال هذا الوباء، الذي كان وراء غلق كافة المطارات سواء بالجزائر أو حتى كينيا، التي أصابها فيروس كورونا أيضا، وتسبب في تطبيق إجراءات الحجر الصحي.
فشلت في التأهل إلى نهائي أولمبياد ريو وكسبت الكثير من التجربة
rهل صحيح أنكم حولتم اهتماماتكم للتحضير بعد أن طال تواجدكم بكينيا؟
في بادئ الأمر كان أفراد البعثة متخوفين، بعد أن وجدنا أنفسنا عالقين بكينيا، ولكن بعد الانتقال إلى نيروبي، أين وجدنا كافة الترحاب من السفارة الجزائرية، حوّل الجميع اهتماماته صوب التحضير مع تخفيف إجراءات الحجر الصحي، على أمل الاستفادة من هذه الفترة، خاصة مع تأجيل كافة المسابقات، وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية بطوكيو.
rحدثنا عن نفسك (سنك واختصاصك)؟
اسمي أمين بلفرار عداء في صفوف المنتخب الوطني لألعاب القوى عمري 29 سنة، واختصاصي 800 متر و400 متر، بدأت ممارسة العدو في سن التاسعة، ومنذ سنة 2000 إلى يومنا هذا وأنا في هذا المجال، وانطلاقتي كانت من نادي العطاف بعين الدفلى، الذي نشطت فيه 10 سنوات كاملة، وفي 2010 تم استدعائي للمنتخب الوطني، كما حظيت أيضا بدعوة المنتخب العسكري، الذي مثلته في عدة مسابقات دولية.
rمتى آمنت بموهبتك وإن كانت لدينا إنجازات حدثنا عنها؟
خُضت رفقة المنتخب الوطني عدة منافسات دولية مهمة، ففي 2012 شاركت في البطولة العربية العسكرية بالسودان، وتحصلت على المرتبة الرابعة، وفي 2013 تأهلت إلى بطولة العالم بموسكو وألعاب البحر الأبيض المتوسط بتركيا، كما حصدت المرتبة الخامسة في أول مشاركة لي في بطولة العالم، وسني لم يتعد آنذاك 21 سنة، قبل أن أتعرض في 2014 إلى إصابة قوية، أبعدتني عن المضمار لفترة طويلة، وفي 2015 شاركت في الألعاب أولمبية العسكرية بكوريا الجنوبية، وأنهيت البطولة في الصف الرابع، لأخوض بعدها أفضل دورة في مشواري، بعد أن كنت حاضرا في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو 2016، حيث كنت حريصا على كتابة التاريخ، غير أنني اكتفيت في آخر المطاف بالتأهل إلى النصف النهائي، لأنهي البطولة في المرتبة 15، لتكون سنة 2017 رائعة بالنسبة لي، رغم مرارة الإصابة، حيث فزت بالدوري الماسي في قطر بحصدي المرتبة الأولى، وتأهلت إلى بطولة العالم بلندن، وكنت مرشحا للظفر بالمعدن النفيس، غير أن الإصابة غيبتني عن النهائي، ووجدت نفسي مجبرا على دخول المستشفى.
كنت مرشحا للظفر بالذهب في بطولة العالم بلندن والإصابة أدخلتني المستشفى
rماذا حدث معك بالضبط حتى غبت بعدها عن أهم المنافسات ؟
قبل إصابتي في 2017، شاركت في تلك السنة في الألعاب الإسلامية بمدينة باكو بأذربيجان، وتحصلت على المرتبة الثالثة، وكنت في أتم الاستعداد لبطولة العالم بلندن، قبل أن تصدمني الإصابة، وفي 2018 تأهلت إلى ألعاب البحر المتوسط بإسبانيا والألعاب الإفريقية بالمغرب، ولكنني غبت عن البطولتين بسبب تلك الإصابة، لأعود لأجواء المنافسة في 2019 بخوضي بطولة العالم بقطر والألعاب الأولمبية العسكرية بيوهان، غير أن نتائجي لم ترق إلى مستوى التطلعات، كوني لم أكن في أتم جاهزيتي، للمشاركة في بطولات من هذا الحجم.
rما رأيك في قرار تأجيل أولمبياد طوكيو وهل تحلم بالمشاركة في هذا المحفل العالمي؟
غايتي من الانتقال إلى كينيا كانت التحضير للألعاب الإفريقية بالجزائر والألعاب الأولمبية بطوكيو، غير أن انتشار فيروس كورونا اضطر المسؤولين، لتأجيل كافة المواعيد إلى السنة المقبلة، وهو ما اعتبره بمثابة القرار الصائب، في ظل استحالة المجازفة بأرواح الرياضيين، على العموم سيكون لي الوقت الكافي للتحضير للمحفل العالمي بطوكيو، على أن أمل إنهاء البطولة مع الثمانية الأوائل.
rالجزائر تراجعت عن إنجاب أبطال مميزين في رياضة ألعاب القوى والعدو بالتحديد واكتفينا بمخلوفي فقط في آخر السنوات، لماذا؟
في غياب الاهتمام والدعم لا يمكن أن ننتظر الإنجازات، وفي الجزائر للأسف هناك إهمال كبير للرياضيين، وخاصة رياضيي الألعاب الفردية، إلى درجة أن لا أحد يحظى بالمساندة المطلوبة، وحتى البطل توفيق مخلوفي، لو لقي رعاية أكبر لحقق ألقابا أكثر، على العموم الرياضي مثل الشجرة إن اعتنيت به يهديك الألقاب، كما تهدي الأشجار الثمار.
rما الفرق بينكم وبين زميلكم مخلوفي وهل هو محظوظ أم اجتهد أكثـر ؟
لا توجد فروقات كبيرة بيننا وبين مخلوفي، ولو نحظى بالدعم المطلوب نعد بجلب ميداليات أكثر للجزائر في المحافل الدولية، وعن نفسي أتدرب بجدية كبيرة مع المدرب عمار بينيدا، وأملي أن أكون عند مستوى التطلعات في الاستحقاقات المقبلة.
الرياضي مثل الشجرة إن اعتنيت به يهديك الألقاب كما تقدم الأشجار الثمار 
rما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟
طموحي الأكبر التألق في الألعاب الأولمبية بطوكيو، وأن أكون فوق منصة التتويج، وإن لم يكتب لي سأكون سعيدا بإنهاء البطولة مع الثمانية الأوائل.
rهل من كلمة أخيرة ؟
في ختام حواري أشكر المدرب عمار بيندا الذي ساعدني كثيرا في مشواري، ولا يزال وراء تطوير مؤهلاتي إلى حد الآن، كما أحيي الجيش الوطني الشعبي الذي لم يبخل عليّ بشيء، وحاول تلبية كافة حاجياتي، دون أن أنسى جريدتكم التي تهتم بالرياضات الفردية، وتمتعنا في كل مرة بحوار مع رياضي، في اختصاص معين.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى