ميركاتو ركائز الخضر كان ساخنا افتراضيا !ّ
صنع عدد من الدوليين الجزائريين، ممن ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية، الحدث خلال الميركاتو الصيفي في وسائل الإعلام العالمية، ولكن قبل أسبوع من غلق باب الانتقالات، لم يتمكن غالبيتهم وخاصة ممن بصموا على موسم رائع، من التحوّل إلى أندية كبيرة تم ربط أسمائهم بها، في سيناريو تعوّد عليه الجمهور الجزائري منذ أكثر من عشرية.
ويتجه عدة لاعبين جزائريين للبقاء في أنديتهم لموسم آخر، فيما يبحث البعض من زملائهم عن فرق جديدة بعد أن تقرر عدم الاحتفاظ بهم، ورغم الضجة الكبيرة التي أثارها بعض اللاعبين الجزائريين خلال الميركاتو الصيفي، في مختلف وسائل الإعلام الأوروبية، على غرار عطال وبن ناصر وبن رحمة، إلا أن بداية الموسم عقب انطلاق الدوريات الكبرى ثبتهم في «مقاعدهم».
وأصيبت شريحة مهمة من الجمهور الرياضي الجزائري بالخيبة، بعد أن عجز «نجوم الخضر» من التنقل إلى أندية أوروبية كبيرة، على غرار بن رحمة الذي قد يواصل مع ناديه برينتفورد مرغما، بعد رفض مسؤولي هذا الأخير تخفيض قيمة ورقة تسريحه.
ليفربول يظهر «دون» ماندي والريال لم ينتدب عطال!
يعتبر الظهير الأيمن يوسف عطال، أول لاعب توقع له الجميع أن يلتحق بنادي أفضل من فريقه الحالي نيس الفرنسي، حيث تحدثت وسائل إعلام فرنسية طيلة الصيف الماضي، أن اللاعب مطلوب في «البي أس جي»، ثم ربطته بالانتقال إلى الليغا الاسبانية، كما كشفت تقارير أنه كان قريبا من قطبي العاصمة مدريد، الريال والأتليتيكو، وما هي إلا أيام حتى شرع ابن تيزي وزو في المشاركة مع ناديه نيس في البطولة الفرنسية، قبل أن يصاب مؤخرا.
وتقرر بقاء خريج مدرسة بارادو مع ناديه الحالي، رغم الموسم الرائع الذي أداه وكلل بتسجيله لعدة أهداف، إضافة إلى تألقه اللافت مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا، ومساهمته في تتويج الخضر بالكأس القارية.
من جهته، أدى قلب دفاع الخضر وفريق ريال بيتيس عيسى ماندي، مقابلة في القمة قبل أيام لما واجه رفقة ناديه البطل ريال مدريد، ورغم الخسارة القاسية، إلا أن عيسى أدى ما عليه، وسجل هدفا وصد العديد من الهجمات الخطيرة، التي كانت تكلف فريقه أهدافا، ما جعله محل ثناء الصحافة الاسبانية، ولكن تعود اللاعب على هذا الثناء طيلة الموسم الماضي، ما جعل الإعلام يربطه بالانتقال إلى ليفربول لتعويض الكرواتي لوفرين المنتقل إلى زينيت سان بيترسبورغ.
كما ظلت تقارير صحفية بريطانية، تؤكد أن ماندي سيشكل ثنائيا قويا رفقة الهولندي فان دايك، إلا أن تلك الأخبار تلاشت بمرور الأيام، ليشارك اللاعب مع ناديه الاسباني، كما اختاره المدرب بيليغريني، كقائد ثان في الفريق بعد المخضرم خواكين.
بن ناصر بقي في الميلان وقصة محرز والريال «ماتت» في المهد!
صنع لاعب ميلان الإيطالي، إسماعيل بن ناصر الحدث في الميركاتو الحالي، على صفحات الجرائد الرياضية الإيطالية، التي ظلت تتسابق في نشر الأخبار الحصرية، المتعلقة بتحويل الدولي الجزائري إلى أندية أخرى، فمنها من ربطته بالتحويل إلى باريس وأخرى إلى مانشستر سيتي فيما اتفقت البقية على انتقاله إلى ريال مدريد.
لاعب آخر، ربطته التقارير الصحفية بالمغادرة باتجاه ريال مدريد، وهو قائد الخضر رياض محرز، والذي تعود على ربط اسمه بأندية أخرى دون تجسيد، حيث راحت بعض الصحف الاسبانية، لتؤكد أن المدرب زيدان معجب بابن حي سارسيل، بل غذت صفقة انتقال غاريث بيل إلى توتنهام تلك الشائعات، لدرجة أن بعض عشاق اللاعبين من الجماهير الجزائرية، شرعت في تحضير نفسها لتشجيع ريال مدير بدل برشلونة من أجل عيون ابن الصحراء.
ورغم أن محرز يعتبر أكثر لاعب جزائري، كان مطالبا بتغيير الأجواء والبحث عن نادي آخر يمنحه فرصة المشاركة باستمرار، خاصة وأنه يتميز بإمكانيات فنية غير عادية، إلا أنه قرر المغامرة والمواصلة مع ناديه مانشستر سيتي لموسم آخر، يتمنى أن يكون مختلفا عن سابقيه.
أفضل لاعب في «التشومبيون شيب» لا يستحق 25 مليون أورو !
ظن الجمهور الجزائري، أن أفضل لاعب في «التشومبيون شيب»، سعيد بن رحمة، سينتقل لأحد أكبر الأندية الإنجليزية في الميركاتو الصيفي، على غرار تشيلسي وآرسنال ومانشستر يونايتد، ولكن كانت الصدمة كبيرة، بعد أن رفضت تلك الأندية ضم الموهبة الجزائرية، لتتحول الأنظار إلى أندية الصف الثاني في البريميرليغ، ويتعلق الأمر بكل وولفرهامبتون وكريستال بالاس، والغريب في الأمر أن هذين الناديين، يرفضان ضم نجم برينتفورد بمبلغ يفوق 20 مليون أورو، يأتي هذا في وقت تم فيه تعاقد نادي إيفرتون مع زميله في الفريق وايتكينس بمبلغ يقارب 30 مليون أورو.
واضطر صاحب 25 سنة، للعودة إلى التدريبات الجماعية لناديه، كما خاض دقائق من آخر لقاء لبرينتفورد، ليتأكد بقاءه رغم أن أبواب الميركاتو
ما زالت مفتوحة.
وأثار تهميش اللاعبين الجزائريين من الأندية الأوروبية البارزة التساؤل، خاصة وأن البعض منها تعاقدت مع لاعبين ذو مستوى متوسط  بمبالغ فلكية، على غرار تشيلسي الذي استقدم الألماني هافيرتز مقابل 80 مليون أورو ومواطنه فيرنير مقابل 55 مليونا والإنجليزي تشيلويل بمبلغ يفوق 50 مليون أورو، كما ضم مانشستر يونايتد الهولندي فان دي بيك مقابل مبلغ كبير، إضافة إلى مانشستر سيتي، الذي تعاقد مع الإسباني فيران توريس مقابل مبلغ مرتفع.
مستقبل غامض لسليماني وبلايلي وبلعمري ووناس
لا يزال بعض الدوليين الجزائريين في انتظار الالتحاق بنادي جديد، بعد قرار أنديتهم الحالية بعدم الاحتفاظ بهم، ويتعلق الأمر بالمهاجم إسلام سليماني، الذي لا يزال في رحلة البحث عن نادي، بعد أن رفض المدرب روجيرز الإبقاء عليه في نادي ليستر سيتي، يأتي هذا في وقت تألق فيه صاحب 32 سنة مع نيوكاسل ثم موناكو، بعد أن لعب لهما على شكل إعارة، إلا أن كلا الناديين رفضا تفعيل بند أحقية شراء عقده.
ويواجه زميله في ليستر سيتي رشيد غزال نفس المصير، بعد أن تألق مع ناديه فيورنتينا الذي لعب له على شكل إعارة، وكانت المفاجأة بعدم ضم اللاعب بشكل نهائي، كما يواصل آدم وناس رحلة البحث عن نادي جديد يتيح له فرصة المشاركة باستمرار، بعد أن تخلى عنه مدربه في نادي نابولي جينارو غاتوزو، ويواجه زميله في النادي الإيطالي فوزي غلام نفس المصير، حيث يسعى هو الآخر للتحول إلى نادي آخر.
كما لم يحدد اللاعبان المتألقان في كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، يوسف بلايلي وجمال بلعمري مستقبلهما إلى حد الآن، حيث فسخ المدافع بلعمري عقده مع ناديه السابق الشباب السعودي، وهو في طريقه للانتقال إلى نادي آخر قد يكون في الدوري القطري، فيما يواصل بلايلي السوسبانس، بعد أن تأكد رحيله عن أهلي جدة، فيما لم يتقرر بعد النادي الذي سيحمل ألوانه.
في المقابل، قرر عدد معتبر من الدوليين الجزائريين الاستقرار مع أنديتهم، حيث يواصل أوكيدجة مع ناديه ماتز ومبولحي مع الاتفاق السعودي، وبن سبعيني في غلادباخ، وقديورة في الغرافة وبلقبلة في بريست وبوداوي في نيس وبراهيمي في الريان ووعبيد في نانت وديلور في مونبوليي وبونجاح في السد.
فارس صنع الاستثناء بعقد لازيو
يبقى محمد فارس الظهير الأيسر السابق لنادي سبال الإيطالي، الاستثناء والنجمة المنيرة الوحيدة من بين نجوم الخضر، بعد تمكنه من الظفر بعقد مع نادي محترم هو لازيو الايطالي (تفاصيل صغيرة تفصل الإعلان الرسمي عن الصفقة وتقديم اللاعب)، ورغم أن وسائل الإعلام لم تتحدث كثيرا عن هذا اللاعب طيلة الموسم، وخاصة في الميركاتو، بسبب تعرضه لإصابة خطيرة، أجبرته على الابتعاد عن الميادين لمدة لم تقل عن 5 أشهر، إلا أنه كان المستفيد الأكبر من الميركاتو مقارنة بكل الدوليين الجزائريين، حيث سيتيح له نادي العاصمة روما المشاركة  في رابطة الأبطال، وهو الذي نافس مع ناديه الموسم المنقضي على ضمان البقاء.
حاتم بن كحول

الرجوع إلى الأعلى