أسياد إفريقيا لا يحق لهم الغياب عن مونديال قطر 2022
يرى الدولي السابق كريم مطمور، بأنه لا يحق للمنتخب الوطني الغياب عن نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر، مادام أن أشبال جمال بلماضي يتسيّدون القارة السمراء، عقب فوزهم بنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر 2019، مضيفا بأن توخي الحذر أكثر من ضروري، رغم أن كافة الترشيحات تصب في صالح رفاق رياض محرز، كما تحدث اللاعب الأسبق لبوروسيا مونشغلادباخ الألماني عن عمله الجديد كمكلف بالانتدابات في نادي بايرن ليفركوزن، وعدة أمور أخرى تخصه وتخص الكرة الجزائرية، تكتشفونها في هذا الحوار الحصري الذي خصنا به.
حاوره: مروان. ب
• مرحبا كريم معك صحفي جريدة النصر من الجزائر، نوّد التشرف بإجراء حوار معك إن أمكن...
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأشكركم على هذا الاهتمام، ولكنني أعتذر منكم اليوم، بسبب ارتباطي ببعض الأمور المهنية، على أن أكون تصرفكم بداية من صبيحة يوم الغد، حيث سأجيبكم عن كافة أسئلتكم.
• (عاودنا الاتصال به في الموعد الذي حدده لنا، أين أجابنا بصدر رحب عن كافة أسئلتنا)، بداية حدثنا عن منصبك الجديد مع نادي بايرن ليفركوزن الألماني، خاصة وأنه تم تعيينك مكلفا بالانتدابات في هذا الفريق العريق ؟
بعد أن توقفت مسيرتي كلاعب كرة قدم، بدأت الدراسة من أجل تجهيز نفسي لأكون مدربا محترفا، وحصلت على جميع الشهادات المطلوبة، باستثناء شهادة «UEFA Pro»، والتي تسمح لي بتدريب الفرق المحترفة في أوروبا، ولو أنه لديّ « UEFA A» التي حصلت عليها من الاتحاد الألماني لكرة القدم، وهو «الديبلوم» الذي يسمح لي بالتدريب في بعض البلدان، على العموم أنا لم أرغب في الابتعاد عن عالم كرة القدم، وهو ما جعلني أكتفي بتجربة قصيرة كمدرب، قبل أن أتلقى عرضا من فريق بايرن ليفركوزن، من أجل التكفل بانتداب المواهب في فرنسا وبلدان شمال إفريقيا، أنا أتشرف كثيرا بهذا المنصب، كوني أنتمي الآن إلى أحد أكبر الفرق في أوروبا وليس ألمانيا فقط، كما أن الفرصة سانحة لي من أجل اكتساب الخبرة، والاحتكاك بمسؤولين ذوي مستويات عالية.
تعييني مُكلفا بالانتدابات في نادي بحجم ليفركوزن يشرفني كجزائري
• هل صحيح أنك كنت قريبا من نقل لاعب الخضر ونادي نيس الفرنسي يوسف عطال إلى بايرن ليفركوزن، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية ؟
كما قلت لكم تم تكليفي بمتابعة المواهب في فرنسا وبلدان شمال إفريقيا، واهتمامي ليس منصبا على اللاعبين الجزائريين فقط، بل كافة العناصر التي يتوقع لها أن تكون بارزة في المستقبل، وهناك دولي جزائري كان ضمن مخططاتنا، خلال فترة الميركاتو الصيفي الحالي، كونه يحوز على كافة المواصفات التي نبحث عنها، غير أن الصفقة لم تتم في آخر لحظة لأسباب أفضل الاحتفاظ بها لنفسي، كما أحتفظ بهوية هذا اللاعب أيضا  (يضحك)، ولو أنني كجزائري تمنيته بقميص بايرن ليفركوزن، الذي كان سيكون محطة هامة في مشواره الرياضي لتطوير مؤهلاته.
«جهل» المدربين الأجانب لعقلية الجزائري وراء فشلهم وهكذا نجح بلماضي
• كيف تقيم تجربتك كمدرب حتى وإن لم تدم طويلا ؟
تجربتي كمدرب كانت قصيرة جدا، وكانت بمثابة تربص تكويني للحصول على بعض الشهادات التدريبية، قبل أن يتم تعييني على رأس فريق ينشط بالدرجة الخامسة الألمانية، وهناك قدمنا مستويات جد مرموقة، كوننا لم نتذوق طعم الهزيمة لعدة أشهر، ما جعلنا ندخل تاريخ نادي كيهلير من أوسع الأبواب، لقد كانت تجربة أكثر من رائعة، مكنتني من اكتساب الخبرة وتعلم الكثير في عالم التدريب، ولو أنني لم أواصل في هذا المجال الرائع، بعد أن التحقت مؤخرا بفريق بايرن ليفركوزن كمكلف بالاستقدامات في فرنسا وبعض بلدان إفريقيا.
التأهل في أم درمان ولقاء انجلترا وهدفي في مرمى مصر أفضل ذكرياتي
• لعبت لعدة فرق ألمانية، أبرزها بوروسيا مونشنغلادباخ الذي ينشط به رامي بن سبعيني، ما رأيك فيما يبصم عليه مدافع الخضر، وماذا يقولون عنه؟
أجل، كان لي الشرف أن لعبت لعدة فرق ألمانية، في شاكلة بوروسيا مونشنغلادباخ الذي قدمت معه مستويات جد رائعة، وهذا الفريق ينشط به رامي بن سبعيني الآن، وأنا جد سعيد لتواجده هناك، كونه سيسهل عليه عملية تطوير مؤهلاته أكثر فأكثر ، كما أن سعادتي أكبر بعد الموسم الرائع الذي قدمه لاعب الخضر، أين أعطى صورة جميلة جدا عن اللاعب الجزائري، والجميع في غلادباخ راض عنه، ويتحدث عنه بشكل جيد، في انتظار أن يكون أفضل هذا الموسم، ولم لا يحظى باهتمام فرق أكبر، وهذا كله سيكون في صالح المنتخب الوطني.
• لنتحدث عن تجربتك مع المنتخب الوطني، كيف تقيمها، وما هي أفضل الذكريات التي تحتفظ بها ؟
عشت أياما لا تنسى مع المنتخب الوطني، وكنت من بين الأسماء التي أعادت الاعتبار للخضر، بعد الفترة العصيبة التي مرت به كرتنا، والحمد لله كنا وراء التأهل للمونديال من جديد، وقدمنا بطولة جد مقبولة في جنوب إفريقيا في 2010، حتى وإن لم نحقق أي انتصار في اللقاءات الثلاثة، ولكن مباراتنا أمام منتخب انجلترا كانت مميزة، وجعلتنا نحظى باحترام وتقدير الجميع، دون أن ننسى مبارياتنا مع مصر ولقاء أم درمان والفوز الرائع، الذي حققناه على الفراعنة في مصطفى تشاكر وهدفي الجميل في مرماهم، صدقوني تلك الأيام كانت الأفضل في مشواري، وكلما تذكرتها اقشعر بدني، وهنا أحيي بلماضي وكتيبته بعدما قدموه لنا على مدار سنة كاملة، حيث خالفوا كل التوقعات وانتزعوا اللقب القاري.
عملت على ضم دولي جزائري إلى ليفركوزن والصفقة تعطلت في آخر لحظة
• تبدو معجبا بالعمل الذي يقوم به الناخب الوطني جمال بلماضي ؟
كيف لي لا أكون معجبا بالشخص، الذي كان وراء فوزنا باللقب القاري، بعد طول انتظار، حيث خالف كل التوقعات في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، وأطاح بكبار القارة، على غرار السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا، أهنيء بلماضي على العمل الجبار الذي قام به رغم ضيق الوقت، حيث نجح في فرض فلسفة عمله، والانضباط الموجود يؤكد كل شيء، كما أن قرب الأخير من اللاعبين سهل مأموريته كثيرا، خاصة وأنه ينتمي لنفس بيئة جُل اللاعبين، لقد خلق منظومة متجانسة، ولمسنا روح المجموعة خلال مباريات «كان» 2019 ، وهو ما افتقدناه مع المدربين الأجانب، الذين أشرفوا على المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، على عكس بلماضي الذي كان مُلما بعقلية اللاعب الجزائري.
تجربتي كمدرب لم تدم طويلا وكتبت التاريخ فيها !
• ما هي أوجه الاختلاف بين جيلكم والجيل الحالي بقيادة رياض محرز ؟
لا يجب الحديث عن أوجه الاختلاف، بقدر ما يجب أن نتحدث عن الاستمرارية الموجودة، فبعد أن كنا وراء عودة الخضر إلى نهائيات كأس العالم، بعد طول انتظار نجحت المجموعة المشاركة في مونديال البرازيل، في البصم على إنجاز جديد يتمثل في العبور لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية للدور الثاني، ليحقق جيل رياض محرز تحت إشراف المدرب جمال بلماضي، إنجازا آخر غير مسبوق بعد الفوز ب»الكان» خارج الجزائر، كلنا ندافع عن ألوان المنتخب وغايتنا وحيدة، وتتمثل في تشريف الراية الوطنية، خاصة في ظل امتلاكنا لأجيال موهوبة.
• ماذا تقول عن محرز وما رأيك فيما يحدث معه في مانشيسر سيتي ؟
لا يختلف اثنان حول قيمة رياض محرز، فهو لاعب موهوب بالفطرة، كما أنه من وجهة اعتقادي من خيرة اللاعبين في أوروبا، وفي نادي مانشيستر سيتي بالتحديد، حتى وإن لم يكن يشارك بانتظام، وهذا أراه مفهوما، رغم أننا كجزائريين نوّد رؤيته بشكل أكبر، صدقوني اللعب باستمرار في فريق بحجم «السيتي»، وفي وجود عدة أسماء متألقة، على غرار ستيرلينغ وبرناردو سيلفا ودي بروين وخيسوس وفودن ليس بالأمر السهل، كما أنه لا يوجد لاعب في العالم لا يجلس في دكة الاحتياط، باستثناء نجم برشلونة ليونيل ميسي، صحيح أن المدرب بيب غوارديولا همش رياض في بعض المناسبات، وتركنا نطرح أكثر من علامة الاستفهام بخصوص عدم الاستعانة بخدماته أحيانا، ولكن لا خوف على  قائد الخضر الذي لطالما عودنا على العودة بقوة، ويكفي أنه كان متميزا الموسم الماضي، سواء مع ناديه أو حتى مع الخضر رغم البداية الصعبة.
