انتهت منتصف ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، الفترة القانونية التي خصصتها الفاف لإمضاءات اللاعبين المحترفين، وقد تجسد ذلك من خلال غلق البوابة الإلكترونية المخصصة، لتسجيل طلبات تأهيل اللاعبين على مستوى الرابطة المحترفة، بناء على التعليمة الصارمة التي أصدرها رئيس الاتحادية زطشي، كما تم غلق النظام المخصص لتسجيل عقود اللاعبين المحترفين، من أجل تأهيلهم في أندية الرابطة الثانية، والتي انخرطت بمظلة الاحتراف، بينما يبقى «ميركاتو» الهواة بالنسبة لفرق القسم الثاني مفتوحا، والنوادي المحترفة باستطاعتها تأهيل لاعبين إلى غاية الفاتح نوفمبر الداخل، شريطة أن يكونوا من شريحة الهواة، مع احترام الشروط المحددة بشأن التعداد.
وعرفت اللحظات الأخيرة، من فترة تسجيل اللاعبين المحترفين اصطدام الطواقم الإدارية، للعديد من النوادي بإشكاليات قانونية مقترنة أساسا بنظام تشغيل البوابة الإلكترونية، خاصة في الشق المتعلق بتكييف المعطيات الإدارية لكل لاعب مع تطورات وضعيته، الأمر الذي أبقى الكثير من الملفات في غرفة الانتظار، والفصل فيها مرهون بتسوية الوضعية بين اللاعب وناديه، بمراعاة الوثائق المسلمة من الغرفة الفيدرالية للمنازعات.
ويتمحور جوهر هذه الإشكاليات، في تنصل الرابطة المحترفة من مسؤولية شطب أي لاعب تحصل على وثيقة تسريحه من ناديه السابق، وهذا بقرار من الغرفة الفيدرالية لفض المنازعات، لأن نظام تشغيل البوابة الإلكترونية المخصصة لتأهيل اللاعبين، تبقي مسؤولية شطب أي لاعب على عاتق إدارة النادي، وطلب إلغاء الإجازة يجب أن يكون مرفوقا بوثائق، تثبت توصل الطرفين إلى أرضية اتفاق بخصوص بنود فسخ العقد، وهي الحالة الوحيدة التي توافق فيها الرابطة المحترفة على الشطب الفوري لرخصة اللاعب مع فريقه السابق.
من هذا المنطلق، فقد رفض نظام التأهيل المعمول به في البوابة الإلكترونية للرابطة المحترفة، قبول طلبات تأهيل العديد من اللاعبين الذين كانوا قد تحصلوا على وثائق تسريحهم بقرار من الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وهذا الإشكال مس بالأساس العناصر التي مازالت في صراعات إدارية مع مسيري النوادي، التي تقمصت ألوانها الموسم المنصرم، لأن الصراع امتد إلى درجة التعنت في إلغاء الإجازات السابقة، والإبقاء بالتالي على اللاعبين المعنيين في وضعية «عالقة»، لأن النظام الإلكتروني، يرفض تسجيل طلب أي عنصر وهو لا يزال مسجلا في فريق آخر، رغم حصوله على وثيقة التسريح بقرار من الغرفة الفيدرالية للمنازعات، والإشكال الذي طرح في هذا الشأن، يكمن في عدم فتح البوابة لقبول الملف الإداري للاعب المعني مع فريقه الجديد، وهذا لتفادي التأهيل الإداري، لأي لاعب في فريقين خلال نفس الفترة.
المعلومات التي تحصلت عليها النصر، من مصدر من داخل الفاف يؤكد بأن العديد من رؤساء النوادي المحترفة، اتصلوا بأعضاء من المكتب الفيدرالي وطلبوا منهم التدخل من أجل حسم الإشكاليات القانونية، التي واجهتهم في اللحظات الأخيرة من «الميركاتو» الصيفي، وقد برروا موقفهم بالرفض القاطع للطاقم الإداري للرابطة المحترفة التدخل بطريقة مباشرة لفرض معطيات من شأنها التأثير على نظام عمل البوابة الإلكترونية لتأهيل اللاعبين، إذ أن الأمين العام للرابطة المحترفة مراد بوسافر، رفض الاستجابة للطلبات التي تهاطلت عليه سهرة أول أمس، من أجل شطب إجازات لاعبين مع أنديتهم السابقة، حتى يتسنى لفرقهم الجديدة تلقي الضوء الأخضر لإيداع ملفاتهم الإدارية، رغم حيازة هذه المجموعة من اللاعبين على وثائق تسريح ممضاة من الغرفة الفيدرالية للمنازعات.
بالموازاة مع ذلك أكد مصدر النصر بأن رئيس الاتحادية أعرب عن رفضه القاطع لفكرة تمديد «الميركاتو» الصيفي، وبرر ذلك بضرورة التقيد باللوائح المعمول بها من طرف الفيفا، والتي تحدد فترة التحويلات الصيفية ب 12 أسبوعا، رغم أن الإتحاد الدولي كان قد فتح الباب أمام مختلف الاتحادات الوطنية، لاعتماد مهلة قد تمتد إلى 16 أسبوعا عبر البوابة الإلكترونية، في إجراء استثنائي، تم اتخاذه في أفريل المنصرم، تماشيا والأوضاع التي فرضتها الأزمة الوبائية، لكن زطشي ـ يضيف مصدرنا ـ ألح على ضرورة احترام القرارات المتخذة من طرف المكتب الفيدرالي، وبالتالي غلق بوابة تأهيل اللاعبين المحترفين في أندية القسمين الأول والثاني في الآجال المحددة، والتي انقضت سهرة أول أمس، بينما يبقى باب تأهيل اللاعبين بنظام الهواة مفتوحا أمام فرق الوطني الثاني، سواء كانت محترفة أو هاوية، لأن «ميركاتو» الدرجة الثانية مازال ساري المفعول إلى غاية منتصف ليلة الأحد إلى الإثنين من الأسبوع القادم، وعملية ضبط التعداد بالنسبة لهذا القسم مرهونة بشروط، من بينها ضرورة إدراج 7 عناصر شابة من فئة أقل من 23 سنة في القائمة الرسمية، وهو الشرط الذي وضع العديد من النوادي أمام إشكاليات، حالت دون تأهيل كامل اللاعبين الذين تم استقدامهم، لأن البوابة تتوقف عن قبول ملفات تأهيل اللاعبين بمجرد استيفاء الحد الأقصى من العدد المرخص به، واتحاد عنابة كان بين ضحايا المعطيات الجديدة للبوابة الإلكترونية الخاصة بالرابطة الثانية، بعد ضبط تعداد يتشكل من 27 لاعبا، لكن بتواجد عنصرين فقط من فئة أقل من 23 سنة، وهما شكال وبلهاني، ونظام تشغيل البوابة لا يوافق سوى على قبول ملفات 20 لاعبا من الشريحة، التي يتجاوز عمرها 23 عاما.
ص /  فرطاس

الرجوع إلى الأعلى