تراجعت نتائج الأندية الجزائرية في السنوات الأخيرة، في منافستي رابطة الأبطال وكأس الكونفدرالية الإفريقية، عكس ما هو الحال بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي يوجد في نسق تصاعدي منذ تولي الناخب الوطني جمال بلماضي زمام العارضة الفنية، أين نجح في قيادة الخضر لتسيد عرش القارة السمراء، بعد التتويج ب»كان» مصر عن جدارة واستحقاق، وباعتراف أهل الاختصاص، وحتى لاعبي ومدربي المنتخبات الأخرى.
وعكس المنتخب الوطني الذي يتسيد القارة السمراء، فإن نتائج الأندية تسير من سيء إلى أسوأ في منافستي رابطة الأبطال وكأس الكاف، بدليل عدم تواجد أي نادي جزائري في المربع الذهبي في المسابقتين القارتين، في حين تسجل سيطرة مصرية ومغربية في المنافسة الأغلى في القارة، بحكم تواجد ممثلين لكل بلد في نصف النهائي، وأكثر من ذلك، فقد تواجدت الجزائر في الصف الخامس في تصنيف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم  للاتحاديات الأعضاء، المشاركة في منافستي رابطة الأبطال و كأس الكاف، والذي يتم من خلاله معرفة عدد الأندية الممثلة لكل دولة في المسابقتين القاريتين للفرق.
واعتمد التصنيف على نتائج أندية كل بلد في آخر 5 سنوات في البطولات الأفريقية، بهدف منح 12 دولة المرتبة في الأول، امتياز إشراك فريقين في كل من رابطة الأبطال وكأس الكاف، حيث يتم منح البلد الفائز برابطة الأبطال 6 نقاط، مقابل 5 لمن يخسر النهائي، و4 نقاط لمن يقصى من نصف النهائي، و3 نقاط لمن يقصى من ربع النهائي، ونقطتين لثالث المجموعة، ونقطة واحدة لمتذيل المجموعة، وبالنسبة لكأس الكاف يمنح البطل 5 نقاط، مقابل 4 لمن يخسر النهائي، و3 نقاط للخاسرين في نصف النهائي، ونقطتين لمن يخسر ربع النهائي، ونقطة وحيدة لثالث مجموعته، ونصف نقطة لرابع مجموعته.
وجاءت أندية المغرب في صدارة التصنيف بـ 180 نقطة، مقابل 147 نقطة لمصر التي جاءت في المركز الثاني، بفارق 7 نقاط فقط عن تونس الثالثة بـ 140 نقطة، واحتلت الجزائر المركز الخامس 81 نقطة، خلف الكونغو الديموقراطية برصيد 84 نقطة.
وكان فريق وفاق سطيف، آخر نادي جزائري يتوج قاريا سنة 2014، بعد الظفر بكأس رابطة الأبطال على حساب فيتا كلوب الكونغولي، قبل أن تعجز الأندية عن معانقة الكأس الغالية وحتى كأس الكاف، وهو ما جعل رئيس الفاف زطشي وحتى رئيس الرابطة المحترفة مدوار، يؤكدان في تصريحاتهما الأخيرة، عن أملهما في أن تكون النسخة المقبلة من المنافستين القاريتين أفضل من ناحية النتائج، علما وأن شباب بلوزداد ومولودية الجزائر سيمثلان الجزائر في هذه النسخة، ولو أن وفاق سطيف عبر رئيس مجلس الإدارة أعراب، أكد عدم تنازله عن حق أبناء مدينة عين الفوارة، المتمثل في المشاركة في رابطة الأبطال، ويتوجه إلى وضع شكوى على مستوى التاس، بعد أن أبلغ الكاف بـ»الظلم» الذي تعرض له فريقه حسبه.
وفي السياق ذاته، يبقى السؤال المطروح عن الأسباب الرئيسية وراء تراجع نتائج الفرق قاريا، رغم الملايير التي تنفق، ولو أنها تبقى أقل بكثير من الأموال التي تصرفها أندية مصرية وتونسية ومغربية، حيث تعتبر ميزانية فرق في صورة الترجي التونسي أو الرجاء والوداد البيضاوي المغربيين وحتى الأهلي والزمالك المصريين تفوق بكثير ميزانية كل الأندية الجزائرية، وفي بعض الأحيان تكلفة شراء لاعب واحد قد تعادل مصاريف فريق محلي طيلة الموسم، لكن أمام كل هذا يبقى الإشكال الكبير في غياب ثقافة الاستثمار، وتسطير الأندية الجزائرية لبرامج طويلة المدى، يكون التتويج القاري هدفها في نهاية المطاف.
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى