وضعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مخططا ثالثا كحل أخير للحسم في مستقبل الموسم الكروي العالق، وذلك بمراعاة الوضعية الراهنة للأزمة الوبائية، واتخاذ مؤشر عدد الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس منحى تصاعديا منذ نحو أسبوعين، لأن الفاف مصممة على ضرورة إكمال المرحلة المتبقية من الموسم الكروي 2019 / 2020، قبل التفكير في الموسم الموالي.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، والذي أوضح في سياق متصل، بأن المخطط الثالث الذي تم وضعه يقضي بحصر قرار إكمال الموسم العالق في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، مع تعليق المنافسة في باقي المستويات إلى غاية أواخر السنة الجارية، وترقب التخلص من الوباء، على أن يتم دمج موسمين في موسم واحد، بالنسبة للمنافسة من الرابطة المحترفة الثانية إلى بطولة ما قبل الشرفي، وهذا للتقليل من عدد المباريات في المرحلة الأولى من استئناف المنافسات، وحصرها في أعلى مستوى، حتى تتاح الفرصة للنوادي من أجل تطبيق «البروتوكول» الصحي وفق المعايير التي تكفي لتوفير الوقاية اللازمة للاعبين وأعضاء مختلف الطواقم، سواء أثناء التدريبات أو في المباريات الرسمية، بينما يبقى مستقبل الموسم الحالي في باقي الأقسام معلقا إلى حين تحسن الوضعية الوبائية.
حسم الموسم إداريا غير مطروح
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن هذا المخطط تم وضعه في خانة الحل الأخير الذي تعتزم الاتحادية اللجوء إليه في حال استمرار انتشار الفيروس بالجزائر أطول فترة ممكنة، لأن الوضع الراهن دفع بالمكتب الفيدرالي، في اجتماعه المنعقد قبل أسبوع إلى تمديد حالة «السوسبانس»، والتمسك بقرار استئناف البطولة في جميع أقسامها بعد رفع الحجر الصحي، شريطة تلقي الضوء الأخضر من السلطات العليا للبلاد، وهو الموقف الذي يجسد إصرار الفاف على إسقاط فرضيتي الموسم الأبيض وتوقيف البطولة من قاموسها، والبحث بالمقابل عن حلول كفيلة بضمان نهاية الموسم «ميدانيا»، دون الاحتكام إلى قرارات «إدارية» للفصل في كيفيات الصعود والسقوط، وما لذلك من انعكاسات، وما تخلفه من ردود أفعال، في غياب نصوص قانونية واضحة تخول للهيئات الكروية الوطنية اعتماد صعود أو سقوط فريق دون النهاية الفعلية للمنافسة.
الاستئناف برزنامة استثنائية في باقي المستويات
مصدر النصر أوضح في سياق متصل، أن المخطط الثالث مستمد بالأساس من وضعية أندية الهواة منذ توقف البطولة منتصف شهر مارس الفارط، لأن وضعية اللاعبين الهواة تختلف من الناحية الإدارية عن تلك الخاصة بنظرائهم المحترفين،  على اعتبار أن ارتباطاتهم مع الأندية تبقى بعقد معنوي فقط، ونهايته كانت في أواخر شهر جوان من كل سنة، والأزمة الوبائية التي ظهرت في العالم برمته، أبقت بطولات الهواة في الجزائر متوقفة قبل 6 جولات من إسدال الستار عليها، الأمر الذي جعل رؤساء أغلب الفرق يؤكدون عدم القدرة على مواصلة الموسم، في ظل عدم وجود أي سند قانوني، يجبر اللاعبين على العودة إلى أجواء التدريبات والمنافسة بعد انتهاء فعالية العقد المعنوي، مع شروعهم في التفكير بجدية في الموسم الموالي، وإمكانية الالتحاق بفريق آخر، مادامت حركية «الميركاتو» بالنسبة للهواة ليست مرهونة بوثيقة التسريح.
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن الفاف ذهبت إلى وضع المخطط الثالث كحل لهذه الإشكاليات، إذا ما استمرت الأزمة الوبائية في الجزائر إلى ما بعد فصل الصيف، وهو المخطط الذي يضع أندية الرابطة الثانية في نفس الكفة مع المستويات السفلى، لكن بمعطيات جديدة، لأن الاستئناف سيكون، حسب ما جاء في هذا المخطط، في أواخر السنة، وذلك بضبط رزنامة استثنائية لكل رابطة، وفق المرحلة المتبقية من الموسم العالق، مع تمكين الأندية من القيام باستقدامات جديدة، وحتى استخراج إجازات جديدة للاعبين، والرزنامة ستكون موزعة بين الجولات المتبقية من البطولة وتصفيات كاس الجزائر، حتى يتسنى للاعبين خوض أكبر عدد ممكن من اللقاءات الرسمية، سيما وأن الجولات المتبقية من موسم 2019 / 2020 لا تتعدى 8 جولات على أقصى تقدير، ومدة شهرين تكفي لإنهاء المنافسة بكل أريحية، إلا أن الوضع الاستثنائي دفع بالمكتب الفيدرالي إلى التفكير بجدية في إكمال الموسم، ولو اقتضى الأمر دمج موسمين في موسم واحد، بغية تمكين الفاف من «إنقاذ» مشروع النظام الجديد للمنافسة، لأن تجسيده ميدانيا بلغ مرحلة جد متقدمة، واعتماد الصعود بنظام «الكوطة» من وطني الهواة وكذا ما بين الرابطات جعل الإتحادية تصطدم بإشكال كبير بعد التوقيف الاضطراري للمنافسة جراء جائحة كورونا، سيما وأن ظهور الوباء تزامن واقتراب الموسم الكروي من نهايته، ومصير بعض تأشيرات الصعود قد حسم، مما حال دون اتخاذ أي قرار آخر يقضي باعتماد موسم أبيض أو توقيف البطولة.
حسابات اللقب والتمثيل الخارجي سند خطة الاتحادية
وخلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن وضع الرابطة المحترفة الأولى في خانة استثنائية، يبقى المسعى منه العمل على تطبيق التوصيات التي ما فتئت تقدمها الفيفا والكاف إلى جميع الإتحادات الوطنية، والتي تحرص فيها على بذل قصارى الجهود لإكمال الموسم، وهذا المخطط يجبر أندية المحترف الأول على استئناف المنافسة، مع تطبيق «البروتوكول» الصحي، بغية الحسم في مصير اللقب، وكذا التأشيرات المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا وكذا كأس الكاف، إضافة إلى المنافسة العربية، ولو أن الملفت للانتباه أن هذا المخطط يلغي السقوط، لكنه بالمقابل يتخذ من نظام خصم النقاط كعقوبة لثنائي المؤخرة، تحسبا للموسم القادم، لأن المنافسة في الموسم الموالي، ستكون بنفس النظام والتركيبة، مادامت باقي الأقسام ستكون منشغلة، بإتمام المرحلة المتبقية من الموسم الحالي.
للإشارة، فإن المكتب الفيدرالي، كان قد وضع في بادئ الأمر على طاولة وزارة الشباب والرياضة، مقترحين بخصوص مصير الموسم الكروي، لكن إجماع رؤساء أندية الرابطة المحترفة بقسمها الأول والثاني، على تزكية مقترح «توقيف» البطولة واعتماد فوج في الرابطة الأولى بـ 20 فريقا، جعل الفاف تذهب إلى مخطط ثالث، للخروج من الوضعية العالقة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى