أبدى الظهير الأيسر لأواسط شباب قسنطينة أيمن حرابي، الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبله في عالم المستديرة، وأكد بأن العمل الميداني الجاد يبقى سلاحه الوحيد في رحلة البحث عن مكانة في الأضواء، مع تسطيره الإحتراف في أوروبا كهدف شخصي، وقد اعتبر ذلك طموحا مشروعا، رغم اعترافه بأن الطريق لن يكون مفروشا بالورود.
حرابي، وفي دردشة مع النصر، أوضح بأن إقدامه على رفع عارضة الطموحات الشخصية، عاليا نابع من قناعته بالقدرة على رفع التحدي، ومواجهة كل العقبات التي قد تعترض مسيرته الكروية، إلى غاية تحقيق الحلم الذي يبقى يراوده، وذلك بالظفر بعقد احترافي في القارة الأوروبية، لأنني ـ كما قال ـ « ومن خلال المراحل التي عشتها منذ شروعي، في مداعبة الكرة في إطار رسمي تحت مظلة فريق وقفت على حقائق صادمة، تبقى أبرزها التهميش الكبير التي تعانيه الأصناف الشبانية في ولاية قسنطينة، فضلا عن طغيان أساليب لارياضية لدى بعض المدربين، وذلك بدخولهم في متاهة الحسابات المبنية بالأساس على العلاقات الشخصية، والرضوخ لضغوطات الأولياء، مع وضع التكوين والمؤهلات الفردية على الهامش».
من هذا المنطلق، أكد حرابي بأن «السيناريو»، الذي عايشه الموسم المنصرم مع أواسط شباب قسنطينة، كان بمثابة المحطة التي جعلته يصطدم بواقع ميداني جد مؤسف، لأننا ـ على حد تعبيره ـ « كنا قد باشرنا التحضيرات مع طاقم لم يتأثر بالضغوطات الخارجية، التي فرضت عليه من مختلف الأطراف، فكان مصيره التنحية بعد شهر فقط من العمل، وقد تم تعويضه بطاقم آخر، كانت أولى خطواته انتهاج سياسة التمييز والتفرقة بين اللاعبين، وذلك بتفضيله العمل على انفراد مع خمسة عناصر، كانت قد خاضت تجارب في المنتخبات الوطنية على اختلاف أصنافها، وهو القرار الذي صدمنا كشبان، لكننا وجدنا أنفسنا مرغمين على مواصلة الموسم في ظروف استثنائية، لأن فريق الأواسط كان معنيا بخوض بطولة النخبة».
على هذا الأساس، فقد ذهب أيمن حرابي إلى حد الجزم، بأنه قرر وضع نقطة النهاية لمغامرته في الفئات الشبانية لشباب قسنطينة، وصرح في هذا الشأن قائلا: « تجربة الموسم الفارط كانت جد قاسية، رغم أننا بلغنا الدور ربع النهائي في منافسة الكأس، والحقيقة أن الشباب يبقى فريق القلب بالنسبة لي، لكن الاهتمام يبقى منحصرا في تشكيلة الأكابر، مادمت سياسة العمل المنتهجة مبنية بالأساس، على قطع الطريق أمام الشبان لتحقيق حلم الانضمام إلى الأكابر، مقابل اللجوء إلى استقدام لاعبين من خارج الولاية، وكأن قسنطينة لا تتوفر على لاعبين باستطاعتهم الدفاع عن ألوان «الخضورة»، وتجسيد الأحلام التي تراود آلاف السنافر».
حرابي وضع نفسه في خانة العيّنة، وأكد بأن هناك الكثير من الشبان بولاية قسنطينة، راحوا ضحية الإقصاء والتهميش، بسبب عدم الاستثمار في مؤهلاتهم الفردية العالية، لأنني ـ كما أردف ـ «بدأت مشواري الكروي في سن العاشرة انطلاقا من صنف المبتدئين في فريق زواغي، ثم كانت لي تجربة لموسم واحدة مع «الأمبيسي»، قبل أن أحط الرحال بمولودية قسنطينة، ليكون التواجد ضمن تعداد أواسط الشباب على مدار موسمين كافيا للخروج بخلاصة شاملة، عن الواقع الصعب الذي يعيشه الشبان، ببقائهم خارج دائرة اهتمام المسيرين».
وختم أيمن حرابي حديثه للنصر بالتأكيد، على أنه لن يمضي لأي فريق قسنطيني خلال الموسم الجديد، خاصة وأنه معني بفئة الرديف، وأنا ـ كما استطرد ـ « أراهن كثيرا على الانضمام لفريق يهتم أكثر بالتكوين، حتى يتسنى لي تطوير قدراتي الشخصية، لأن اللعب في منصب مدافع أيسر، يتطلب الكثير من الخصوصيات، وبدايتي كانت كمهاجم، ثم تم تحويلي إلى مدافع، وهناك أندية تعطي الشبان الاهتمام المطلوب، خاصة بعض النوادي العاصمية، وقد قمت بتحضيرات جادة تحسبا للخطوة الموالية من مسيرتي، وذلك بتطبيق برنامج تحضير خاص، منذ التوقف الاضطراري للنشاطات الكروية بسبب جائحة كورونا، وهدفي لا يتوقف عند هذه العتبة، بل أن مشروعي يتمثل في الإحتراف في أوروبا، في ظل إيماني بالمؤهلات الفردية التي أمتلكها، لأن ذلك سيعبد الطريق أمامي لحمل الألوان الوطنية، واللاعب الطموح يجب أن يسطر أهدافا لمسيرته الكروية حتى تكلل بالنجاح».
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى