سوء التسيير وضعف المسؤولين كلفا أنديتنا مبالغ كبيرة في - نزاعات - الأجانب
ينصح الوسيط المعتمد لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم فيصل عبيد، بإنشاء هيئة تقنية على مستوى «الفاف»، تقوم بدراسة كافة التفاصيل (الأرقام والإحصائيات) الخاصة باللاعبين الأجانب، قبل منح الموافقة للتعاقد معهم، مضيفا في حواره مع النصر، بأن الأندية المحلية ستكون مضطرة لترقية لاعبي الرديف، بدلا من إبرام تعاقدات جديدة، في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها الجميع بعد جائحة كورونا، كما تحدث عبيد عن أمور أخرى، تخص الكرة الجزائرية تكتشفونها في هذا الحوار. 
قرارات المكتب الفيدرالي كانت منتظرة ولكن...
*بماذا تعلقون على قرارات المكتب الفيدرالي المعلن عنها اليوم، والقاضية بإلغاء الموسم وتطبيق الصعود دون نزول مع منح لقب الرابطة الأولى لشباب بلوزداد؟
أعتقد بأن القرارات المتخذة، كانت منتظرة بناء على الاستشارة الكتابية المفتوحة لأعضاء الجمعية العامة، والذين صوت غالبيتهم على قرار إلغاء الموسم وتطبيق نظام الصعود دون نزول، وهذا ما أنصف فرق المؤخرة، التي كانت من الظلم أن تسقط وهي لا تزال تمتلك كافة الحظوظ، خاصة إذا ما علمنا بأن هناك ثمانية لقاءات متبقية، ولو أن منح اللقب لبلوزداد أراه غير منطقي، على اعتبار أن هناك حظوظا للفرق المنافسة، للظفر بهذا التاج لو استكمل الموسم، ولذلك كنت آمل أن تبرمج دورة «بلاي أوف» بين الأربعة الأوائل لتحديد هوية البطل، ويكفي أن نأخذ العبرة مما حدث في إسبانيا، حيث كانت برشلونة تتصدر الترتيب العام، ولكن بعد استكمال اللقاءات المتبقية، نجح ريال مدريد في خطف اللقب بفارق سبع نقاط كاملة، كما لدي بعض التحفظات بخصوص تشكيل فوجين في القسم الثاني والتحول إلى نظام الهواة، إذ سينعكس ذلك بالسلب على المستوى العام، كما سيضع الفرق في مشاكل عويصة مع اللاعبين، الذين لن يكونوا محميين بعقود احترافية.
*في رأيك، لماذا نرى الأندية الجزائرية عاجزة عن إبرام أي تعاقدات لحد الآن؟
من الصعب إجراء أي تعاقدات ببطولتنا المحلية، بعد تأخر اتضاح الرؤية بخصوص الموسم الكروي، فالفيدرالية لم تحسم موقفها بخصوص إلغاء الموسم أو استكماله سوى اليوم ( يقصد أمس) وهو ما أجبر الفرق في مختلف الأقسام على الانتظار، ناهيك عن المشاكل المادية التي يتخبط فيها الأغلبية، والتي قد تكون عائقا أمامهم لجلب أسماء جديدة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية التي ستكون استثنائية.
*إذن التأخر في حسم القرار بإلغاء الموسم أو استكماله وراء عدم استعجال الأندية؟
أنصح بهيئة تقنية يسند لها ملف احتراف الأجانب
أجل، التأخر في اتخاذ القرارات وضع الأندية في ورطة حقيقية، وجعلها غير قادرة على دخول سوق الميركاتو، ولكن هناك سؤالا يطرح نفسه بقوة، هل فرقنا استغلت فترة التوقف جيدا، لا أعتقد ذلك، فالجميع اكتفى بمتابعة الأوضاع، دون القيام بترتيب البيت أو البحث عن مصادر للتمويل.
*هل تتوقعون تراجعا في قيم التحويلات بسبب تأثر الجميع بمخلفات كورونا؟
نتوقع ركودا كبيرا في سوق التحويلات، في ظل تفشي الوباء، وما ينجر عنه من تبعات وخيمة على الوضعية الاقتصادية للفرق، فنوادينا لن تكون قادرة على توفير الرواتب التي يطالب بها المستهدفون، وحتى أجور لاعبيها الحاليين، يبدو أنها لن تُسدد في القريب العاجل، ولذلك ستكون الأندية مضطرة لترقية لاعبي الرديف، من أجل المساهمة في خفض الكتلة الشهرية، التي لن تظل كما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث رأينا فرقا تمنح أموالا ضخمة، لعناصر محدودة المستوى.
تكوين الوسيط واجتيازه لبعض الاختبارات بات إلزاميا
*الخطوات الجديدة المتخذة من قبل الفاف لتنظيم عمل الوسطاء، سيكون لها أثر ميداني أم أنها حبر على ورق فقط؟
أعتقد أن الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، تقوم بعمل كبير مؤخرا لتنظيم وتأطير عمل وكلاء اللاعبين، من خلال الخلية التي أطلقتها مؤخرا، فعمل الوسطاء في الجزائر  بعيد كل البعد عن مستوى التطلعات، وهو ما سبب  اضطرابات في سوق التحويلات في السنوات الأخيرة، وتكوين الوسيط واجتيازه لبعض الاختبارات
كورونا سيجبر الأندية على ترقية الشبان والكف عن جلب «النجوم»
للحصول على الرخصة، بات أكثر من ضروري، لتفادي ما حدث مؤخرا.
*بحكم عملك كوسيط، هل تتوقع «سبات» فئة الدخلاء خلال الميركاتو الحالي، وابتعادهم عن سوق التحويلات ؟
الظاهرة التي تحدثتم عنها موجودة ولن تزول عن قريب، فالمصلحة الخاصة لبعض رؤساء الفرق، تقتضي التعامل مع الدخلاء بدلا من الاعتماد على وسطاء معتمدين لدى الفاف، وكحل لهذا الإشكال الذي يسيء لكرتنا، وجب على الاتحادية أن تفرض على اللاعبين، إمضاء عقود مع الوكلاء لتنظيم كافة المعاملات.
*تم تشويه عمل الوسيط إلى درجة اتهام البعض باستعمالهم من قبل رؤساء الفرق لترتيب المباريات، بماذا ترد؟
رأينا مؤخرا حملة لتشويه الوسطاء الرياضيين، وهناك من اتهمهم بكافة الصفات الدنيئة، حتى وإن كان هناك الكثير من وكلاء اللاعبين ممن يقومون بعملهم على أكمل وجه، دون التورط في مثل هذه الممارسات، صدقوني ما يُسيئنا أكثر، هو أن هناك فئة أعطت صورة سلبية عنا بسبب تصرفاتها ومعاملاتها غير الشرعية.
*فضيحة التسجيل الصوتي بين المدير العام للوفاق فهد حلفاية والمناجير نسيم سعداوي زادت من حدة الانتقادات التي طالتكم، ماذا تقول في هذا الشأن؟
قضية التسجيل الصوتي وما انجر عنها من تبادل للاتهامات بين عدة أطراف في الأسرة الكروية، كانت القطرة التي أفاضت الكأس، ولكن يجب قول الحقيقة هو أن المتهم بريء إلى غاية ثبوت إدانته، وبالتالي علينا ترك الأمور للعدالة الجزائرية، التي ستتخذ القرارات اللازمة، على العموم، أنا أشاطركم الرأي بخصوص تزايد حدة الانتقادات تجاه الوسطاء، بعد تردد اسم زميلنا نسيم سعداوي في القضية، ولكن علينا الانتظار، إلى غاية التأكد من الاتهامات الموجهة للطرفين.

فرقنا لم تستغل فترة التوقف الطويلة واكتفت بـ»الترقب»
*تعد وكيل أعمال عدة أسماء بارزة على غرار نجم السنافر حسين بن عيادة، حدثنا عن جديده ووجهته القادمة في ظل العروض الكثيرة التي وصلته؟
حسين لاعب رائع وأثبت علو كعبه خلال مسيرته مع شباب قسنطينة، الذي توجه معه بلقب البطولة، كما بصم معه على إنجاز متميز في رابطة الأبطال، هو الآن حر من أي التزام، ويحلم بخوض تجربة احترافية خارج الجزائر، ويمتلك بعض العروض المهمة، غير أن جائحة كورونا أفسدت كافة مخططاته لحد الآن، وفي حال فشل احترافه سيظل بشكل رسمي مع السنافر، كونه منحهم عهدا بالاستمرار، وهذا ما جعله لا يكلف نفسه حتى عناء دراسة العروض المغرية، التي وصلته من بعض الفرق العاصمية التي تلح على التعاقد معه في فترة الميركاتو الحالي.
*لماذا نشهد هجرة كبيرة للاعبين الجزائريين نحو البطولة التونسية؟
السبب الرئيسي كما هو معروف، القرار المتخذ من قبل الجامعة التونسية باعتبار لاعبي شمال إفريقيا عناصر غير أجنبية، حيث سعت الأندية التونسية للاستثمار في مشاكل الفرق الجزائرية، التي لم تعد قادرة على تلبية المطالب المالية للاعبيها، كما أن الفرق التونسية معجبة بمؤهلات اللاعب الجزائري، حيث أغرته برواتب خيالية، على أمل النجاح في تحويله مستقبلا نحو أوروبا  أو فرق الخليج، كما حدث مع بلايلي.
*أنت مع أو ضد توجه الأندية الجزائرية نحو اللاعبين العرب مؤخرا ؟
أنا مع النوعية ولا تهمني جنسية العنصر الأجنبي المتعاقد معه، حتى ولو أن اللاعب العربي، يمتلك حظوظا أكبر للنجاح في الجزائر، على عكس العناصر القادمة من جنوب القارة السمراء، ولذلك أنا كنت أنصح دوما الفرق بمعاينة المستهدفين طيلة الموسم، وعدم الاكتفاء بمتابعتهم عبر أشرطة الفيديو، التي كانت وراء تعاقدات كارثية لبعض الفرق الجزائرية.
المصلحة الخاصة لبعض الرؤساء تجُرهم للتعامل مع «الدخلاء»
*اللاعبون الأجانب تسببوا  في خسائر مالية كبيرة للفاف والفرق الجزائرية، لماذا يحدث كل هذا وبماذا تنصحون ؟
سوء التسيير وضعف مستوى القائمين على شؤون فرقنا المحلية، كان وراء إبرام عدة صفقات عشوائية مع لاعبين أجانب، كلفت فيما بعد نوادينا خسائر مادية كبيرة، خاصة وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يتسامح في هذا المجال، ويعطي للاعب الأجنبي كافة الحقوق، في ظل ارتباطه بعقد دون تلقي رواتبه، ولذلك أتمنى أن تكون هناك هيئة تقنية على مستوى الاتحادية الجزائرية، تمنح الموافقة لجلب أي لاعبي أجنبي كما هو معمول به الآن في قطر، فهناك لا تتلقى الفرق الضوء الأخضر لجلب أي لاعب من خارج قطر، دون دراسة كافة احصائياته وأرقامه.
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
في الأخير أشكركم على هذا الاهتمام، وأتمنى عيد مبارك لكل الجزائريين والأمة العربية والإسلامية، كما نأمل أن يرفع عنا المولى عزوجل هذا الوباء عن قريب.    
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى