أثنى كثيرا المدرب المغربي سعيد زعيبيلة، على العمل المنجز داخل المنتخب الوطني منذ قدوم جمال بلماضي، حتى أنه وصفه في حوار مع النصر ب»الربان الماهر»، وقال عضو طاقم تدريب منتخب بوتسوانا الذي يقوده الجزائري عادل عمروش، أن أمله كبير في مرافقة الخضر إلى نهائيات الكان»، مفصلا في حصيلة الجولات الأربع للمجموعة الثامنة، كما تطرق ذات التقني لعدة نقاط، تخص محرز ومبولحي، أين طلب دعم «الرايس»، وعدم التوقف عند خطأ هراري.
حاوره: مروان. ب
nمرحبا، معك صحفي جريدة النصر من الجزائر، نود التشرف بإجراء حوار معك، بصفتك عضو ضمن الطاقم الفني لمنتخب بوتسوانا المتواجد مع الخضر، ضمن ذات المجموعة...
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأنا سعيد بهذه المكالمة الهاتفية، وآمل أن أفيد الجمهور الرياضي، الشغوف بكرة القدم وبالمنتخب الجزائري، الذي نهنئه بتأهله المسبق إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، ونتمنى له حظا موفقا في باقي المشوار، خاصة وأنه سيكون مقبلا على تصفيات المونديال.
nما رأيك في نتائج المجموعة الثامنة، والتأهل المسبق للخضر إلى نهائيات «الكان»؟
كما كان متوقعا، لم يجد المنتخب الجزائري أي صعوبة في اقتطاع تأشيرة التأهل، إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا ضمن المجموعة الثامنة، كونه كان المرشح الأبرز منذ عملية سحب القرعة، التي أوقعته إلى جانب منتخبنا (بوتسوانا) وزيمبابوي وزامبيا، وهذا بسبب التركيبة البشرية الثرية التي يمتلكها الخضر، فضلا عن وجود مدرب مُتمرس نجح في ظرف وجيز في تشكيل فريق لا يقهر، بدليل أنه اعتلى مع منتخبكم الوطني منصة التتويج في القاهرة، رغم أن لا أحد كان يرشحكم لذلك، ولم يكتف بذلك بل واصل نتائجه الباهرة على مدار 22 لقاء متتالي، وأرى بأن التأهل قبل جولتين من اختتام التصفيات منطقيا، في انتظار التعرف على هوية المنتخب الثاني، ونأمل أن يكون منتخب بوتسوانا الذي يقوده مدربكم الجزائري عادل عمروش، في وقت أعمل فيه كمدرب للحراس.
عمروش مدرب محترف وما حدث مع بلماضي ضُخم فقط
nألا ترى بأن الخضر أضاعوا على أنفسهم فرصة إنهاء التصفيات بالعلامة الكاملة؟
صحيح أن التتويج بالكان، وتسيّد إفريقيا يجعلكم تفكرون بهذا المنظور، ولكن ما يهم أكثر هو حسم تأشيرة التأهل، والتفكير في استحقاقات أخرى، على غرار التصفيات المؤهلة للمونديال، والتي ستنطلق قريبا، وعن تضييع الخضر لنقطتين أمام زيمبابوي في لقاء هراري، فأرى بأن هذا ليس بالسوء الذي يحاول البعض تصويره، لأن منتخب زيمبابوي قوي جدا، ويمتلك تشكيلة تعج باللاعبين المحترفين في أوروبا، نذكر منهم على سبيل المثال، هداف نادي ليون كادويري فضلا عن أسماء أخرى، تنشط في الدوري الجنوب إفريقي، ورغم كل هذا فاز الخضر بأريحية كبيرة في الجزائر، وكادوا يجددون العهد مع الانتصار في هراري، بعد تقدمهم بهدفين لولا الظروف الصعبة التي لعبت فيها المباراة، من حرارة وأرضية سيئة، وهو ما مكن المنافس من التعديل، وإن كان ذلك لا يقلل من الأداء الجميل، المقدم من لاعبي الخضر في ذلك اللقاء وعلى مدار التصفيات ككل، ويكفي أشبال بلماضي أنهم كانوا ثاني منتخب يتأهل إلى الكاميرون، بعد السنغال.