لن نجبر أحدا على اللعب للجزائر وقضية عوار تدفعنا للاهتمام بالتكوين
• لو نطلب رأيك بخصوص اختيار لاعب ليون حسام عوار الذي فضل الاستمرار مع المنتخب الفرنسي، بدلا من اللعب لبلده الأم الجزائر ؟
قضية اللاعب حسام عوار أسالت الكثير من الحبر مؤخرا، ولكن لا يجب أن نعطيها أكثر من حجمها، فنجم ليون اختار فرنسا، وقلبه من دله على ذلك، ولا يجب أن نحزن لخسارة خدماته، رغم أنه كان سيقدم الكثير لمنتخبنا الوطني، وكما تعلمون لا يمكننا أن نجبر أحدا على اللعب للجزائر، كما أن الإكراه أو المصلحة لا تجدي نفعا، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الألوان الوطنية، على العموم مثل هذه المسائل تجعلنا مجبرين على مراجعة حساباتنا، والاهتمام بالتكوين في الجزائر، كونه السبيل الوحيد لتزويد المنتخبات الوطنية بأسماء قادرة على تشريف الراية الوطنية.

• الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عيّنت زميلك السابق في المنتخب الوطني مجيد بوقرة للإشراف على المنتخب المحلي، ما رأيك في هذا الاختيار؟
مجيد بوقرة وعنتر يحيى قدما الكثير للمنتخب الوطني فوق أرضية الميدان، وأنا على يقين بأنهما قادران على تقديم المزيد، بعد الاعتزال والتحول إلى الحياة المهنية، فقرار الاستعانة بالقائد الأسبق للخضر مجيد بوقرة لقيادة المحليين أراه صائبا، كون الأخير يحوز على كافة المؤهلات، عقب تجاربه التدريبية الناجحة في دول الخليج (قطر والإمارات)، كما أنني أتمنى حظا موفقا للقائد الآخر عنتر يحيى، في مهامه الجديدة كمسؤول في فريق اتحاد الجزائر، دون أن أنسى بقية زملائي السابقين، ممن تحولوا إلى عالم التدريب أو العمل الإداري مع النوادي.
ميسي فقط من لا يجلس على دكة الاحتياط ومحرز لن يتأثر بمعاملة غوارديولا
• هل لدينا الإمكانيات لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال قطر 2022 ؟
مادمنا أبطال إفريقيا فلا يحق لنا الغياب عن مونديال قطر 2022، خاصة وأن هذه البطولة ستكون مميزة، كونها المرة الأولى التي ستقام فيها نهائيات كأس العام ببلد عربي، كما أن غيابنا عن مونديال روسيا 2018، يجعلنا مجبرين على التواجد بقطر، فضلا على امتلاكنا جيلا مميزا من اللاعبين بمقدورهم تخطي عقبة أي منتخب، حتى وإن كنا مطالبين بتوخي الحيطة والحذر في مجموعتنا، التي تضم كلا من بوركينافاسو وجيبوتي والنيجر، على اعتبار أننا بتنا مستهدفين من قبل الجميع، عقب نتائجنا الباهرة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، أنا واثق بأننا مع المدرب جمال بلماضي سنكون حاضرين في قطر، كونه يعرف كيف يحفز لاعبيه للمعارك، التي تنتظرهم في إفريقيا التي من الصعب التأهل فيها.
• بماذا تعلق على السياسة المتبعة من قبل الاتحادية الحالية، التي لم تضمن أي لاعب مغترب منذ قدومها، على عكس سابقتها بقيادة روراوة التي كانت وراء جلب عدة أسماء متألقة، في شاكلة بن ناصر ووناس وبن رحمة ؟
ليس لدي أي تعليق على الاستراتيجية المُتبعة من قبل الاتحادية الحالية التي يقودها خير الدين زطشي، وأفضل عدم الإجابة عن هذا السؤال، وأتمنى أن تتفهموا موقفي، والأسباب التي جعلتني أتفادى الحديث في هذا الموضوع الشائك.
موهبة بن سبعيني حديث الجميع في غلادباخ
• بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لكم على منحي هذه الفرصة للتواصل مع الجمهور الجزائري الشغوف بكرة القدم والمُحب للمنتخب الوطني، وآمل أن تواصل كتيبة بلماضي التألق من أجل إسعاد الأنصار، خاصة وأننا جميعا ننتظر التواجد بمونديال قطر 2022، دون أن أننسى البعث برسالة توعوية للأخذ بكافة الاحتياطات والتدابير لمجابهة فيروس كورونا، الذي لا يزال يحصد أرواح البشرية عبر كامل المعمورة.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى