أحمـل لقـب بطلـة القـارة وهـذا أكـبر محـفز لأكــافح على تأشـيرة طـوكيو
ترى شيماء ميدي، أن تتويجها بطلة لقارة إفريقيا في رياضة الكاراتي، يجعلها مجبرة على حجز مكانتها في الألعاب الأولمبية بطوكيو، مشيرة في حوارها مع النصر، بأن نقص الإمكانيات لا تراه عائقا أمامها للوصول إلى كافة أهدافها وطموحاتها، كما تحدثت البطلة الجزائرية عن تضحيتها بدراستها، وعدة أمور أخرى تخص مشوارها الرياضي، تكتشفونها في هذا الحوار الذي خصت به جريدة النصر.
مشاكل اتحادية الكاراتي ضيعت علينا الكثير
*بداية قدمي نفسك للجمهور الرياضي ومحبي الكاراتي ؟
اسمي شيماء ميدي أبلغ من العمر 24 سنة، رياضية في المنتخب الوطني للكاراتي، ومتحصلة على عدة ألقاب وطنية ودولية.
*كيف بدأت ممارسة هذه الرياضة، ومتى آمنت بمقدرتك على النحاج؟
لم أكن وراء ولوج عالم الرياضة، بل والدي من وجهني إليها تحت شعار العقل السليم في الجسم السليم، واخترت رياضة الكاراتي بالتحديد، لأنها الرياضة الوحيدة التي كانت مُتاحة أمامي، في الحي الذي أقطن به إلى جانب كرة القدم، كما كنت مولعة برياضة الكاراتي منذ صغري، وحرصت على الذهاب لممارستها باستمرار للترفيه عن نفسي، وعندما كبرت ازداد تعلقي بها، لأنني لا أحب الخسارة،  واجتهدت كثيرا في بداية مشواري لإثبات مؤهلاتي، والحمد لله سارت الأمور معي كما أريد، وحتى لياقتي البدنية ساعدتني كثيرا في شق طريقي نحو النجاح، ضف إلى ذلك فقد دخلت المنتخب الوطني في سن مبكر، حيث كنت أبلغ 14 سنة فقط، ولهذا كان الأمر بالنسبة لي مسؤولية كبيرة، وكنت مضطرة لتقديم كل ما أملك لإرضاء الجميع، وحتى الفريق الذي أنتمي إليه ساعدني كثيرا للوصول إلى كافة أهدافي، إلى جانب التربصات التي خضتها، إذ طورت مستواي كثيرا.
فزت بالذهب في أول مشاركة قارية وتصنيفي العالمي زاد مسؤولياتي
*من ساعدك لتصبحي بطلة إفريقية في الكاراتي؟
الفضل كل الفضل يعود إلى الوالدين، إلى جانب الرعاية التي حصلت عليها من فريقي وكذا مسؤولي المنتخب الوطني، حيث أخضعوني لعدة تربصات كانت وراء تطوير مستواي، وكذا تمكيني من الاحتكاك بالمستوى العالي، والحمد لله شاركت في عدة بطولات، وحصدت عدة ألقاب شرفت بها عائلتي وبلدي الجزائر.
*حدثينا عن إنجازاتك ؟
الحمد لله اعتليت منصة التتويج في أول مشاركة دولية، حيث فزت بالذهب في البطولتين الإفريقية والعربية بالمغرب، كما أنهيت البطولة العالمية في الصف السابع سنة 2011، ولم يحالفني الحظ في 2013 في البطولة العالمية، رغم أنني كنت قد حضرت لهذا الموعد بشكل جيد، ولو أن تلك التجربة أفادتنا فيما بعد، وأكسبتني الخبرة التي كنت أبحث عنها، بدليل أنني حصدت بعدها عدة ألقاب.
وبعدها دخلت رياضة الكاراتي الجزائري في دوامة وصراعات، ومنه لم نتمكن من خوض أي منافسة لمدة سنتين كاملتين أي من 2014 إلى 2016، والسبب في ذلك اتهام البعض على مستوى الاتحادية بمنح تأشيرات لغير الرياضيين، على العموم تلك الفترة أثرت فينا كثيرا، وضيعت علينا فرصة التتويج بالمزيد من الميداليات، ولو أننا حاولنا تجاوز ذلك، وهذا من خلال التركيز على موعد العودة فقط، والحمد لله كنت عند مستوى التطلعات سنة 2018  بكيغالي، حيث تحصلت على المرتبة الثالثة في الفردي والأولى جماعي، كما خسرت النهائي في بوتسوانا في نفس العام، عندما واجهت إحدى البطلات المصريات، حيث بذلت مجهودات جبارة، وأنهيت المنازلة بتعادل 2-2، ورغم ذلك كان الذهب من نصيب منافستي، كونها فازت بالمنازلة الأولى، دون أن أنسى اكتفاءنا بالمرتبة الثالثة في الفرق.
تأجيل الألعاب الأولمبية خدمني بسبب إصابتي الخطيرة
*سنة 2019 كانت جيدة بالنسبة لك، قبل أن تتعرضي للإصابة، أليس كذلك؟
خضت في 2019 الألعاب الإفريقية في الرباط، وتحصلت على الذهب في الفردي، بعد التضحيات الجسام التي قدمتها طيلة الدورة، لأستعيد بذلك لقبي الضائع، كما أنهيت البطولة في المرتبة الثالثة حسب الفرق، ليأتي فيروس كورونا ويوقف كل مشاريعي، ويعيد كافة الرياضيين إلى نقطة الصفر، ولو أن فترة التوقف يمكن اعتبارها إيجابية بالنسبة لي، بعد أن تعرضت لإصابة أبعدتني عن البساط لفترة.
*تأجيل أولمبياد طوكيو بسبب كورونا صب في صالحك بسبب معاناتك من الإصابة، ما تعليقك؟
رغم انتشار فيروس كورونا في جل بلدان العالم بما فيها الجزائر، إلا أنني لم أتوقف عن التدريبات، وكنت أتمرن باستمرار في الشارع وبالقرب من منزلي للحفاظ على لياقتي البدنية، قبل أن أتعرض لإصابة قوية على مستوى الكاحل، وكان ذلك خلال شهر رمضان، ما جعلني أركن للراحة لفترة طويلة، والحمد لله أن كافة المنافسات الدولية تم تأجيلها إلى إشعار غير معلوم، خاصة وأنني كنت معنية بالدورة التأهيلية لأولمبياد طوكيو، وهو الموعد الذي أطمح لعدم تضييعه، خاصة وأن المشاركة به حلم أي رياضي، فما بالك برياضية تحدت كافة الصعاب التي واجهتها لحد الآن، وكلها أمل أن ترفع راية بلدها عاليا في إحدى أكبر التظاهرات العالمية.
*هل أنت قادرة على اعتلاء منصة التتويج في طوكيو؟
يجب على الرياضي أن يكون طموحا، ولذلك سأجتهد كثيرا خلال أولمبياد طوكيو من أجل الظفر بإحدى الميداليات، ولو أنني مطالبة باقتطاع تأشيرة التأهل أولا، وبعدها سيكون لكل مقام مقال، حتى وإن كنت مقتنعة بمؤهلاتي، حيث أعد من خيرة الرياضيات في الكاراتي على المستوى القاري، وأحلم بأن أصنع لي اسما على المستوى العالمي، ولن أجد فرصة أفضل من الألعاب الأولمبية.
باشرت دراسة المحاسبة وشغف الرياضة عدّل مشاريعي الدراسية
*توقفت عن إكمال الدراسة بسبب رغبتك في النجاح في الكاراتي، هل كان قرارك صائبا أم ندمت على ذلك؟
بعد حصولي على شهادة  البكالوريا، اخترت دراسة المحاسبة بكلية دالي إبراهيم، غير أنني كنت أتغيب باستمرار، بسبب مشاركاتي في المعسكرات ومختلف البطولات، وهو ما أجبر المسؤولين بالجامعة على مطالبتي بالاختيار بين الدراسة والرياضة، ولأنني وصلت إلى هذا المستوى كان المستحيل أن أفرط في الكاراتي، والآن غيرت مشروعي، حيث أدرس في عين البنيان مربية، والحمد لله تفهموا كثرة غياباتي، كوني من رياضيي النخبة وأمثل بلدي في التظاهرات العالمية، على العموم لم أندم على أي قرار اتخذته حتى التوقف عن الدراسة لم يحزني، بقدر ما كنت أبحث عن النجاح في عدة مجالات لإرضاء عائلتي.
*ماذا ينقصك لمواصلة التألق وما رسالتك للمسؤولين للاهتمام بالرياضات الفردية أكثـر؟
نقص الإمكانيات لا أراه عائقا بالنسبة لي، لأنها لا تخصني بمفردي بل كافة الرياضيين يعانون من نفس الإشكال، والمشاركة ببطولات بحجم الأولمبياد أكبر من كل ذلك، ولو أن السلطات المعنية يجب أن تراعي تضحياتنا، لأن غايتنا تشريف الراية الوطنية، ولا أعتقد بأن هناك من يرى تحدي طوكيو بمثابة جولة سياحية، وعن نفسي سأبذل كل ما في وسعي للتألق، خاصة وأن الكاراتي بات بمثابة جزء لا يتجزأ من حياتي، ولن أركز على المساعدات، وسأكتفي بالتدريبات، والبحث عن حصد الميداليات، في انتظار دعم المسؤولين، لأنهم أدرى باحتياجات الجميع.
نقص الإمكانيات لا أراه عائقا وطوكيو لن تكون للسياحة
*هل لديك ما تضيفينه في الأخير؟
الاحتراف حلم أي رياضي وإن أتيحت لي الفرصة في يوم من الأيام لن أضيعها، ولو أنني أرى نفسي محظوظة، كوني أتمرن مع فريق أولمبيك بئر التوتة منذ الصغر، ولدي مدربان من مستوى عال ساعداني كثيرا طيلة مشواري، دون أن أنسى مدربتي بالفريق الوطني فايزة زيقاوة التي لم تبخل علي بشيء، وكانت وراء بقائي متألقة، كما استغل الفرصة في ختام الحوار لأشكركم على هذه الالتفاتة، وأعدكم وأعد الجمهور الرياضي، بأن أكون عند حسن ظنهم خلال التحديات القادمة.
حاورها: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى