بارك المكون مهدي بوزيدي عمل لجنة «رادار الفاف»، المستحدثة بفرنسا، وقال التقني المنضم حديثا إلى أكاديمية نادي اسبانيول برشلونة بمدينة مارسيليا في حوار مع النصر، إن عمل هذه الخلية التي اقترحها المدرب لمين كزيم، سيكون مفيدا للمنتخب الوطني وسيحمي مواهب الجزائر بديار الغربة، كما تطرق ابن مدينة قالمة لملف التكوين مجال اختصاصه، مثمنا خطوة الفاف ببعث مراكز في جهات مختلفة من الوطن، لكنه اعتبر العملية غير كافية إذا لم تنخرط بقية أندية النخبة في هذا المسعى.

حاوره: مروان. ب

* بداية قدم نفسك للجمهور الرياضي الجزائري ؟
مهدي بوزيدي أنحدر من ولاية قالمة، وأبلغ من العمر 26 سنة، وهاجرت إلى فرنسا في عام 2016، بعد أن كنت لاعب كرة قدم في الجزائر، حيث تدرجت في مختلف أصناف فريق ترجي قالمة، قبل الالتحاق باتحاد عنابة، أين حملت ألوان هذا الفريق ثلاث مواسم، كما كانت لي تجارب أخرى في شباب جيجل ونجم مقرة، وهذا دون التفريط في دراستي بطبيعة الحال، حيث تحصلت على ليسانس في الرياضة، كما درست الإعلام أيضا ونلت الشهادة، وبعد وفاة الوالدة رحمها الله، والمشاكل التي حصلت لي مع فريقي السابق نجم مقرة، قررت المغادرة صوب فرنسا، لإكمال دراستي ومشواري الكروي، حيث التحقت بفريق «شاطو بريو» وبعدها لعبت لنادي أوبرفيليي، بالموازاة مع مواصلة تعليمي بمدينة نانت، لأتحول في سنة 2017 إلى العاصمة باريس، أين انضممت إلى نادي نوازي لوساك وتحصلت على الماستر في المناجمنت الدولي للرياضة، بالموازاة مع عملي كمنشط رياضي في بعض المدارس ومدرب محلل بمدرسة «ماسي» بباريس، وعند الانتهاء من نيل عديد «الديبلومات» قررت الانتقال مؤخرا إلى مدينة مارسيليا، أين وقعت لنادي أتلتيكو مارسيليا، مع الانضمام إلى إحدى مدارس التكوين المعروفة، قبل أن أتلقى عرضا للعمل مع نادي إسبانيول برشلونة، الذي يستعد لإنشاء أكاديمية بمدينة مارسيليا ستباشر عملها بداية من شهر جانفي المقبل، بدليل أننا بصدد معاينة بعض المواهب قصد ضمها، ولو أن عملي الرسمي، سينطلق بمجرد إمضاء العقد الرسمي.
* حدثنا عن أكاديمية إسبانيول برشلونة بمارسيليا وماذا سيكون عملك بالتحديد؟
إسبانيول برشلونة نادي معروف في إسبانيا وأوروبا ككل، ومدرسة التكوين بمارسيليا، يشرف عليها لاعبون سابقون على غرار لاعب برشلونة السابق تشافي مورو الذي لعب تحت إشراف مدربين كبار من أمثال كرويف وروبسون، وكل هذا في وجود مدير أكاديمية إسبانيول في الصين ومديرها بالسويد، وكلهم لديهم تاريخ حافل كلاعبين، بحكم ارتدائهم زي فرق معروفة في القارة العجوز، وحتى البرازيلي أدريانو يعمل معنا، بحكم أن هناك شراكة للنادي الإسباني مع فريقي بفرنسا وبالمناسبة أوجه التحية للجزائري علي فارح الذي منحني الفرصة للعمل مع هؤلاء المدربين الكبار، خلال التربص التكويني الأخير الخاص بمدرسة إسبانيول، على العموم، قرار إنشاء الأكاديمية بمارسيليا مفهوم، فهذه المدينة تزخر بالمواهب، شأنها في ذلك شأن باقي المدن الكبرى في فرنسا، على غرار باريس وليون.
* الفاف شكلت لجنة للتنقيب على المواهب في أوروبا وكانت وراء إقناع عدة أسماء تنشط بفرنسا للدفاع عن ألوان الخضر، ما رأيك في هذه الخطوة؟
لجنة التنقيب عن المواهب تضم لمين كزيم مدرب في باريس، وهو من الأشخاص الذين اقترحوا هذا المشروع على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأرى بأنه يقوم رفقة من يعملون معه بعمل جبار في سبيل ضم عديد المواهب، لمختلف الفئات السنية للمنتخب الوطني، وهو ما سيجعلنا نطمئن على مستقبل الخضر، كوننا مطالبين بعدم تضييع المزيد من المواهب من أصول جزائرية، وحتى بخصوص المدربين المغتربين، فأعتقد بأن هذه اللجنة ستسمح لنا بالاستفادة من تكوينهم الجيد، خاصة على مستوى الفئات العمرية، التي تحتاج مؤطرين أكفاء.
* هل إقناع مزدوجي الجنسية، سيضمن للمنتخب الوطني الاستمرارية في العطاء؟
بطبيعة الحال ضم أسماء تنشط في أفضل المدارس في فرنسا، كفيل بضمان استمرارية تألق المنتخب الوطني، الذي سيكون بحاجة لضخ أسماء جديدة مع مرور السنوات، خاصة إذا ما علمنا بأن هناك من سيضطر لوضع حد لمسيرته الدولية في ظل تقدمه في السن، وعن الأسماء التي تواجدت في التربص الأخير لفئة أقل من 20 سنة، فأراها متميزة، والجميع في فرنسا يتنبأ لعدد منهم بمستقبل كبير.


* بالحديث عن المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة، ما رأيك في القائمة؟
حتى وإن كنت لا أعرف البعض منهم بحكم أنهم ينشطون ضمن الفئات السنية، إلا أن انتماءهم لأندية كبيرة مثل مارسيليا وباريس سان جيرمان وبوردو ومونبوليي ونانسي، يؤكد بأنهم يمتلكون مؤهلات كبيرة، وقد يكونون نجوما في المستقبل، كما أن ثقتي في لجنة رادار الفاف كبيرة من أجل التنقيب على الأفضل، دون أن أنسى شيئا آخر، ويتمثل في وجود من يرغبون في الدفاع عن ألوان الخضر، وأنا أعرف الكثير منهم معرفة شخصية، وعلينا الوصول إليهم فقط.
* ما رأيك في التكوين بالجزائر، وهل الفاف أصابت بالشروع في إنجاز عدة مراكز عبر ولايات مختلفة ؟
رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، كان مُحقا في إنشاء هذه المراكز، كونها قد تكون الخزان الحقيقي للمنتخب الوطني الأول مع مرور السنوات، ولكن على الفاف أن تضع الثقة في المدربين الجزائريين مع منحهم كافة المتطلبات، لأن المؤهلات موجودة، ولكن في غياب الدعم لا يمكن أن ننتظر النتائج الطيبة، كما أن الاستعانة بالدوليين السابقين كفيل أيضا بتسهيل المهام، في ظل الخبرة التي يتمتعون بها، وحتى الاهتمام بالفرق الهاوية ضروري، كونها تضم في صفوفها مواهب كبيرة بحاجة للاكتشاف والرعاية لتطوير إمكاناتها، وفي هذا الصدد أود أن أضيف شيئا آخر.
* تفضل...
التكوين على مستوى أنديتنا المحلية ضروري إن لم نقل إلزامي، لأنه لا يعقل أن نعتمد فقط على مراكز تكوين «الفاف»، التي لن ترى النور قريبا، وعلى المواهب القادمة من أوروبا، وأتمنى أن تقوم الاتحادية بوضع بعض الضوابط، من أجل قطع الطريق أمام الغرباء الذي باتوا يعيثون فسادا بفرقنا، فمنح الفرصة للأكفاء كفيل بتحسين الأوضاع، وقد يسمح لنا بإعداد مواهب قادرة على تقديم الكثير للخضر.
* لو نطلب رأيك بخصوص عمل الناخب الحالي جمال بلماضي ؟
ما عساني أقول لكم عن بطل إفريقيا، وأحد أفضل التقنيين في تاريخ الكرة الجزائرية، ويكفيه فخرا أنه قادنا للتتويج ب»كان» 2019، رغم عدم مرور سوى أشهر قليلة عن استلامه زمام العارضة الفنية، ولا أعتقد بأن هناك مدرب في الجزائر، حقق الإجماع لدى كافة الشرائح مثل بلماضي، كما يحسب لهذا التقني أنه أعاد الاعتبار لبعض المواهب في شاكلة بلايلي وبلعمري، فضلا عن اعتماده على أسماء معينة تتماشى وفلسفته، وهو ما سمح لقديورة وفغولي وبن ناصر بالبروز.
* هل أنت معجب بلاعب معين في المنتخب الوطني ؟
كلهم نجوم، ولكن من شدني أكثر هو المدافع رامي بن سبعيني بعد التطور الكبير والمذهل في مستواه، ويبدو أن الفضل في ذلك يعود للناخب الوطني الذي منحه الثقة، وحتى انتقاله إلى الدوري الألماني ساعده كثيرا، أنا أراه من خيرة اللاعبين في أوروبا في منصبه، وهذا ليس بالأمر السهل، خاصة وأن الأمر يتعلق بلاعب قادم من بطولتنا المحلية، ولم يحظ بتكوين قاعدي كما هو الحال بالنسبة لمن مروا بمراكز التكوين الفرنسية، أنا أتمنى رؤيته في نادي أكبر، ولن أستغرب إن رأيته بألوان البارصا، لأنه قادر على اللعب بكل أريحية في هذا الفريق
 العريق.                                             م/ب

الرجوع إلى الأعلى