nماذا عن منتخبكم وحظوظه في العبور لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة ؟
صدقوني نحن نبصم على نتائج باهرة مع منتخب بوتسوانا المتواضع، وغير المعروف على المستوى القاري فما بالك بالعالمي، وكل هذا يعود للمدرب عادل عمروش، الذي رغم توليه المهمة في وقت قصير، إلا أنه حقق نتائج جد مقبولة، بدليل أننا نمتلك أربع نقاط، ونتواجد خلف الوصيف زيمبابوي بنقطة وحيدة، وهو ما يجعل حظوظنا قائمة في التأهل حتى وإن كانت المأمورية جد صعبة، على اعتبار أننا سنستضيف زيمبابوي في الجولة المقبلة، على أن نسافر إلى الجزائر في اختتام التصفيات، وفي حال تخطي عقبة زيمبابوي، يمكن القول بأننا قد نحقق مفاجأة مدوية ضمن مجموعتنا، لأن المتتبع للكرة الإفريقية يدرك الفروقات الشاسعة بيننا وبقية منافسينا في المجموعة، والبداية بالجزائر بطلة إفريقيا وكذا منتخب زامبيا المتوج بهذه الكأس أيضا، فضلا عن زيمبابوي التي تمتلك تشكيلة تعج بالمحترفين، على عكس منتخبنا الذي يضم أربعة لاعبين فقط، ينشطون خارج بوتسوانا والبداية بالحارس المحترف في جنوب إفريقيا، ولاعب ينشط في مالطا وآخر في الدرجة الثانية في النرويج، وكلها أسماء لا تقارن بلاعبي منافسينا، ولو أنه يكفينا فخرا فرض التعادل على زيمبابوي، بأرضية ميدانهم في افتتاح التصفيات وتخطي زامبيا في آخر جولة، وهو ما جعلنا نرفع رصيدنا إلى أربع نقاط متقدمين على زامبيا.
مبولحي الأفضل في تاريخ الجزائر والتوقف عند هفوة هراري سخيف
nحدثنا عن اللقاء الذي جمعكم بالخضر في بوتسوانا والخلاف الذي دار بين بلماضي وعمروش ؟
حتى أضعكم في الصورة، أنا أعمل رفقة نادي شولي الفرنسي كمدرب للحراس، في نفس الوقت أملك عقدا مع اتحادية بوتسوانا لتدريب حراس مرمى المنتخب الأول، وبالتالي أنا أتواجد مع المدرب القدير عادل عمروش في التربصات واللقاءات فقط، ومن هذا المنبر أشكره على الثقة التي وضعها في شخصي، وأعده بأن أكون عند مستوى تطلعاته، وعن سؤالكم بخصوص اللقاء، الذي جمعنا بالخضر في بوتسوانا فقد كان في مستهل مشوارنا فقط، على اعتبار أنه لم يمض عن استلامنا زمام العارضة الفنية الكثير من الوقت، إذ كان أول لقاء لنا وديا في مصر أمام الفراعنة، قبل أن نواجه زيمبابوي ونعود بتعادل بطعم الانتصار، في وقت كنا أمام لقاء تاريخي عند مواجهة أبطال إفريقيا، حيث سقطنا أمامهم بهدف لصفر، وخلقنا بعض الفرص الخطيرة، وحتى الخضر لم يسجلوا علينا سوى من كرة ثابتة بعد ركنية يوسف بلايلي.
الخضر لم يواجهوا أشباحا في هراري ولا تقزموا  نقطة التأهل
nلم تُحدثنا عما جرى بين عمروش وبلماضي ؟
لغط كثير قيل بعد تلك المباراة، وخاصة من طرف الإعلام الجزائري، أين تم اتهام صديقي عادل عمروش، بتحريض لاعبي منتخب بوتسوانا على تعمد التدخلات الخشنة ضد نجوم الخضر، وأنا أؤكد لكم بأن كل ما قيل عار من الصحة، ولا أحد بإمكانه التشكيك في وطنية عادل، الذي كنت بجانبه عند عزف النشيد الجزائري، وشاهدت الدموع تغمُر عينيه، صدقوني ما حدث بينه وبين بلماضي، مجرد سوء تفاهم بين مدربين كبيرين، واللقاء جرى في روح رياضية، حتى وإن كان الجانب الجزائري، قد اشتكى بعض الشيء من الخشونة في اللعب، والأخيرة تعود للحماس الزائد للاعبين، الذين كانوا على موعد لمواجهة أبطال إفريقيا، وحتى أن الغالبية منهم تُشجع محرز وبن ناصر وفغولي وماندي مع فرقهم، وبالتالي كانوا يودون تأكيد إمكاناتهم أمام نجوم الصف الأول في إفريقيا، على العموم عادل مدرب محترف ولم يقم سوى بعمله، وحتى بلماضي كان سيحاول الفوز على الجزائر إن كان يقود منتخبا آخر، وبالتالي أتمنى أن لا يتم تضخيم القضية مجددا، كون الأمر يتعلق بمدربين شرفا الجزائر بعملهما الجبار.
المقارنة بين محرز وزياش وصلاح ظالمة ولكل منهم «حسناته»
nنفهم من كلامك أنك معجب بعمل بلماضي مع الخضر ؟
كيف لي أن لا أعجب به، وهو الذي نجح في ظرف وجيز في قيادة الخضر للتتويج بالكان، ضاربا كافة التكهنات التي سبقت البطولة عرض الحائط، كما لم يكتف بذلك بل واصل حصد النتائج الباهرة سواء في الوديات أو الرسميات، صدقوني هذا المدرب مكسب كبير للجزائر والاتحادية الجزائرية محظوظة جدا بتعاقدها معه، والدليل أن من سبقوه رغم امتلاكهم نفس التركيبة، لم يقووا على تحقيق ربع ما حققه، أنا أتمنى كل التوفيق لهذا المدرب الشاب والطموح وأراه قادرا على تحقيق المزيد، خاصة في حال نجح الخضر في الوصول إلى نهائيات المونديال، وهنا أحدثكم عن نقطة مهمة..
nتفضل..
 من لا يمتلك سائقا ماهرا ومتمرسا، لا يمكنه أن يفوز بالسباقات، حتى وإن وفرت له أفخر أنواع السيارات «فيراري» و»بورش»، وهذا هو حال الجزائر، فإلى جانب جودة اللاعبين، هناك سائق رائع وأعني به بلماضي.
nماذا عن تركيبة الخضر مقارنة بمنتخبات عربية وإفريقية أخرى ؟
حتى وإن كنت مغربي الجنسية، إلا أنني أرى بأن الخضر الأفضل دون منازع، كونه منتخب متكامل ومتجانس، فضلا عن امتلاكهم مدرب رائع شكل مجموعة لا تقهر، وإن كان المنتخب المغربي من وجهة اعتقادي يمتلك نجوما أكبر، على غرار زياش وحكيمي والنصيري والحارس بونو، ولكنه يفتقد لروح الجزائر، والمنتخب المغربي يُذكرني دوما بما كان يحدث مع المنتخب البلجيكي، الذي تجده مُنقسما بين من يتحدثون الفرنسية والهولندية، وهو نفس الإشكال الذي يصادف المغاربة دوما، في ظل وجود لاعبين قادمين من هولندا وبلجيكا وآخرين من إسبانيا، فضلا عن مجموعة فرنسا، وهو ما لا نراه لدى المنتخب الجزائري.
nلو نطلب منك، إجراء مقارنة بين محرز وزياش ومحمد صلاح، فمن تختار كأفضل لاعب عربي وإفريقي ؟
سأظلم أحدهم، إن اخترت واحدا على حساب الآخر، فكلهم نجوم الصف الأول، ويكفينا فخرا كعرب أنهم يتواجدون ضمن كبار فرق البريمرليغ، ولم يكتفوا بذلك، بل يبصمون على مستويات خرافية، والبداية بالمصري محمد صلاح، الذي يعد أول عربي يفتك جائزة هداف الدوري الانجليزي، وهو حقق ذلك في مناسبتين متتاليتين، كما لا يقل محرز شأنا، كونه أول إفريقي وعربي يحصد جائزة أفضل لاعب في البريمرليغ، بعد أدائه الباهر مع ليستر سيتي، في انتظار تألق زياش مع تشيلسي، وهو القادم من نادي أجاكس الذي سطع نجمه معه سواء في البطولة أو دوري أبطال أوروبا، ولو أن لي رسالة أود أن أمررها لبعض من يشككون في مستويات محرز، ويحاولون مؤخرا انتقاده خاصة مع السيتي، إذ أقول لهم كفوا عن ذلك، فمحرز من طينة الكبار، ومن يود التأكد من ذلك، فليعد مشاهدة هدفه في هراري، فلا أعتقد بأن هناك لاعب آخر، قادر على تسجيل هدف بتلك الطريقة المذهلة، خاصة عند القيام بالترويض الموجه بالعقب.
منتخب بلدي يفتقد لروح الخضر وانقسام المجموعة يأبى مفارقتنا
nبصفتك مدربا للحراس، ماذا تقول عن مبولحي بعد خطئه في هراري، والانتقادات التي طالته، من بعض الجماهير التي بدأت تطالب بإجلاسه على دكة الاحتياط ؟
تابعت لقطات من لقاء الجزائر وزيمبابوي، والخطأ الذي ارتكبه مبولحي يحدث مع كافة الحراس، مهما كانت قيمتهم وحتى كورتوا وبوفون وكاسياس ارتكبوا ما هو «أبشع» من ذلك، غير أن لا أحد قال عنهم بأن وقت صلاحيتهم قد انتهى ويتوجب استبعادهم، صدقوني لا يجب على الجمهور الجزائري أن يظلم مبولحي، كونه حارس عملاق وأعتبره الأفضل في تاريخ الجزائر، نظير ما قدمه على مدار العشر سنوات الأخيرة، إذ تألق بشكل لافت في موندياليي جنوب إفريقيا والبرازيل، كما كان حاسما في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، وبالتالي علينا أن ندعمه، لأنني متأكد، بأنه لا يزال قادرا على حماية عرين الجزائر.
nبماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أشكركم على منحي هذه الفرصة، واستغل ذلك للتوجه بتحية حارة لبعض أصدقائي من الجزائر، على غرار عصماني الذي عمل مدربا للحراس مع عمروش في اتحاد العاصمة، والدولي السابق رفيق صايفي الذي تجمعني به علاقة وطيدة، كما لا يمكنني أن أختم الحوار دون الحديث عن حارسي المرمى، اللذين يعملان معي في فريقي، وهما من أصول جزائرية أنطوني موندريا وأنطوني مارتن.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى