عوقبت بسنة لسوء تفاهم حدث بين مدربي والناخب الوطني !
تكشف لاعبة المنتخب الوطني وبطلة الجزائر في التنس ياسمين بوجادي عن طموحها في تشريف الألوان الوطنية، ونيل المزيد من الألقاب الدولية معبرة في حوار مع النصر عن ثقتها في مؤهلاتها، دون أن تخفي استياءها العميق، من تنكر الاتحادية لإنجازاتها وتضحياتها بحرمانها من «منحة الأبطال»، كما وصفت ابن مدينة سكيكدة زميلتها إيناس إيبو باللاعبة الكبيرة التي تستحق الدعم.
حاورها : كمال واسطة
*بداية هل لك أن تقدمي نفسك للجمهور ؟
ياسمين بوجادي من مواليد 5 سبتمبر 1996 بمدينة سكيكدة طالبة جامعية ماستر 1 لغة فرنسية، ولاعبة تنس عضو في المنتخب الوطني، كما أحوز لقب بطلة الجزائر أكابر، كما كان لي شرف نيل عديد  الميداليات والألقاب، بعد مشاركات عدة على الصعيدين الوطني و الإقليمي.
*كيف كانت بدايتك مع رياضة التنس؟
 مشواري مع هذه الرياضة، بدأ وعمري ثماني سنوات، وبالتحديد في عام 2004، وبحكم أن أبي كان رياضيا سابقا ومن ممارسي هذه النوع من الرياضة، فقد لاحظ تفوقي على زميلاتي في الحي، فقرر أن أنتسب إلى نادي كرة التنس،  ومن ثمة بدأت المسيرة ضمن هذا العالم.
تيم دومينيك حر في ماله ولا تعليق على ملف إيبو والمسؤولين
*هذا يعني أن والدك كان له فضل كبير لما وصلت إليه ؟
بطبيعة الحال، والدي يعود له الفضل الكبير فيما وصلت إليه، فهو مدربي الأول، ورافقني في كل خطواتي، فهو أستاذ في الرياضة البدنية وبطل جزائري سابق في لعبة الشطرنج، وضحى لأجلي بالغالي والنفيس رغم مسؤوليته الكبيرة، وتصور لقد وصل به الأمر أن يبيع محله من أجل توفير مصاريف نشاطي الرياضي، حيث اعتبرني مشروع العائلة، لكن كل هذا لا ينسيني مدربين قدموا لي المساعدة من بينهم يونس حسين، ساعد جاب الله، وياسر بوشارب.
*متى أحسست بأنك تملكين مستقبلا في هذه الرياضة وبإمكانك الذهاب فيها بعيدا ؟
بعد عام من التدريب أي عندما كان عمري 9 سنوات، تلقيت أول استدعاء من الفريق الوطني، للمشاركة في البطولة العربية بتونس، حيث كان والدي هو من يشرف على تدريباتي، لكن بعدها انتقلت للعمل مع مدربين آخرين، في البداية وجدت صعوبات لكن بمرور الوقت اندمجت مع البرنامج التدريبي وأحببت هذه الرياضة لدرجة كبيرة، وبدأت أشارك في الدورات الوطنية، عندها لاحظ مسؤولو الاتحادية الوطنية ومدربو المنتخب الوطني تطور مستواي، ما مكنني في ظرف قصير من تحقيق نتائج إيجابية، والتفوق على لاعبات سبقوني للمنتخب بخمس سنوات.
متفوقة منذ كنت صغيرة ولم أحصل ولو على دينار رغم انجازاتي
*ما هي إنجازاتك والألقاب التي حققتها في مشوارك لحد الآن؟
بالإضافة إلى تتويجي بلقب بطلة الجزائر للعام الفارط، وصلت للنهائي أربع مرات متتالية 2015، 2016، 2017، 2018، والغريب أنني دائما كنت أصل للنهائي مع نفس المتنافسة، في الدورات الودية أتغلب عليها، لكن في المنافسات الرسمية تتفوق علي في آخر اللحظات، كما نلت المرتبة الثانية لما كنت في صنف الأواسط في عام 2013، بالإضافة إلى مشاركة في دورة عالمية بعنابة سنة 2011، وتحصلت على المرتبة الثالثة، كأول جزائرية في هذه الفئة العمرية تحقق هذه النتيجة، كما حزت المرتبة الثامنة في بطولة إفريقيا بالمغرب سنة 2014، ومرتبة ثالثة في بطولة إفريقيا في بوتسوانا، ناهيك عن مساهمتي في تأهيل المنتخب الوطني حسب الفريق، إلى بطولة مصر واحتلالنا المركز الثالث، كما كان لي شرف التواجد في دورات دولية للقسم الثالث، بكل من تونس في 2018 أين حققت المرتبة السادسة والمرتبة الثامنة في فنلندا في 2019.
*العالم يعيش ظروفا خاصة، كيف تجري تدريباتك في ظل جائحة كورونا ؟
في الأيام الأولى، كنت أتدرب في المنزل بإجراء بعض التمارين، لكن بعد رفع الحجر عن ولاية سكيكدة، صرت أتنقل إلى مقر النادي لإجراء التدريبات، مع الالتزام طبعا بالإجراءات الوقائية.
هل تعتبرين تأجيل المنافسات الدولية والوطنية بسبب الوباء، عاملا مساعدا للرياضيين؟
بالتأكيد قرار التأجيل كان صائبا، لتفادي تفشى الوباء أكثر، وأيضا حتى يتسنى للرياضيين التحضير الجيد، لأن جميع الرياضيين يشتكون في الظرف الراهن، من عدم قدرتهم على التدرب بالشكل اللازم، والكل يحاول أن يجد حلولا لإجراء تدريبات من أجل المحافظة على اللياقة والفورمة، لأن التوقف بضعة أيام فقط يؤثر بشكل كبير على مستوى الرياضي، فما بالك التوقف لمدة طويلة.
*بصفتك بطلة الجزائر، كيف تقيمين مستوى كرة التنس بالجزائر مقارنة بنظيرتها في الدول العربية والإفريقية ؟
مستوى التنس في الجزائر مقارنة بالدول العربية والإفريقية لا بأس به، ولكن مؤخرا لاحظنا أن المستوى تراجع قليلا، إذا ما نظرنا إلى المستوى الذي بلغته هذه الرياضة في دول كالمغرب وتونس ومصر وجنوب إفريقيا، لكن تبقى الجزائر تتوفر على إمكانيات كبيرة.
*معروف أن رياضة كرة التنس، تحتاج إلى مصاريف كثيرة وتحتاج إلى رعاية وممولين كما يحصل في الخارج، لكن عندنا في الجزائر يحدث العكس، ما تعليقك ؟
أكبر مشكل تعاني منه هذه الرياضة في الجزائر هو انعدام التمويل، واللوم يقع دائما على أصحاب المال، الذين من المفروض أن يستثمروا في هذه الرياضة، كما يحصل في الخارج وتجدهم يهتمون فقط بتمويل معارفهم وأندية كرة القدم.
مداخيل فريقي «تنس سكيكدة» لا تكفي حتى لنسخ ملف إداري !
*ومن أين تمول ياسمين بوجادي نشاطاتها الرياضية، إذن ؟
ليعلم الجميع أني أعاني ظروفا جد صعبة، خاصة وأن هذه الرياضة تتطلب مصاريف كبيرة، خاصة فيما يتعلق باقتناء العتاد واللوازم الرياضية، فمثلا أحتاج في السنة، إلى أربعة مضارب وتصور أن ثمن الواحد يبلغ 4 ملايين سنتيم، كما يلزمني حوالي 100 كرة تنس في الشهر، ناهيك عن حقوق المدربين والطبيب ومصاريف الدورات والإيواء،  وأقلها سبعة ملايين للدورة.
وتصور أنني في عام 2012، مررت بفترة فراغ بسبب ظروف صعبة، منها غياب النتائج وأخرى عائلية ومادية، وراودتني حتى فكرة اعتزال اللعبة، والفضل في استمرار مشواري يعود بالدرجة الأولى لوالدي، الذي وقف معي ورافقني في كل خطواتي، وقام بتضحيات كبيرة لدرجة أنه باع محله التجاري، دون أن أنسى فضل أعمامي، الذين يتكفلون بمصاريفي، من أجل البقاء في أعلى مستوى وتشريف اسم العائلة والرياضة الجزائرية، وقد تستغربون أكثر لو أصارحكم بأنني بطلة الجزائر وتقمصت ألوان المنتخب الوطني من صنف الأصاغر حتى الأكابر ولكن للأسف لم أنل ولو دينارا واحدا، و كل المصاريف من أموالي الخاصة يقينا مني أن المجتهد ينال حقه ويجني ثمار تضحياته، لكن صدمتي كانت كبيرة ولم أكن أتوقعها، فبعد مرور عام كامل على تتويجي لم أتحصل على المنحة، التي ينالها أبطال الجزائر ولا حتى على راتب كما هو معمول به.
*وما هو موقف الاتحادية من كل هذا ؟
الاتحادية قدمت إلى سبعة أو ثمانية رياضيين منحا خاصة، لكن أنا الوحيدة في الجزائر التي لم أتلق أي منحة لحد الآن، وراسلتهم أكثر من مرة لتسوية المشكلة، لكن دون جدوى وبعد إلحاح تحججوا بالوضعية الصحية، وطلبوا مني الانتظار إلى غاية زوال الوباء، والأمر واضح لا يحتاج لتفسير وشرح أكثر، رغم أن نتائجي أحسن من «المحظوظين» بكثير، وهذا ما يحيلني لطرح السؤال التالي، هل معيار الاستفادة من المنح التي حددتها الوزارة يتم على أساس النتائج أم المنطقة؟ وأريد أن أضيف شيئا ..
..تفضلي ؟
الأخطر والأمّر أنهم توصلوا للقول، أن المنح يتم تقديمها للرياضيين الشباب أقل من 18 سنة، وكأنني عجوز طاعنة في السن، رغم أن عمري لا يتجاوز 22 سنة، وأتواجد في أوج عطائي وبالتالي مبرراتهم لا تستند على قانون وأخلاقيات الرياضة، لأن هناك أبطالا جزائريين تحصلوا على منح دون شرط العمر فأين العدالة في كل هذا؟
 هذه الممارسات أعتبرها «حقرة» وقتلا لإرادة الرياضي، وما لمسته هو أن الاتحادية لا تقوم بواجبها تجاه الرياضيين، حتى أنها سنة 2012، عاقبتني بسنة، بسبب سوء تفاهم بين مدربي ومدرب المنتخب الوطني، ما حرمني من المشاركة في العديد من المنافسات الدولية.
والدي باع محله التجاري لأجلي وأعمامي يتكفلون بتمويلي
*قبل أشهر قليلة أثار تصريح إيناس إيبو جدلا كبيرا على الساحة الوطنية وحتى الدولية بخصوص الصندوق الذي دعا إلى إنشائه المصنف الأول عالميا نوفاك دجوكوفيتش، لمساعدة اللاعبين الذين يعانون ماليا؟
أنا من مؤيدي المبادرة، التي أعلن عنها نوفاك دجوكوفيتش لكونها تساعد وتدعم اللاعبين، الذين يحتلون تصنيفا متأخرا، كونهم لا يكسبون عائدات مالية من الدورات العالمية الخاصة بهم، عكس الدورات الدولية الكبرى التي يلعب فيها أبطال العالم، وتخصص لهم جوائز مالية كبيرة.
*لكن المصنف الثالث عالميا تيم دومينيك، كان له موقف مغاير بإبداء رغبته في مساعدة جمعيات تهتم بحماية نسور من الانقراض على مساعدة مثل أولئك الرياضيين ؟
تيم دومينيك حر في ماله، فإذا أراد أن يساعد هذه الفئة من الرياضيين فهذا شيء جميل ورائع، وإذا رفض فهو حر.
*لكنك لم تجيبي على سؤالي بأحقية إيناس إيبو في الاستفادة من دعم هذا الصندوق ؟
إيناس إيبو هي زميلة لي في المنتخب الوطني، وهي لاعبة كبيرة من حقها أن تستفيد من هذا الصندوق، وأيضا تستحق الاستفادة من الدعم المالي من الاتحادية، أما عن قضيتها مع الفدرالية لا علم لي بتفاصيلها وعندي قناعة، بأني أرفض الدخول في المتاهات لأن كل رياضي له علاقته مع الاتحادية.
*تم تنصيب سليمة سواكري كاتبة للدولة مكلفة برياضة النخبة، وهي رياضية معروفة، ما هي الكلمة التي توجهها لها بخصوص هذه القضية؟
كانت لي فرص أن التقيت بسليمة سواكري، رفقة حسيبة بولمرقة وتوفيق مخلوفي، وأخذت منهم الكثير من النصائح والتوجيهات، وبهذه المناسبة  أتوجه عبر جريدتكم المحترمة،  لسليمة سواكري بنداء قصد التدخل للحصول على منحتي، التي يكفلها لي القانون لأني قررت عدم السكوت عن الظلم، الذي لحق به وسأذهب بعيدا في القضية، وأنا متفائلة بقدرة سواكري على تغيير الكثير من الدهنيات، والممارسات وإعطاء دفع قوي لهذه الرياضة بالجزائر.

*وماذا عن السلطات الولائية بسكيكدة ؟
الوحيد الذي قام باستقبالي وتكريمي، هو رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق، المرحوم فرحات غناي الذي شجعني ونظم لي حفل استقبال، يليق بمقامي وإنجازاتي، التي حققتها أما مديرية الشبيبة والرياضة وحتى السلطات الولائية، فلم أتلق منهم أي التفاتة تشجيعية.
متفائلة بتعيين سواكري وأطلب منها إنصافي في قضية المنحة
*لكنك تنشطين في نادي ومن المفروض أنه يوفر لك مصاريف نشاطك الرياضي ؟
نادي تنس سكيكدة الذي أنتمي إليه، يتحصل على إعانة سنوية قيمتها لا تكفي لطبع وثائق ملف إداري، وما احتاجه سنويا يتراوح بين 300 و 400 مليون لإجراء تحضيرات في المستوى، كما أن النادي لم يستفد من إعانات منذ عدة سنوات، سواء من البلدية أو من مديرية الشبيبة والرياضة، رغم أن النادي يضم لاعبتين مصنفتين مع الأحسن في الجزائر، من حيث عدد الألقاب والتتويجات، علما أن أختي الصغرى تعد بطلة الجزائر في الأصاغر.
*ألم تتلق ياسمين عروضا للاحتراف في الخارج
تلقيت عروضا من فرنسا عبر مغتربين، لكنني رفضت الخوض فيها لأني أرغب في البقاء والتدرب مع الأشخاص، الذين أعرفهم وأثق فيهم  ومن الجزائر العروض تصلني منذ أن كنت صغيرة من مولودية الجزائر، لكني دائما أفضل الاستقرار والبقاء في سكيكدة بالقرب من عائلتي، خاصة وأن والدي هو من يشرف على تدريبي، رغم أنني سبق وأن خضت تجربة موسم مع نادي الشرطة في العاصمة موسم 2017-2018، لكن سرعان ما عدت لسكيكدة.
*طموحاتك المستقبلية ؟
تنتظرني العديد من المنافسات الدولية، أبرزها ألعاب البحر المتوسط 2022 بوهران والألعاب الوطنية الإفريقية ومنافسات عربية، ومنافسة دورة الفرق الوطنية المستوى الثالث، مع العمل على تحسين ترتيبي العالمي في المستوى الثالث، وأريد التأكيد أن ياسمين بوجادي، تثق في إمكانياتها ولها المؤهلات اللازمة لتحقيق ألقاب دولية، فقط تنتظر التدعيم والتشجيع.
ك:و

الرجوع إلى الأعلى